لاتزال نوايا الرئيس الأمريكي، جو بايدن، غير واضحة حيال عزمه سحب القوات الأمريكية في شرقي سوريا أو إبقائها، إلا أن البيت الأبيض ينظر في هذا الأمر وقد يصدر توجيهًا بخصوصه.
“علم ممزق يثبت وجودنا”
في تقرير نشره موقع “ميليتيري” الأمريكي، السبت 13 من آذار، وصف إحدى القواعد العسكرية الأمريكية في شرق الفرات (لم يسمها) بالقول، “في موقع عسكري مؤقت متاخم لحقل للغاز الطبيعي في شرق سوريا، علم الولايات المتحدة ممزق بين أبراج معالجة الغاز التي يبلغ ارتفاعها 40 قدمًا يطير عاليًا فوق القاعدة، وهو رمز مرئي لوجود القوات الأمريكية هنا، التي لا تخطط للمغادرة قريبًا”.
وقال الجندي من الحرس الوطني الأمريكي في ولاية لويزيانا، أولان فافالورا، للموقع، “لقد زرعت سارية العلم… نريدهم أن يعلموا أننا ملتزمون بهذه المنطقة”، وفق تعبيره.
الوجود الأمريكي على طاولة البحث.. ومخاوف في الواجهة
ويرى معد التقرير، ديفيد كلاود، أن إدارة بايدن ليست على عجلة من أمرها لسحب 900 جندي أمريكي بقوا في سوريا.
ويعتبر مسؤولون في البيت الأبيض أن هذه القوة “صغيرة نسبيًا”، ولكنها مفتاح لمنع عودة ظهور تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي قد يندفع لاستعادة المنطقة، ويوازيه اندفاع النظام السوري والروس والإيرانيين إلى حقول النفط.
ومع ذلك، فإن مدى التزام الرئيس بايدن بالإبقاء على القوات في سوريا يبقى غير مؤكدًا، وفق الموقع.
وأفاد مسؤولون في البيت الأبيض بمراجعتهم لوجود قوات في سوريا، بحسب ما نقل الموقع، معتبرًا أن ذلك “إعلان أثار مخاوف من أن يعيد بايدن النظر في الانتشار كجزء من تقليص أكبر للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط والتحول المخطط له لتركيز البنتاغون إلى آسيا”.
في حين قال القائد الأعلى للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط، الجنرال كينيث فرانك ماكنزي جونيور، بعيد زيارته شرق سوريا في 12 من آذار الحالي، إن ما سيفعله بايدن “هو السؤال الوحيد الذي تلقيته من الجميع (…) أعتقد أن الإدارة الجديدة ستنظر في هذا الأمر، وبعد ذلك سنحصل على التوجيه”، وفق قوله.
“احتوينا تنظيم “الدولة”.. بقاؤنا معيب”
بموازة ذلك، وصف السفير السابق إلى سوريا بفترة إدارة أوباما، روبرت فورد، الاستراتيجية الأمريكية بأنها “معيبة للغاية”، وقال إن على بايدن سحب القوات المتبقية التي ساعدت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، في إنشاء جيب شبه مستقل شمال شرقي سوريا.
وعن الانتشار الأمريكي قال فورد، “لا أعتقد أن الأمر يستحق ذلك. تنظيم الدولة الإسلامية جرى احتوائه إلى حد كبير، وليس في وضع يسمح له بتهديد الوطن الأمريكي أو حتى إرسال مقاتلين إلى أوروبا”، قال فورد.
وبحسب “ميليتيري”، فإن السكان العرب شمال شرقي سوريا دعموا في البداية جهود الكرد (الذين يشكلون عمود قوات سوريا الديمقراطية) لدحر التنظيم في المنطقة. ولكن فورد أشار إلى أن العديد من العرب الآن مستاؤون من كونهم تحت حكم الكرد، الذين “وجدوا مصدرًا جديدًا للمجندين في الوقت الذي تحاول فيه الدولة الإسلامية التعافي”.
بايدن لم يأمر بسحب القوات
كان صحفيون وصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحدثوا عن أن الرئيس الأمريكي، ينوي سحب جميع القوات الأمريكية من سوريا، والتنسيق مع دمشق بوساطة روسية.
وقال متداولو الخبر في، 7 من شباط الماضي، إنهم نقلوا ذلك عن معهد “الشرق الأوسط” في واشنطن، التي بدورها أوضحت أن بايدن لم يتحدث عن سحب قوات بلاده من سوريا، ولا عن التنسيق مع دمشق بوساطة روسية.
وكان بايدن تجاهل الحديث عن الملف السوري والقضية الفلسطينية والملف النووي الإيراني بخطابه الأول حول السياسة الخارجية للولايات المتحدة، في 4 من شباط، الذي أعلن فيه عودة الدبلوماسية الأمريكية إلى المحافل الدولية.
انسحاب جزئي
وكانت تنظيم “الدولة” في 2014 استولى، على ثلث سوريا والعراق لما يسميه بـ “دولة الخلافة”، لكن “قوات سوريا الديمقراطية” بدعم من التحالف الدولي سيطرت على آخر معاقله في آذار 2019.
وتعهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مرارًا بالانسحاب بعد الهزيمة شبه الكاملة لتنظيم “الدولة”. في العام الماضي، أمر ترامب بسحب القوات الأمريكية من الحدود الشمالية بالقرب من تركيا كجزء من تحرك مخطط لسحب جميع القوات الأمريكية من سوريا.
لكن تحت ضغط وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون)، وافق لاحقًا على إبقاء القوات الأمريكية في الشرق لمواصلة العمل مع “قسد” وحماية حقول النفط من القوى الموجودة هناك.
المصدر: عنب بلدي