حمّل رئيس النظام السوري، بشار الأسد، التجار مسؤولية ارتفاع الأسعار، مهددًا بالتدخل بالقوة والعقوبات المشددة دون تردد في التعامل معهم.
ووصف في اجتماع مع مجلس الوزراء ، الثلاثاء 30 من آذار، أُعلن عنه بعد دقائق من إعلان تعافيه وزوجته من فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، سعر الصرف في سوريا بـ”المعركة”.
وقال، “الخطأ في مثل هذا النوع من المعارك أن يعتقد الناس سواء كانوا مسؤولين أم مواطنين، أن هذا الموضوع هو موضوع إجرائي، هناك مضاربون ومستفيدون، وهناك معركة تُقاد من الخارج وأصبحت أدوات هذه المعركة بالنسبة لنا واضحة”.
وأضاف الأسد أنه يجب توعية المواطنين على أن ما يحصل بالنسبة لسعر الصرف لا يقل أهمية عن المعركة العسكرية في استقرار البلد، وإذا لم يقفوا مع مؤسسات الدولة في هذه الحرب فسوف تخسر المؤسسات مهما اتُخذ من إجراءات، بحسب تعبيره.
واعتبر أن ارتفاع السعر وانخفاضه غير منطقي، وارتفاع سعر الصرف صباحًا لا يبرر ارتفاع الأسعار مساء، إذ إن تبرير ارتفاع الأسعار على فترة زمنية طويلة محددة كأسابيع أو أشهر ممكن، لكن لا يمكن تبرير أي ارتفاع حدث خلال ساعات.
كما اعتبر أن كل تاجر يستفيد خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة “لص”، لأن لديه مواد اشتراها بسعر صرف أقل و”سرق” المواطن بفارق السعر.
وهدد الأسد بالتدخل بالقوة والتشديد بكل ما له علاقة بالعقوبات دون تردد.
ويرى المحلل الاقتصادي والمالي الدكتور فراس شعبو، في حديث سابق إلى عنب بلدي، أن النظام يلقي اللوم على التجار كشماعة لعدم الاعتراف بفشله في إدارة الأزمة، وقال، “إذا كان التاجر قادرًا على هدم دولة اقتصاديًا بشكل كامل فنحن لسنا في دولة”.
واعتبر شعبو أن ما يتخذه النظام السوري من تحركات “يندرج ضمن الإجراءات الأمنية والقمعية، وليست إجراءات تتعلق بالسياسة المالية أو النقدية، التي لم يستخدم أيًا منها”.
وتقتصر مهام المصرف المركزي على تصريحات تشبه ما يصدر عن أفرع الأمن، تنص على ملاحقة وتهديد من يصفهم بالمضاربين أو المخالفين لسياساته.
وانخفضت قيمة الليرة السورية مجددًا بعد أن شهدت تحسنًا خلال الأيام الماضية، ووصل سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية إلى 3770، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار الصرف.
وكانت الليرة السورية شهدت تحسنًا ملحوظًا في الأيام القليلة الماضية، ووصلت في أفضل أحوالها إلى 3260 مقابل الدولار في 28 من آذار الحالي.
وأرجع محللون اقتصاديون التقت بهم عنب بلدي، التباين في الأسعار إلى طبيعة أسواق الصرف، والظرف الاقتصادي القلق في سوريا.
سوريا من أكثر الدول فقرًا في العالم
وتتصدر سوريا قائمة الدول الأكثر فقرًا في العالم، إذ يعيش تحت خط الفقر 90% من السوريين، بحسب ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، أكجمال ماجتيموفا.
كما يعاني 12.4 مليون شخص في سوريا، أي حوالي 60% من السكان، من انعدام الأمن الغذائي، في “أسوأ” حالة أمن غذائي شهدتها سوريا على الإطلاق، وفقًا لنتائج تقييم الأمن الغذائي على مستوى البلاد الذي أُجري في أواخر عام 2020، بحسب تقرير لبرنامج الأغذية العالمي (WFP)، في 11 من شباط الماضي.
ووفقًا للبيانات، يعاني 1.3 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الشديد، بزيادة قدرها 124% خلال سنة، وقُيّم 1.8 مليون شخص إضافي على أنهم معرضون لخطر الوقوع في انعدام الأمن الغذائي.
المصدر: عنب بلدي