عدنان عبد الرزاق
تراجع سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار، لتسجل العملة الأميركية، الإثنين، نحو 3115 ليرة سورية، منخفضة بنحو 115 ليرة عن إغلاق يوم الخميس الماضي، وسط توقعات باستمرار التراجع، بعد انتهاء شهر رمضان، على خلفية تراجع التحويلات الخارجية، التي يراها مختصون السبب الأهم في توازن عرض العملات الأجنبية في السوق السورية، نتيجة زيادة التدفق خلال شهر رمضان، بعد رفع سعر دولار الحوالات والسعر الرسمي للدولار.
وكان المصرف المركزي السوري قد رفع سعر الدولار الرسمي والحوالات الخارجية بنسبة 100%، بعد يوم من إعفاء حاكم مصرف سورية المركزي السابق، حازم قرفول، في 13 إبريل/نيسان الماضي.
وفي هذا السياق، يقول المحلل المالي علي الشامي: جاءت خطوات رفع سعر الدولار الرسمي ودولار الحوالات، إلى ما يقارب سعر السوق، فتحولت أموال التحويل الخارجية من الدول المجاورة إلى داخل سورية، ما زاد من عرض الدولار خلال شهر رمضان، مقدراً حجم التحويل الخارجي اليومي، بين 7 و10 ملايين دولار. ويضيف الشامي لـ”العربي الجديد”: ستتراجع التحويلات الخارجية بعد انتهاء الشهر الفضيل، كما أن البيع الآجل للدولار الذي أعلنته بعض شركات الصرافة سينتهي. وفي المقابل، سيتم طرح نقد سوري كبير بعد أيام، جراء المنحة التي أصدرها رئيس النظام بشار الأسد (50 ألف ليرة للموظفين و40 ألفا للمتقاعدين).
وتابع: وبما أن القصة عرض وطلب، ولأن مستوردات سورية من المشتقات النفطية والقمح في ازدياد، ستعاود الليرة السورية التراجع لتتعدى 4 آلاف ليرة مقابل الدولار خلال الشهر المقبل. وبرأي المحلل السوري، لن يستطيع نظام بشار الأسد “وقف التدهور”، رغم أنه يعتمد على ذلك ضمن حملته الانتخابية لولاية وراثية رابعة خلال الانتخابات التي ستجري في 26 مايو/أيار الجاري، لأن عوامل استقرار النقد وقوة الليرة جميعها معدومة في سورية، سواء كانت إنتاجا أو تصديرا أو سياحة أو احتياطيا أجنبيا.
ويؤكد الشامي أن السعر الحالي للدولار “سياسي” حققه نظام الأسد بالقوة وبملاحقة التجار، فضلاً عن دور المساعدات الخارجية من الإمارات وروسيا لتمرير الانتخابات الرئاسية، وإن أردنا أن نعرف السعر الحقيقي، فلننظر إلى أسعار السلع والمنتجات، ومنها الذهب، فهل تراجع سعرها بنفس النسبة التي تحسنت خلالها الليرة السورية، من نحو 5000 ليرة في شهر مارس/آذار الماضي إلى 3115 ليرة للبيع حاليا؟
وكان سعر غرام الذهب عيار 21 قيراطا، قد ارتفع بنحو 5 آلاف ليرة خلال اليومين الأخيرين، ليسجل، أول من أمس، 153 ألف ليرة سورية. كما قفزت الأونصة الذهبية السورية بمقدار 220 ألف ليرة سورية، ليبلغ سعرها 5 ملايين و616 ألف ليرة سورية، وذلك وفقاً لسعر الأونصة البالغ 1831 دولاراً. وبلغ سعر الليرة الذهبية السورية عيار 18 قيراطا مليونا و264 ألف ليرة. وأما الليرة الذهبية عيار 22 قيراطا فقد بلغ سعرها مليونا و319 ألف ليرة سورية، مرتفعة بمقدار 67 ألف ليرة سورية، والليرة الذهبية عيار 21 قيراطا بلغ سعرها مليونا و264 ألف ليرة سورية.
في المقابل، تشير مصادر من دمشق إلى أن التنظيمات غير الحكومية (غرف الصناعة والتجارة) زادت دعم الليرة من خلال “بيع الدولار أو عدم الشراء على الأقل”، بعد أن سمح نظام بشار الأسد لشركات الصرافة المرخصة بتسليم حوالات التجار والصناعيين بالدولار، وبما يخالف مراسيم الأسد التي تجرّم التعامل بغير الليرة السورية.
ودعت غرفة تجارة دمشق، يوم السبت الماضي، التجار والصناعيين، إلى دعم الليرة السورية، من خلال وقف شراء الدولار إلى نهاية شهر مايو/أيار الحالي من جميع المنافذ وشركات الصرافة.
وكانت العملة السورية قد تحسنت بنحو 40% خلال الشهر الماضي، بعد أن تهاوت من 900 ليرة مقابل الدولار مطلع عام 2020 إلى 2800 ليرة آخر يوم في العام الماضي، ثم واصلت التدهور لتقترب من 5000 ليرة منتصف آذار/مارس الماضي، قبل أن تتحسن خلال الشهر الماضي وتبدأ بالتراجع.
ومن العوامل التي ساعدت على كبح الدولار خلال الفترات السابقة، تصعيد النظام السوري لعمليات الملاحقة والدهم للمنازل والمحال وشركات الصرافة، وسجن عدد من رجال الأعمال والأفراد بتهمة التعامل بعملات أجنبية، فضلاً عن إغلاق عديد من شركات ومكاتب الصيرفة، بمدينتي حلب ودمشق.
وكان رئيس النظام السوري، بشار الأسد، قد أصدر مرسومًا يقضي بتجريم التداول بغير الليرة السورية، وفرض غرامات وعقوبات على المخالفين، وصلت إلى الأشغال الشاقة لسبع سنوات.
المصدر: العربي الجديد