هبة محمد
تستكمل قوات التحالف الدولي بمساندة حليفها المحلي «قسد» حملتها الأمنية والعسكرية التي تهدف إلى القبض على قيادات التنظيم، وإحكام السيطرة على المناطق التي تتخذها خلاياه ممراً للعبور بين سوريا والعراق، وقطع الإمدادات اللوجستية عن خلايا داعش وتفكيك شبكة العناصر، وكشف مقرات ومستودعات الأسلحة والذخائر التي يستخدمها عناصر في المنطقة.
وبالرغم من أهمية هذه الحملات وتحقيقها نتائج ميدانية على الأرض وفق مراقبين لشؤون الجماعات المصنفة أمنياً، إلا أنها لم تصل لأهدافها في بتر تصاعد نشاط التنظيم كما أنها فشلت في السيطرة على مواقع مخابئه ومقراته السرية، وعجزت أمام تفكيك شبكة الإمداد اللوجستية والأمنية والعسكرية التي يعتمد عليها لاستمرار أنشطته.
مصدر عسكري مشارك في العملية الأمنية ضمن وادي العجيج، قال «إن قوات سوريا الديمقراطية عثرت خلال الـ 72 ساعة الماضية على طرق عدة استخدمتها خلايا داعش مؤخرًا لتهريب المقاتلين والأسلحة» وبيّن أن قوات التحالف الدولي استهدفت عشرات الخنادق حديثة الإنشاء في المنطقة، ودمرتها عبر صواريخ موجهة من عربات وطائرات مُسيّرة لقوات التحالف المشاركة في الحملة.
ضرب بنى التهريب
وأوضح مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية فرهاد شامي أن العملية الأمنية شمال وشرق دير الزور أحبطت خلال يومين من انطلاقها بعض مخططات خلايا تنظيم الدولة، وذلك في إطار مكافحة تلك الخلايا بعد ملاحظة عودة نشاطهم في تلك المنطقة.
وبيّن المسؤول الإعلامي لدى «قسد» أن هدف الحملة ملاحقة «خلايا داعش النائمة» والتي تنشط من حين لآخر «في محاولة منها لتهديد أمن المنطقة وعلى إثر ذلك أطلقت قوات سوريا الديمقراطية الاثنين عملية عسكرية وأمنية واسعة النطاق في الريف الشمالي والشمالي الشرقي لمدينة دير الزور وقالت عبر بيان إن عملياتها التي انطلقت في وداي العجيج ستستمر أربعة أيام متواصلة لملاحقة الخلايا المنتشرة في المنطقة المستهدفة».
وقال مدير المركز الإعلامي إن المنطقة المحاذية للحدود العراقية شهدت تحركات ملحوظة للخلايا التي تستخدمها لتهريب المقاتلين الأسلحة إلى الأراضي السورية، حيث تمكن المقاتلين من «إنهاء بعض الأهداف في المنطقة وأفشلوا بعض المخططات التي كانت تستهدف الأهالي وقواتهم العسكرية والأمنية». وتعتبر عملية التحالف الدولي بمساعدة قوات سوريا الديمقراطية في منطقة وادي العجيج هي الثانية خلال أقل من شهر بعد أن كانت قد أطلقت الأولى في الرابع عشر من نيسان/ أبريل الفائت وانتهت بالقبض على أكثر من 100 مقاتل من تنظيم الدولة بعد تمشيط نحو 175 كم مربع على طول الحدود.
وكشفت مصادر رسمية حصيلة الحملة في وادي العجيج، حيث قالت «قسد» في بيان رسمي، الثلاثاء، أنها «مشطت مساحات من الوادي، مؤكدة عثورها على مخابئ كان يستخدمها داعش لإخفاء عناصره والأسلحة، وكشف طرق للتهريب» وأفادت أن «قوات التحالف الدولي أطلقت خلال ساعات الليلة الفائتة عددًا من الصواريخ استهدفت مواقع في منطقة وادي العجيج والمخابئ وطرق التهريب، فيما واصلت الطائرات تحليقها في أجواء المنطقة بهدف رصد ومتابعة تحركات خلايا التنظيم».
المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية كينو غبرئيل، قال إن العملية العسكرية التي أطلقتها قسد في وادي العجيج بريف دير الزور تستهدف ملاحقة الخلايا النائمة والنشطة لمرتزقة داعش، وكشف مخابئ الأسلحة التي تستخدمها في المناطق الحدودية مع العراق، بما في ذلك السيطرة على طرق تهريب الأسلحة.
تزامناً، أوضح جنرال فرنسي آلية ملاحقة خلايا تنظيم الدولة الخفية، وقال القائد في البحرية الفرنسية الأدميرال مارك أوسيدات إن مقاتلي داعش يعتمدون على الخفاء في تجديد قوتها بتطوير إمكانات عسكرية تحت الأرض، مشيرًا إلى أن بلاده «تنشر سفنها الحربية ومقاتلاتها لدعم القوات الأمريكية والقوات البرية في القضاء على ذلك التهديد».
وقال أوسيدات قائد حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول الاثنين، إن ثماني عشرة مقاتلة متطورة من طراز رافال تنفذ رحلات استطلاع في المجال الجوي السوري والعراقي لقياس تحركات داعش وحمله على كشف أسلحته واستخدامها إذا لزم الأمر، وكشف أن المهمة الأساسية لنشر قوة المهام لمدة خمسة أشهر، شرق البحر المتوسط والخليج العربي والمحيط الهندي، هي دعم عملية العزم الصلب المكلفة بالقضاء على خلايا تنظيم الدولة.
هجوم للتنظيم ضد لواء القدس
وفي السياق، تتواصل هجمات خلايا تنظيم «الدولة» على مواقع قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها في عموم البادية السورية، رغم جميع حملات التمشيط التي نفذتها خلال الفترة الأخيرة، والتي تزامنت مع الضربات الجوية الروسية المكثفة التي تستهدف مواقع التنظيم، وفي سياق ذلك، هاجم مسلحو التنظيم حاجزاً يتبع لواء القدس الفلسطيني، الموالي للنظام، في بادية الرصافة بريف الرقة الغربي، وتمكنوا من قتل عنصرين وجرح 6 آخرين.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، صباح أمس، إلى أن القصف الجوي الروسي يتواصل على مناطق انتشار تنظيم «الدولة» ضمن البادية السورية، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تناوب المقاتلات الروسية على شن أكثر من 45 غارة جوية خلال الساعات الفائتة، مستهدفة منطقة جبل البشري عند الحدود الإدارية بين الرقة ودير الزور والريف الشرقي لحماة، بالإضافة لأماكن في بادية السخنة بريف حمص الشرقي، وطالت الاستهدافات مغاور وكهوفاً يرجح أن التنظيم يتوارى بداخلها، وآليات تابعة للتنظيم، وأسفرت الضربات تلك عن مقتل 6 من عناصر التنظيم على الأقل، وقد تكون الحصيلة أكبر من ذلك بسبب تضاريس المنطقة.
وكان المرصد السوري أشار أمس، إلى اشتباكات عنيفة شهدتها مواقع بريف حماة الشرقي، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والتنظيم من جهة أخرى، قتل خلالها 4 من المسلحين الموالين للنظام، بالإضافة لمقتل أحد عناصر التنظيم على الأقل، كما قتل مدني من عشائر المنطقة بعد إصابته بطلق ناري. ووثق المرصد السوري صباح أمس، مقتل 7 من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، في انفجار لغمين اثنين غرب منطقة السخنة ضمن بادية حمص الشرقية.
المصدر: «القدس العربي»