رائد عمر
من اللافتٌ للنظر ويكاد يغدو صادماُ للبصيرة والبصر , ما تزخر به مختلف وسائل التواصل الإجتماعي ” وبنحوٍ يومي ” من فيديوهات وافلام قصيرة وموثّقة بكلا الصوت والصورة , للمارسات والأفعال البطولية التي يقومون بها الفلسطينيون في مختلف المدن , سواءً المحتلة في حرب 1967 او حرب 1948 ضدّ افراد الشرطة الإسرائيلية والمتطرفين اليهود ومراكز اسرائيلية اخرى , بينما لا تعرض معظم القنوات الفضائية العربية وخصوصاً قنوات < العربية , العربية الحدث , والجزيرة > لغالبية تلك الفيديوهات الساخنة .! , وهذا ما يضع اكثر من علامة استفهامٍ حول ذلك , دون ان نشكك بأيّ تعمّد او قصدٍ مُبيّت بهذا الشأن , علماً انّ الفلسطينيين في الداخل حريصين للغاية على ارسال تلكم الأفلام الى القنوات الفضائية , وعلماً ايضاً انّ افراداً اسرائيليين يرسلون مثل هذه الفيديوهات الى الفضاء الخارجي ولأكثر من سببٍ , وحتى انّ المخابرات الأسرائيلية تتعمّد بث بعض تلك الأفلام بغية إظهار العرب الفلسطينيين في الداخل وكأنّهم ارهابيين , ولتبرير عمليات القصف الجوي المكثفة على رؤوس الفلسطينين .
2 \ من المؤسف أنّ البيانات اليومية التي تعلنهاوزارة الصحة الفلسطينية عن اعداد الشهداء والجرحى جرّاء الغارات الإسرائيلية , فإنّما تفتقد للدقّة , والدقّة المتناهية والمرفقة بالطيبة الزائدة وحُسن النوايا الحسنة .! , فلا تزال اعداد كبيرة للغاية من الضحايا الفلسطينيين تحت الأنقاض ” سواءً احياء او اموات ” , ومؤدّى ذلك انّ الهلال الأحمر الفلسطيني ولا الجهات ذات العلاقة تمتلك التقنيات الفنية الكافية لرفع وازالة الأنقاض المتراكمة للقصف اليومي المكرر للطائرات الإسرائيلية , ويتوجّب الأخذ بنظر الإعتبار انّ سكّان غزة يعتمدون عموماً على البناء العمودي المرتفع والمتعدد الطوابق , حيث انّ مساحة المدينة تبلغ 56 كم فقط .
الأهمّ من كلّ ذلك ” والذي لا تتطرق له وسائل الإعلام الغربية ” ولا الإعلام الرسمي العربي ” , بأنّ هذه المساحة الضئيلة المحدودة لم تعد تستوعب ما يفوق مئات الآلاف من اطنان القنابل التي تلقيها الطائرات الأسرائيلية وبأعدادٍ هائلة من الغارات الجوية المتكررة يومياً , وعلى مدى ساعات اليوم , وبدا انّ الحقد الصهيوني الدفين اتيحت له الفرصة لينفث ما بوسعه من السموم العنصرية وسواها .!
المصدر: كتابات