اندلعت حرائق في أراضٍ زراعية في منطقة سهل الغاب غربي حماة نتيجة استهدافها من قبل قوات النظام السوري، بالتزامن مع بدء الأهالي بحصاد مواسم القمح وغيرها من المحاصيل الصيفية في المنطقة.
وتسبب القصف اليوم، السبت 29 من أيار، على قريتي المنصورة والحميدية في سهل الغاب باشتعال نيران ضخمة كما تظهرها مقاطع مصورة تداولها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأمس الجمعة، نشبت حرائق في الأراضي الزراعية لقرى المشيك والقرقور والزيارة لسهل الغاب، نتيجة قصف النظام للمنطقة الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة.
مسؤول المكتب الإعلامي في المديرية الثالثة بـ”الدفاع المدني”، محمد حمادة، قال لعنب بلدي إن فرق الدفاع سجلت تصعيدًا واضحًا خلال الأيام الماضية بالقصف من قبل قوات النظام الذي يستهدف الأراضي الزراعية بالتزامن مع بدء موسم الحصاد.
وتتركز أغلب المناطق المستهدفة في سهل الغاب الذي يعتبر من أهم مناطق زراعة القمح، إضافة لريف إدلب الجنوبي الذي بدأ فيه موسم الكرز والمحلب.
وأسفر القصف، بحسب حمادة، عن اندلاع حرائق ضخمة بحقول القمح اليوم، بمحيط صوامع المنصورة وبعدة قرى بسهل الغاب والمنطقة مكشوفة على قوات النظام ولم تتمكن فرق الدفاع من إخماد النيران فيها.
ووثق “فريق الدفاع” الخميس 27 من أيار أكثر من خمسة حرائق بحقول القمح في قرى سهل الغاب بريف حماه الغربي، نتيجة قصف قوات النظام، بحسب حمادة.
وأضاف أن فرق “الدفاع” لم تتمكن من الوصول إليها وإخمادها بسبب طبيعة المنطقة المكشوفة على قوات النظام وعدم القدرة بالوصول إليها بسيارات الإطفاء.
وأوضح أن “الدفاع المدني” استجاب أمس لعدة حرائق بمحاصيل زراعية سببها قصف قوات النظام على قرية كفرعويد بجبل الزاوية، بعد وصول فرقه للمكان بصعوبة، بسبب القصف المتكرر ورصد قوات النظام للطرقات، وتمكن من السيطرة على الحريق بأقل الخسائر الممكنة باستخدام المعدات اليدوية لخطورة التحرك بسيارات الإطفاء.
وأشار حمادة إلى أن أن قوات النظام تكرر قصفها لقرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي ما يمنع العودة الآمنة للمدنيين، وتتعمد قصف المنطقة بالتزامن مع مواسم الحصاد، حيث تشهد القرى عودة مؤقتة للمدنيين لجني المحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة، رغم اتفاق وقف إطلاق النار.
واعتبر أن هذا الاستهداف حرب من نوع آخر تستهدف المدنيين بقوت يومهم يشنها النظام من خلال قصف الأراضي الزراعية بالتزامن مع موسم الحصاد، في وقت يحاول فيه حليفه الروسي منع إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر “باب الهوى”، ما يهدد حياة أكثر من أربعة ملايين مدني، بينهم أكثر من مليوني مهجر قسرًا يعيشون في مخيمات الشريط الحدودي التي تفتقد للحد الأدنى من مقومات الحياة، في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة.
أسباب أخرى للحرائق
ولا تقتصر أسباب الحرائق في المحاصيل على قصف النظام، بسبب حمادة، وتوجد أسباب أخرى للحرائق، منها فعل فاعل، إذ يلجأ بعض الأهالي لحرق بقايا المحاصيل في أراضيهم فيفقدوا السيطرة على النيران خاصة إذا كانت الحرارة مرتفعة والرياح قوية.
وأوضح حمادة أن الاستهتار وإشعال النار بالقرب من المحاصيل الزراعية أو رمي أعقاب السجائر على حواف الطرقات حيث توجد الأعشاب اليابسة سريعة الاشتعال يسبب الحرائق في الأراضي وما يلبث أن يصل الحريق للمحاصيل.
كما أن عبث الأطفال بالنيران خطير جدًا ومن الأسباب المباشرة للحرائق، فيما تحدث بعض الحرائق بسبب شرارة من الآلات الزراعية أثناء عملها بالحقول.
وتعمل فرق “الدفاع المدني” على توعية المدنيين سواء عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر الجولات الميدانية وتوزيع البروشورات التي توضح طرق التعامل مع الحرائق.
كما تذكر الأهالي بضرورة تنظيف محيط المزارع والتجمعات السكانية من الاعشاب اليابسة وتأمين أسطوانات إطفاء الحرائق، وعزل المحاصيل الزراعية عن بعضها، والامتناع عن إشعال النار قربها أو في مناطق الغابات، ومنع الأطفال من العبث بأي مصدر حراري.
آلية التعامل الأولي
يوصي فريق “الدفاع المدني” بأن تكون الجرارات مجهزة بأدوات الحراثة لعزل الحريق فورًا مع ضرورة تعبئة صهاريج المياه والتأكد من جاهزيتها لاستخدامها بالإطفاء، مع ضرورة عدم الاقتراب من النيران من عكس جهة الريح.
كما يوصي بفصل الأراضي عن بعضها بحراثة خطوط تشكل فاصل أمام أي حريق، وتنظيف محيط أكوام الحصاد من أي بقايا أو أعشاب وحراثتها إن أمكن، إضافة لتنظيف حواف الطرقات من الأعشاب اليابسة، وعدم رمي أعقاب السجائر إلا بعد التأكد من إطفائها وتوعية الأطفال بعدم العبث بأي مصدر حراري.
وكانت الأراضي الزراعية في قرى جبل الزاوية تعرضت للقصف خلال الأيام الماضية، تزامنًا مع جني محصول المحلب من قبل المزارعين.
وخصصت غرفة عمليات “الفتح المبين” التي تدير العمليات العسكرية في إدلب وأرياف اللاذقية وحماة وحلب الغربي، أرقام تواصل لتنسيق اقتراب المزارعين من خطوط التماس بين مناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة المعارضة.
كما حذر “الدفاع المدني” من تضاعف خطر مخلفات الحرب في موسم الحصاد، لأن الآلاف منها تنتشر في الحقول الزراعية وتهدد سلامة المدنيين وتسبب الحرائق عند انفجارها.
وتستمر قوات النظام وروسيا باستهداف مناطق سيطرة فصائل المعارضة، مع استمرار سريان اتفاق “وقف إطلاق النار”، الموقّع بين روسيا وتركيا، في 2020.
ومنذ بداية العام الحالي حتى 6 من أيار، استجابت فرق “الدفاع” لأكثر من 420 هجومًا من قبل النظام وروسيا، تسببت بمقتل 53 شخصًا بينهم عشرة أطفال وتسع نساء، بينما أُصيب 136 شخصًا.
وتركزت الهجمات على منازل المدنيين والحقول الزراعية وعدد من المنشآت الحيوية، في شمال غربي سوريا.
المصدر: عنب بلدي