صابر غل عنبري
انعقدت، مساء الثلاثاء، المناظرة الثانية في الانتخابات الرئاسية الإيرانية الـ13، المقررة يوم 18 من الشهر الجاري، بمشاركة المرشحين السبعة، وتناولت القضايا الثقافية والاجتماعية والسياسية.
ورغم أن الاقتصاد شكل محور المناظرة الأولى، إلا أنه احتل حيزا مهما من جديد لأهميته بالنسبة للناخب الإيراني هذه الأيام، حيث يواجه مشاكل معيشية صعبة على خلفية ارتفاع متصاعد في أسعار السلع والخدمات وتراجع القوة الشرائية.
المرشحون السبعة هم رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي، وعضو مجمع تشخيص مصلحة النظام سعيد جليلي، وأمين المجمع محسن رضائي، ورئيس مركز بحوث البرلمان علي رضا زاكاني، ونائب رئيس البرلمان أمير حسين قاضي زاده هاشمي، ورئيس البنك المركزي عبد الناصر همتي، ومحسن مهر علي زادة المسؤول السابق في حكومة “الإصلاحات” للرئيس الأسبق محمد خاتمي.
واستغرقت المناظرة ثلاث ساعات، لكن مستواها وشكل الأسئلة والمواضيع المطروحة فيها لقيت انتقادات كسابقتها، وكان المرشحون أنفسهم من المنتقدين، إذ طالب رضائي التلفزيون الإيراني بتغيير أسلوب المناظرات، كما انتقدها همتي قائلا إنها تشبه المسابقة ولا تتناول أسئلة مهمة تهم الشارع. وانتقد زاكاني اختلاف الأسئلة ومستواها داعيا إلى إصلاح المناظرة شكلا ومضمونا في جولتها الثالثة والأخيرة، وأن تكون ثنائية بين كل مرشحين على حد سواء.
كما تسائل جليلي: “هل يساعد الناس هذا النوع من المناظرات؟”، قائلا إنها “لا تتناول قضايا الشارع”.
من جهته، انتقد وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد آذري جهرمي أسلوب المناظرة، وقال إن “المناظرة الثانية أسوأ من الأولى، وكانت بلا جودة”، معتبرا أن “هذا الوضع هو المطلوب للبعض، ولا أمل عندي لإصلاحه”.
كما انتقد النشطاء على شبكات التواصل المناظرة الثانية أيضا، مع الحديث عن أن المرشحين لم يقدموا حلولا عملية لتحسين أوضاع البلاد، على الرغم من أنهم كلهم انتقدوا هذه الأوضاع سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا.
كما اعتبر البعض أن المناظرة الثانية كانت أكثر فتورا من السابقة، على الرغم من أنها كانت أقل تلاسنا من قبل بين المرشحين. وشهدت على غرار الجولة الأولى اتهامات متبادلة، ولو أخف من قبل بين المرشحين المحافظين الخمسة، والمرشحين الاثنين الآخرين المنتميين إلى التيار الإصلاحي، لكنهما ليسا مرشحين رسميين لهذا التيار الذي أكد بعد استبعاد مرشحيه التسع أنه بلا أي مرشح في هذه الانتخابات.
وبذل المرشحان الإصلاحيان، همتي ومهرعلي زادة، وهما ليسا من القيادات الإصلاحية البارزة، جهودا خلال الأيام الماضية لكسب تأييد الإصلاحيين، من دون أن يلقيا ردا إيجابيا.
وشهدت المناظرة الثانية انتقادات متبادلة بين المرشحَين المحافظَين رضائي وزاكاني. كما ركز المرشحون المحافظون الخمسة على مهاجمة الحكومة وسياساتها، محملين إياها مسؤولية الوضع الراهن، علما أن المناظرة الثالثة والأخيرة ستعقد السبت المقبل.
أهم ما قاله المرشحون
المرشح المحافظ إبراهيم رئيسي:
ـ أحد واجبات الحكومة الجديدة هو رفع العقوبات الظالمة، وفي الوقت نفسه العمل على إبطال مفاعيلها.
ـ الفجوة الطبقية حصيلة السياسات الاقتصادية الخاطئة في البلاد.
ـ جميع مشاكل البلاد تعود إلى انعدام العدالة وعدم تنفيذ القانون.
ـ ثقة المواطنين بالحكومة تراجعت إلى أدنى مستوى، ويجب أن نتعامل بموضوعية مع المشاكل التي تواجه المجتمع.
ـ خلاصة سياسات الحكومة تجاه النساء خلال السنوات الثمانية الماضية كانت صفراً، إذ لم تتحسن ظروف توظف النساء، ولم تحصل النساء اللواتي يدرن أسرا على أي إمكانيات.
ـ اتهم الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني بأنه لا يفهم لغة التفاوض “إذا كانوا يفهمون لغة التفاوض لما قالوا إن خزينة الدولة فارغة”، في إشارة إلى تصريحات روحاني بعيد توليه الرئاسة في إيران وقبل انطلاق المفاوضات التي أدت إلى الاتفاق النووي عام 2015.
ـ 40 في المائة من الطاقة الإنتاجية في البلاد غير مستخدمة، كما أن 70 في المائة من طاقات الاقتصاد غير مستخدمة.
المرشح الإصلاحي عبد الناصر همتي:
ـ الاحتكار هو السبب الأساسي للفساد في البلاد، وأنا أعارضه في الاقتصاد والسياسة والثقافة والإعلام.
ـ أنا صوت من لا صوت ولا قوة لهم.
ـ القضايا المتصلة بالعقوبات ستكون أولوية حكومتي، ستكون هناك أولويات أخرى أيضا، لكن رفع العقوبات على رأسها.
ـ البعض يرى في وجود القوميات والطوائف والمذاهب تهديدا للبلاد، لكني في المناصب العليا سأمنح أهل السنة مناصب، ثلاثة أضعاف الوضع الراهن. كبير مستشاريَّ في البنك المركزي كان من السنة.
ـ من هاجم السفارة السعودية وتسبب في خفض قيمة العملة الوطنية؟
ـ أنا أتحدث عن المشاكل التي أحدثتها العقوبات، لكن المرشحين يرفضون ذلك. الأرباح التي يجنيها المنتفعون من وجود العقوبات يمثل عشرين في المائة من حجم التجارة الخارجية الإيرانية.
ـ يسألني المرشحون من تقصد من الشباب؟ أنا أقصد الشباب الذين قال 60 في المائة منهم إنهم لا يصوتون، أنتم تتحدثون عن 40 في المائة وأنا عن 60 في المائة.
المرشح المحافظ أمير حسين قاضي زادة هاشمي:
ـ انتقد وجود مؤسسات موازية في إيران قائلا إن 38 منظمة تعمل في مجال الثقافة، وهذا هو الوضع أيضا في التعليم وبقية المجالات.
ـ تجب إعادة تصميم الحكومة، وأنا قمت بإعداد نموذج جديد لإدارة الحكومة.
ـ الشباب تعبوا من النزاع بين الإصلاحيين والمحافظين.
ـ حكومتي ستكون عابرة للأحزاب، ونحن الجيل البديل.
ـ 1500 شركة حكومية تحولت إلى الفناء الخلفي للتيارات السياسية.
المرشح المحافظ سعيد جليلي:
ـ يجب الاهتمام بالنساء ودورهن في الاقتصاد، وخاصة اللواتي يدرن أسرا.
ـ اتهم الحكومة الحالية بتعطيل البلاد بانتظار ما ستفعله أربع دول (في إشارة إلى أميركا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا)، منتقدا بذلك الاتفاق النووي والانضمام إلى مجموعة العمل المالي الدولية “فاتف”، وداعيا إلى العلاقة مع دول تربطها بإيران نقاط مشتركة والدول الجارة والعالم الإسلامي.
ـ على المسؤولين تغيير سلوكهم إذا ما أرادوا كسب ثقة المواطنين.
ـ يجب إصلاح الثقافة السياسية في البلاد، والتي تمنع إصلاح الوضع. هناك ثقافة سياسية خاطئة في المجتمع ولا ترتبط بهذه الحكومة أو تلك.
المرشح المحافظ محسن رضائي:
ـ على أي مرشح لا ينوي البقاء حتى آخر السباق الانسحاب منه، أنا سأبقى أنافس حتى نهاية الانتخابات.
ـ حكومتي ستكون لجميع القوميات الإيرانية، وأفتخر أنني من قومية “لر”.
ـ يجب إشراك المواطنين السنة الأكفاء في الحكومة.
ـ الحكومة صرفت العام الماضي 137 مليار دولار من الموارد في المجتمع، لكنها وصلت إلى أناس لم يكن يستحقونها بسبب الريع والمافيا.
ـ تساءل: “كيف لدينا الموارد لريع المافيا (في القطاعات الاقتصادية) لكن ليست لدينا موارد للناس؟”، وذلك في رده على الانتقادات الموجهة إليه حول برنامجه الانتخابي لرفع الدعم الشهري للمواطنين إلى عشرة أضعاف (20 دولاراً) بسبب انعدام الموارد اللازمة.
ـ الشعب اليوم يواجه أصعب الظروف بعد الثورة. وخلال فترة الحرب (الإيرانية العراقية) لم تكن الأوضاع على هذا النحو.
ـ سأقوم بتنفيذ إصلاحات أساسية في أركان الحكم. المؤسسات التابعة للقائد (المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي) تحولت إلى مؤسسات في خدمة الحكومة. هذه المؤسسات تحتاج إلى الإصلاح، وسأقدم مقترحاتي بهذا الشأن إلى القائد. سأطلب منه حل المجلس الأعلى للثورة الثقافية (المخول رسم السياسات الثقافية والتعليمية في البلاد).
المرشح الإصلاحي محسن مهرعلي زادة:
ـ مؤسسة الإذاعة والتلفزيون حذفت خمس دقائق من فيلمي الدعائي الانتخابي، وهذا عمل غير أخلاقي.
ـ هذه المؤسسة يجب أن تكون وطنية لا أن تكون لتنفيذ الرغبات.
ـ انتقد إرسال الرسائل النصية إلى هواتف الفتيات بسبب مشكلة في حجابهن، داعيا المرشح رئيسي رئيس السلطة القضائية إلى حل هذا الأمر.
ـ لدينا عشرة ملايين شاب في سن الزواج ولديهم مشاكل تحول دون تزوجهم، ويجب حلها.
ـ يجب فتح المجال أمام الشباب وليس إجبارهم على مغادرة البلاد.
ـ سأختار في كل محافظة امرأة ضمن نواب رئيس المحافظة، وسأمنح ثلاث وزارات للنساء، ومعدل أعمار حكومتي ستكون 45 عاما.
ـ انتقد اتباع سياسة الحظر بشأن شبكات التواصل الاجتماعي، قائلا إن مليون إيراني يزاولون أعمالا تجارية في العالم الافتراضي.
ـ وظفوا كل الإمكانيات لإيصال شخص إلى الرئاسة (في إشارة إلى المرشح رئيسي).
ـ يجب إحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات.
ـ سبعة ملايين ليس لديهم دخل يومي وفي معيشتهم يحتاجون إلى المساعدات، ومن هذا العدد 3 ملايين ليس لديهم أي دخل.
المرشح المحافظ علي رضا زاكاني:
ـ حكومة السيد روحاني لم تبق أملا للمواطنين وحمّلتهم بلاء عظيما.
ـ السيد همتي يكرر دائما أنني مرشح الظل (للمرشح رئيسي)، لكنه نفسه مرشح للدفاع عن أخطاء الحكومة.
ـ نحن نعارض حظر شبكات التواصل وبصدد عرض الإنترنت الرخيص.
ـ تم اعتقال 26 جاسوسا في هذه الحكومة.
ـ المتسببين بالوضع الراهن يمارسون المظلومية والتضخم نتيجة سياسات أصدقاء السيد همتي.
ـ تراجع النمو السكاني بات مقلقا ومخيفا، وهو وصل إلى أدنى المستويات.
ـ مشكلتنا اليوم هي الفقر وانعدام العدالة والتمييز والفساد.
المصدر: العربي الجديد