رأيتها مدينتي
رأيتها حبيبتي
تختصر الفتنة في صورتها
فيشتعل الصقيع .. وينتفض السكون
رأيتها في عرسها في ثوبها
تورق اخضراراً في خريفها ..
رأيتها في حزنها في صمتها
ورأيتُ فيها تلك العيون ..
ياكلّ العيون
إلّم تكوني هكذا .. فلستِ عيون
رأيتها .. فرأيت الهدى .. في ذاك المدى
ورأيت الشذى .. في ذاك الندى
رأيتها وكلّ مافيها سحرٌ .. يصنع الجنون
يقتلني في مدينتي جمالها .. وأحبّها
يطردني الغاصب من حضنها .. وأحبّها
تقول: حذارِ أيها المجنون
فأنظر إلى السماء
حيث الرجاء ؟
فتهبط النجوم .. تواسيني
تَبكي وتُبكيني
تقول لي: اعشقْ غيرها
فأرسلُ قلبي لها نتفاً ..
أرسله، فيرتدّ خائباً
لم يستطع أن يخترق تلك الحصون
مدينتي حبيبتي
أعرفها وتعرفني
اعْشَقـها ..
كما يعشق العاشق نزوته
وكما يعشق الليل نجمته
وكما يعشق الصيف نسمته
وكما يعشق الفرح بسمته
وكما يعشق الحزن دمعته
وحين تفارقني
أغـفــو بـيــن اجنحة الهوى ..
وأسكن في تلك العـيــون
لأنـســـى مــن أنا، ومن هي
ولأنسى من أكون، ومن تكون