توصلت موسكو وأنقرة، الأربعاء الفائت، إلى اتفاق يقضي بإنشاء منطقة خالية من الوجود العسكري في منطقة إدلب، شمال غربي سوريا، والتأكيد على الاستمرار بتنفيذ اتفاق موسكو المتفق عليه في آذار 2020.
وكشف البيان التوضيحي حول المؤتمر الذي عقده لافروف مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو الأربعاء في أنطاليا، أن ما جرى هو التأكيد على الاستمرار بتنفيذ اتفاق 5 آذار المبرم في موسكو بين الجانبين الروسي والتركي عام 2020.
وتضمّنت البنود المعلنة من الاتفاق في ذلك الحين وقف إطلاق النار في إدلب، وإنشاء ممر آمن بطول ستة كيلومترات إلى الشمال والجنوب من طريق M4، تتولى القـوات الروسية الجزء الجنوبي والتركية الجزء الشمالي.
وتضمّن اﻹعلان أيضا تسيير دوريات تركية – روسية مشـتركة على امتداد الطريق من ريف اللاذقية الشمالي حتى ريف إدلب الشرقي.
ويعتبر الحديث عن إنشاء منطقة خالية من الوجود العسكري موضوعا قديما، حيث تشمل المنطقة، والتي يراوح عرضها 15 كيلومترا، أطراف محافظة إدلب ومناطق سيطرة الفصائل المعارضة في ريف حلب الغربي وريف حماة الشمالي وريف اللاذقية الشمالي وريف إدلب الجنوبي، وتسحب الفصائل سلاحها الثقيل من مواقعها في المنطقة إلى مقرات تابعة لها على خطوط الجبهة الخلفية.
من جهته، يرى الكاتب والصحافي السوري، أحمد مظهر سعدو، في حديثه لبلدي نيوز، أن ما تمت الإشارة إليه من إنجاز للمنطقة الأمنية هو تنفيذ فعلي لما سبق وتم الاتفاق عليه بين الروس والاتراك في 5 آذار 2020 مع بعض التعديلات الطفيفة، وهو ما فشلت الأطراف بتطبيقه فعليا منذ ذاك التاريخ وحتى الآن مع تعثر استمرار الدوريات المشتركة بينهما، ما أدّى إلى استغلال ذلك من قبل نظام الطاغية كي يتخذه كذريعة كاذبة ليتمكن من القصف بين الفينة والأخرى مع محاولات القضم فيما لو تمكن من ذلك”.
أمّا عن تقبل المعارضة وفصائلها لهذا التطبيق المفترض، قال “إن تقبلهم لهذه الفكرة يرتبط ارتباطا وثيقا بمدى مصداقية “الضامن الروسي” الحامي والمشارك للنظام السوري في قصفه وقضمه للأرض”.
ويعتقد الصحافي السوري أن الجانب التركي سيكون حريصا هذه المرة ومدققا على تطبيق الاتفاق المعدل القادم ومتابعا جيدا له، باعتباره المتضرر أيضا من أية عمليات فلتان أمنية قد تصيب السوريين والأتراك، جراء أية انتهاكات كبرى للاتفاق وهو ما تترقبه الفصائل السورية المعارضة العسكرية والسياسية.
ويرى “السعدو”، أن نية الأتراك جدية في عملية إبعاد النظام والمعارضة عن المنطقة الأمنية، لكن نوايا الروس ليست كذلك، فهم يتحركون حسب مصالح الكرملين وسياساته في المنطقة ضمن أجواء غير مريحة في تعاطيه مع السياسات والتحركات الأمريكية، حيث ما يزال الاتحاد الروسي يضغط ويلعب في قضية المساعدات الإنسانية وفتح معبر باب الهوى دون وضوح في وصول حقيقي إلى عدم استخدام الفيتو في مجلس الأمن خلال جلسته القادمة”.
وفي 5 آذار 2020، اتفق الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، على وقف إطلاق النار في مدينة إدلب، على خط التماس الذي أُنشئ وفقا لمناطق خفض التصعيد، وإنشاء ممر آمن بطول ستة كيلومترات إلى الشمال والجنوب من طريق M4 في سوريا، وتسيير دوريات تركية وروسية على امتداد طريق حلب- اللاذقية M4.
المصدر: بلدي نيوز