لم تتوقف المظاهرات في إيران لليوم الثاني عشر على التوالي وامتدت إلى محافظة البرز قرب العاصمة طهران، حيث نزل أهالي فرديس وكرج إلى الشوارع ورددوا هتافات ضد المرشد علي خامنئي.
وخرج مئات المتظاهرين إلى الشوارع ليل الاثنين، في مناطق فرديس وكرج للاحتجاج على انقطاع الكهرباء ودعماً لاحتجاجات أهالي خوزستان على انقطاع المياه المستمر.
وأفاد التلفزيون الإيراني الرسمي على موقعه الالكتروني “إيريب نيوز”، عن تنظيم تجمع محدود في شارع جمهوري وسط طهران. وأوضح أن التحرك نفذه عدد من أصحاب المتاجر في مركزي علاء الدين وتشارسو للاحتجاج على مشاكل انقطاع التيار لكن “حاولت مجموعة استغلال الامتعاض وجعل التجمع سياسياً”.
وأظهرت مقاطع مصورة نشرتها وكالة أنباء “فارس” التابعة للحرس الثوري الإيراني تجمعاً لمن قالت إنهم نحو 50 شخصاً، يمشون في الشارع رافعين أيديهم في الهواء بينما يوجد بالقرب منهم عناصر من الشرطة الإيرانية بعضهم على دراجات نارية.
وأطلق المحتجون هتافات سياسية منتقدة للسلطات مثل “خامنئي اخجل واترك البلد”، و”لا غزة ولا لبنان.. روحي فداء لإيران”، و”الموت للديكتاتور”، و”ليرحل الملالي.. لن تنفعهم الدبابة والمدفع والصاروخ”.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية معارضة أن نقطة القوة في المظاهرات في طهران هي أنها، وعلى عكس التجمعات الأخرى في مدن أخرى، كانت مفاجئة للحكومة حيث تمت من دون أي إعلان مسبق، ولذلك لم تكن هناك قوات شرطة أو قوات تعبئة أو قوات أمنية في المكان.
ونقلت وكالة “إسنا” عن نائب محافظ طهران حميد رضا كودرزي قوله إن الاحتجاج استمر قرابة ساعة، قبل أن تعود الأمور إلى وضعها الطبيعي.
وبدأت السلطات الإيرانية منذ مطلع تموز/يوليو، جدولة انقطاعات في التيار الكهربائي في طهران والعديد من المدن الكبرى، عازية ذلك إلى أسباب أبرزها زيادة الطلب مع ارتفاع درجات الحرارة خلال الصيف، والجفاف الناتج من تدني نسبة المتساقطات هذا العام، ما أثّر على قدرة الانتاج من المعامل الكهرومائية. ودعت السلطات السكان إلى التوفير قدر الامكان في الاستهلاك.
وفي السياق، نقلت وكالة أنباء “فارس” عن متحدث باسم شركة الكهرباء الإيرانية أن قطع التيار في مركز علاء الدين تم الإبلاغ عنه بشكل مسبق، ويعود إلى الاستهلاك المفرط للطاقة فيه.
وفي الاحواز، قالت وسائل إعلام إيرانية معارضة إنه على الرغم من انتشار الآلاف من القوات الخاصة وقوات الحرس الثوري ومئات السيارات الخاصة لمكافحة الشغب في شوارع وميادين المحافظة الرئيسية، إلا أن الاحتجاجات مستمرة في بعض المدن، بما في ذلك الأحواز والفلاحية، ومعشور، والخفاجیة، بطريقة مبعثرة، مع التركيز على الأحياء.
ويأتي هذا في ظل استمرار انقطاع الانترنت في مدن خوزستان، بينها الأحواز والخفاجية والشوش والفلاحية والحميدية وإيذه ومعشور ودزفول وأنديمشك وعبادان والمحمرة وغيرها.
وشكّل الشح في المياه سبباً لاندلاع مظاهرات في مناطق عدة من خوزستان اعتباراً من 15 تموز/يوليو. وأعلنت وسائل إعلام إيرانية عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل، بينهم ضابط شرطة ومتظاهر في المحافظة. كما أفاد التلفزيون الرسمي عن مقتل شخص خلال “أعمال شغب” في محافظة لورستان.
وفي وقت سابق، دعا خامنئي إلى عدم إلقاء اللوم على المتظاهرين، محذراً أهالي خوزستان مما وصفه ب”مؤامرات الأعداء”، وقال إن “العدو يسعى لاستغلال المظاهرات للمس بمصالح البلاد والشعب ويتعين اتخاذ الحيطة والحذر وعدم إعطائه أي ذريعة”.
المصدر: المدن