بسام شلبي
لنا الشمسُ
ولنا القمرْ
لنا البرق والرعدُ
لنا الغمام والمطرْ
لنا الحرف والكلمات
لنا الجُمَلُ والعبارات
ولنا الحكمة والعِبرْ
لنا الهلال الخصيبُ
ولنا المثلث الجديبُ
لنا الصحراء والربع الخالي
لنا الهضابُ والسهولُ والتلالِ
لنا ما بين النهرِ والنهرِ
لنا ما بين النهر والبحرِ
ولنا ما بين البحر والبحرِ
لنا التاريخ السحيقْ
لنا الميسم وحبوب الطلعِ
لنا الأزهار والرحيقْ
لنا النسخة والأصلُ
لنا حقوق الطبع والنشرِ
ولنا النسب العريقْ
لنا الحضارة الاولى
والرسالة الأخيرة
لنا الأبجدية الاولى
والنغمة الاولى
لنا العود والوترْ
لنا التاريخ والجغرافيا
لنا النحوُ والصرف والعروض
لنا الجبر والحساب والكيمياء
لنا الطبُّ والفلكُ والنجومْ
الشمسُ في يمنانا، وفي يسارنا القمرْ
. . . . . . . . . .
نملك كل شيءٍ
ولا نملك أي شيءٍ، حتى جواز السفرْ
تضيق بنا كل أرضٍ
وتنصب أفخاخها الحدودْ
تبصقنا القطارات في كل اتجاهٍ
وتستنفر العواصم عسسها والجنودْ
صاحت من آلامنا الآه
وقد أثقل كربنا كل البشرْ
تاهت بنا الدروب في صحرائنا
والبحر حانت له فرصة
الانتقام من جدنا الأول
بعد أربعين قرناً
من ترويض ظهره واستئناسه
فمازال فيه من طبيعة الأدغال
خصلة من الغدرْ
صار ميداننا الاول
مثوانا الاخيرْ
صارجارنا الاول
منكر ونكيرْ
صار قدرنا قبرنا
ومقابرنا بلا نقوشٍ او تماثيلْ
جنازاتنا بلا رتوش
عزاؤنا بلا موسيقا
رثاؤنا صمتٌ ثقيلْ
وسماءنا بلا شمس ولا قمرْ
. . . . . . . . . .
تملؤ الدنيا
وتشغل الناس ملهاتنا
يشاهد موتنا اليومي
في صمتٍ ملايين البشرْ
يشاهد جوعنا اليومي
في صمتٍ ملايين البشرْ
يشاهد حلقات مأستنا
كل البشرْ
ينتظرون الحلقة الأخيرة
وإني معكم منتظرْ
وان كان عندي علم اليقين
ولست على التاريخ بضنين
وإني منبِّئكم: بأنىّ سننتصرْ
وإني أصرخ من تحت أنقاض الجوعْ
من يأس الاحياء في ظلمة القبورْ
من أمل السجناء خلف قضبان الدموعْ
من بقايا ساقٍ أو ذراعٍ مبتورْ
من حنين شوارعٍ خلتْ من الجموعْ
ومن صدى صوتٍ مازال وحده يثورْ
يردد دون تأتأةٍ: سننتصر.. سننتصر
سيُهزم الطغاة، ويولون الدُبرْ
ولسوف ننتصرْ
رغم كل الأحزانِ
رغم كل الأثمانِ
رغم كل الخذلانِ
رغم عناد القدرْ
طال الزمانُ أم قصرْ
سوف ننتصرْ
سوف ننتصرْ
سوف ننتصرْ