يتصدر التوتر المشهد السياسي الكردي في سوريا مع غياب نائب المبعوث الأميركي عن مناطق “الإدارة الذاتية” منذ قرابة الشهرين.
وكانت قوى أمنية تابعة لـ “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا، اعتقلت في 17 من تموز الماضي، أربعة أعضاء في “المجلس الوطني الكردي”، ودهمت منازل آخرين قبل أن تفرج عن أحد المعتقلين الأسبوع الماضي.
آخر تحركات المبعوث الأميركي شمال شرقي سوريا
عقد آخر لقاء بين نائب المبعوث الأميركي، ديفيد براونشتاين و”المجلس الوطني الكردي” في مطلع حزيران الماضي قبل مغادرته لشمال شرق سوريا.
وقال مصدر مطلع على سير المفاوضات الكردية– الكردية لموقع تلفزيون سوريا إن “الدور الأميركي الراعي لعملية المفاوضات بين المجلس الوطني الكردي وأحزاب الوحدة الوطنية الكردية تراجع بشكل ملحوظ في الشهرين الماضيين”.
ولم يخف المصدر وجود مخاوف كردية جدية من تراجع أميركيا عن رعاية ودعم المفاوضات الكردية المتعثرة منذ نهاية العام 2020.
وأوضح أن “غياب نائب المبعوث الأميركي عن المنطقة بالإضافة إلى عدم متابعة وتدخل الخارجية الأميركي للحد من التصعيد من قبل الإدارة الذاتية ضد المجلس الوطني الكردي قد يشير إلى حدوث تغييرات في الخطط والاستراتيجية الأميركية على الصعيد السياسي في مناطق الإدارة الذاتية”.
ولفت إلى أن “الدعم الأميركي للمنطقة منذ البداية مقتصر على الجانب العسكري ودعم المنظمات الإنسانية في المنطقة فيما اعتبر رعاية واشنطن للمفاوضات الكردية تحول في الموقف الأميركي باتجاه تقديم دعم سياسي للإدارة الذاتية والمنطقة إلى جانب الدعم العسكري”.
“المجلس الوطني الكردي” متخوف
قال مصدر من “المجلس الوطني الكردي” إنه “خلال الشهرين الماضيين أعلمنا نائب المبعوث الأميركي وقائد قسد مراراً بالانتهاكات التي تطول أعضاء المجلس الوطني الكردي والخروقات التي يقوم بها حزب الاتحاد الديمقراطي وأذرعه الأمنية ولكننا لم نتلق أي رد أو تعليق!”.
وأشار المصدر إلى أنَّ “الخارجية الأميركية من خلال نائب المبعوث الأميركي في السابق كان لها دور فعال في الضغط على قسد وحزب الاتحاد الديمقراطي لوقف الانتهاكات والالتزام بالحد الأدنى من بنود التفاهمات بيننا”.
وأشار إلى أنه “كان من المفترض عودة نائب المبعوث الأميركي مطلع تموز الماضي وإلى الآن لا يوجد أي معلومات حول موعد عودته”.
وأكد أن “تصرفات وسلوكيات حزب الاتحاد الديمقراطي وقسد التصعيدية ضد المجلس الوطني الكردي وإقليم كردستان مؤخراً هو مؤشر واضح على سعي هذه الأطراف لنسف المفاوضات الكردية”.
وشدد على أن تنظيم مظاهرات داعمة لـ “حزب العمال الكردستاني” وإعادة رفع صور أوجلان في شوارع وساحات مدن وبلدات المنطقة يتناقض مع أحد أهم شروط وبنود المفاوضات الكردية المتفق عليها وهو عدم تدخل أي قوى كردستانية في شؤون مناطق شمال شرق سوريا.
واستنكر “المجلس الوطني الكردي” في بيان صدر في 3 من آب الجاري تهديد شخصيات قيادية في كل من “PYD” وقوات “قسد” بالتدخل إلى جانب قوات “حزب العمال الكردستاني” ضد بيشمركة إقليم كردستان.
وفي حزيران الماضي، كشف مصدر مطلع لموقع تلفزيون سوريا، عن فشل نائب المبعوث الأميركي، ديفيد براونشتاين، في الضغط على قائد “قسد”، مظلوم عبدي، وحزب “الاتحاد الديمقراطي” لتوفير أجواء إيجابية وضمانات لوقف انتهاكات الأجهزة الأمنية بحق أعضاء “المجلس الوطني الكردي” كشرط أساسي فرضه الأخير لاستئناف المفاوضات الكردية.
وأوضح أن “المجلس الوطني الكردي” قدم في وقت سابق مجموعة من الشروط لاستئناف المفاوضات الكردية إلى نائب المبعوث الأميركي ديفيد براونشتاين ومظلوم عبدي وهي:
ضمان أميركيا وقائد قسد بوقف الانتهاكات بحق المجلس الوطني الكردي وأعضائه ولا سيما الاعتقالات وعملات الخطف ومهاجمة مقارّ المجلس وأحزابه.
وضع جدول زمني لمناقشة كل ملف على حدة (الأمني والعسكري – الإداري – والسياسي).
وقف التصريحات الإعلامية العدائية من قبل قادة حزب “الاتحاد الديمقراطي” بحق المجلس الوطني الكردي وقوات بيشمركة روج آفا.
ضمان أميركيا تنفيذ والتزام “الإدارة الذاتية” بكل ما يتم الاتفاق عليه بين الطرفين.
اعتداءات متكررة
وتعرضت أحزاب “المجلس الوطني الكردي” لسلسلة من الاعتداءات في شهر كانون الأول الماضي، من عمليات حرق للمقارّ وإطلاق الرصاص واعتقال وخطف ناشطين إعلاميين ومدرسين وأعضاء في المجلس الكردي، ما اعتبره الأخير نسفاً لعملية التفاوض، وحمل “حزب الاتحاد الديمقراطي” و”مجموعة الشبيبة الثورية” التي تدار من قبل “العمال الكردستاني” المسؤولية عن الهجمات على مقاره بحسب بيانات عديدة للمجلس الكردي.
وبدأت المفاوضات الكردية بين المجلس الوطني الكردي وأحزاب الوحدة الوطنية الكردية برعاية أميركية وبإشراف قائد قوات سوريا الديمقراطية “قسد” مظلوم عبدي مطلع نيسان العام 2020، بهدف توحيد صفوف الكرد في سوريا وإشراك المجلس الكردي في “الإدارة الذاتية” لشمالي وشرقي سوريا.
وخلال جولتين من المفاوضات، توصل الطرفان إلى اتفاق بشأن “الوثيقة السياسية” وإنشاء “مرجعية سياسية” تهدف لتوحيد الرؤى والخطاب السياسي وإشراك المجلس الوطني الكردي في إدارة المنطقة.
وفشل استئناف المرحلة الثالثة من المفاوضات الكردية منذ تشرين الأول 2020 بالرغم من الضغط الذي بذله نائب المبعوث الأميركي ديفيد براونشتاين، على طرفي المفاوضات قبل مغادرته شمال شرق سوريا مطلع حزيران الماضي.
المصدر: موقع تلفزيون سوريا