سبق زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد، يائير لبيد، لموسكو، كلام في أوساط روسية حول أن تشكيل الحكومة في إسرائيل خلق واقعاً جديداً في الاتصالات الروسية الإسرائيلية بشأن سوريا. وشمل هذا الكلام القول إن «الحكومة الإسرائيلية الجديدة أبعد بكثير عن الكرملين من حكومة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو»، وهو أمر أكده مصدر دبلوماسي روسي تحدّث إلى «الشرق الأوسط»، إذ قال إن «فتور العلاقات تطوّر بشكل متسارع بسبب سلسلة من الخطوات التي قامت بها إسرائيل». وزاد المصدر أنه «جرت خلال الأسابيع الماضية عدة لقاءات على المستوى الأمني، تخللتها زيارة وفد أمني عسكري إسرائيلي إلى موسكو بشكل سرّي، لكن لم يتم التوصل إلى لغة مشتركة للتعامل مع عدد من الملفات».
المصدر الدبلوماسي الروسي لم يوضح تفاصيل عن العناصر الخلافية التي أعاقت تحقيق تقدم في المشاورات، لكن كان لافتاً قوله: «في الوقت الحالي، لا توجد لدى موسكو رغبة في الاستمرار باللقاءات والمشاورات، على خلفية الفشل في محاولات تقريب المواقف، وبسبب شعورها بانعدام تفاعل الجانب الإسرائيلي مع الطروحات التي قدّمها الجانب الروسي». ولذا جاءت زيارة لبيد بعد ذلك، لتشكل محاولة من الجانبين لتقريب وجهات النظر ومحاصرة الخلاف المتصاعد حول الغارات المتكررة.
لكن من خلال ما بدا في المؤتمر الصحافي المشترك للوزيرين لبيد وسيرغي لافروف، فإن التطوّرات الأخيرة حول درعا، وتدخّل روسيا الحاسم لمصلحة توسيع حضور النظام وفرض سيطرته في المنطقة، أمور زادت من القلق الإسرائيلي بدلاً من تقليصه. وذلك لأن الحديث يدور هنا، وفق لبيد، عن «السماح لإيران بإنشاء وتعزيز حضور عسكري على مقربة من حدودنا»، وهو أمر شدد على أن إسرائيل «لن تسمح به».
وفي هذا الإطار، بدت تطمينات لافروف بأن «أمن إسرائيل من أولوياتنا الأساسية في سوريا» غير كافية، كما أن الحديث عن اتفاق على تواصل مشاورات الطرفين وتعزيز التنسيق، لا يعكس التوصل إلى نتيجة بوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية. ومن ثم، فالأكيد أن المرحلة المقبلة سوف تشهد نشاطاً أوسع على صعيد المباحثات الروسية الإسرائيلية، وربما المحادثات الثلاثية أيضاً بمشاركة أميركية. لكن من الواضح حتى الآن أن التطورات في درعا قلبت موازين كانت موسكو تسعى إلى المحافظة عليها، وفتحت الباب أمام تطورات لاحقة قد لا تقتصر في تأثيراتها – كما يقول خبراء روس – على المنطقة الجنوبية في سوريا.
المصدر: الشرق الأوسط