عبد الحليم سليمان
يتوقع في الأيام القليلة المقبلة الإعلان عن قوة عسكرية جديدة من مهماتها حراسة الحدود العراقية – السورية تحت إشراف “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وبدعم من التحالف الدولي والقوات الأميركية الموجودة في المنطقة.
وبحسب مصدر مسؤول في القوات المزمع الإعلان عن تشكيلها، فإن “القوة العسكرية قيد التشكيل جزء من مشروع أكبر، حيث يتم العمل على استقطاب المثقفين والمتعلمين من أبناء القبائل في الجزيرة وكذلك “المسحوقين” من هؤلاء المنتشرين في قرى ممتدة في ريف المنطقة الشرقي وقرب الحدود مع العراق، ويجري السعي إلى تشكيل حزب سياسي إلى جانب قوات “الفزعة” بغية تحقيق مشاركة فعالة مع قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية”.
وسيتولى قيادة هذه القوة العسكرية التي ستهتم بمراقبة وحراسة الحدود مع العراق رافع سلمان الحران الشمري، القيادي في هيئة أركان “قوات سوريا الديمقراطية” والذي لعب دوراً في تشكيل أفواج عسكرية تابعة لـ”قسد” في المنطقة، انتشرت معظمها قرب الحدود مع العراق.
ويُشار إلى أن القوات التي تحرس الحدود مع العراق في المنطقة الممتدة ما بين ريف تل كوجر (اليعربية) شمالاً وحتى ريف الهول جنوباً (شرقي مدينة الحسكة) ولمسافة 150 كيلومتراً تقريباً، جميعها من قبيلة الشمر وتُسمى حماة الجزيرة. وأضاف أن عديد “حماة الجزيرة” يبلغ حوالى ستة آلاف عنصر ومقاتل بمَن فيهم عناصر “الفزعة”، “ويمكن أن تزيد الأعداد عن ذلك في حال إعلان التشكيل الجديد”.
ولم تُحدَد بعد مناطق انتشار هذه القوات أو هندامها العسكري لكن مهماتها العسكرية ستنحصر في حماية الحدود والقرى التي ستوجد فيها.
شعار القوة العسكرية
وترفع قوات “حماة الجزيرة” راية حمراء وفي وسطها هلال ونجمة من ثمانية رؤوس، وكتابة “حماة الجزيرة” باللون الأصفر، وهذان اللونان هما ألوان راية قبيلة الشمر العربية، مع احتمال رفعها في نقاط حراسة الحدود مع العراق، على حد قول المصدر ذاته.
“الفزعة”
كذلك يُشار إلى أن أفراد قوة “الفزعة”، هم أشخاص متطوعون من قبيلة الشمر يهرعون للتحرك في حال حدوث أي طارئ في القرى التي يسكنونها، وستكون لهم بطاقات تشير إلى مهماتهم التي ستكون أمنية. وبحسب المصدر أيضاً، فإن ما استدعى تشكيل هذه القوة هو انتشار حالات السلب والنهب والسرقات والخطف بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية لكن هذه القوى ليست بديلاًعن قوى الأمن الداخلي التي تعرف بالـ”آسايش”، وقد تنضم إلى القتال في حال جدت دواعٍ عسكرية. لكن مهمة “الفزعة” هي ملء الفراغ الأمني الذي يحدث أحياناً في أوقات الليل.
وتختلف هذه القوة عن قوات “الصناديد” التي تتبع لشيخ القبيلة حميد دهام الهادي، التي انضمت إلى “قوات سوريا الديمقراطية” عند تأسيسها وشاركت في معارك ضد تنظيم “داعش”.
العلاقة مع “قسد” والتحالف
وشدد المصدر المسؤول في “حماة الجزيرة” على أن قيادة هذه القوة ستكون بيد حران الشمري، لكن بإشراف “قسد” وبدعم من التحالف الدولي، وأن هذه القوات ليست خارج بوتقة قسد.
وجالت دورية عسكرية تحمل العلم الأميركي في الأيام القليلة الماضية على نقاط القوات التي يشرف عليها الشمري قرب الحدود مع العراق.
نفي سابق
وكانت أنباء سرت في بداية سبتمبر الحالي، عن نية التحالف الدولي تشكيل قوات عربية لحراسة الحدود السورية مع العراق، فيما نفى المتحدث الرسمي باسم “قسد” في تصريح صحافي ذلك، قائلاً إن قوات الدفاع الذاتي (الخدمة الإلزامية) وتشكيلات “قسد” ومجالسه العسكرية تقوم بحراسة هذه الحدود.
المصدر: اندبندنت عربية