عبد الرحمن خضر
تسعى إيران إلى توسيع نفوذها الاقتصادي في سورية عبر الاستحواذ على شركة “بردى”، التي تعد أهم شركة للصناعات الهندسية في سورية، بينما يقول مسؤولون في النظام السوري إن هذه الخطوة تصب في صالح الشركة.
ووفق مدير عام شركة “بردى” علي عباس في تصريحات لصحيفة “تشرين” الرسمية أخيراً، فإن شركة “أميرسان” الإيرانية عرضت الاستثمار في الشركة، مشيرا إلى أنه في حال تم التوصل إلى اتفاق ستقدم الشركة الإيرانية خطوطاً وآلات إنتاج.
وأضاف أن العمال والفنيين هم من السوريين، بينما أعضاء مجلس الإدارة من الجانبين السوري والإيراني، لافتاً إلى أن اسم الشركة سيبقى كما هو من دون أي إضافات أخرى. وتابع أن هذه الإجراءات سوف تصب في صالح الشركة من حيث عودة إنتاجها للبرادات والمراوح والمكانس الكهربائية وغيرها من الصناعات، إضافة إلى أن ذلك سيعود بالفائدة على العمال من حيث التحفيز والمكافآت.
لكن الخبير الاقتصادي يونس الكريم قال، لـ”العربي الجديد”، إن العرض يأتي في إطار سعي الشركات الإيرانية للسيطرة على قطاع الصناعات الهندسية، الذي يعتبر عمود الصناعات الحكومية في سورية. وباستحواذ إيران على هذا القطاع، يجعلها لاعباً أساسياً على الأرض السورية، وصانعاً مهماً للسياسة، وبالتالي يصبح من الصعوبة بمكان تجاوزها في أي قرار مستقبلي، سياسياً كان أم اقتصادياً.
وتابع أن إيران ستتملك عقارات في مواقع مهمة، إذا ما استحوذت على الشركة التي تنتشر معاملها في أربع محافظات، أبرزها دمشق والمدن الساحلية، بشكل التفافي على العقوبات والضغط الروسي، مستغلة في نفس الوقت رخص اليد العاملة في سورية، والتحكم في مصير آلاف العائلات التي تعتمد في معيشتها على مردود العمل في هذه الشركة.
وتأسست شركة “بردى” التي تتبع للمؤسسة العامة للصناعات الهندسية في عام 1957، وتعتبر شركة صناعية متخصصة في إنتاج الأدوات المنزلية من البرادات، والغسالات، والأفران، ومبردات المياه، وجرى تأميمها في عام 1963.
وعانت الشركة كغيرها من شركات القطاع العام من الهدر والفساد، كما واجهت عدة أزمات، منها قدم الآلات التي يصل عمرها إلى أكثر من ستين عاماً، إلى جانب التفريط في الخبرات، والديون المتراكمة التي تقترب من مليار ليرة سورية.
المصدر: العربي الجديد