هبة محمد
رداً على الهجمات الروسية شمال غربي سوريا، أسقط «الجيش الوطني السوري» أمس، طيارة استطلاع روسية الصنع على خطوط الجبهات في ريف حلب الشمالي في منطقة العمليات التركية «درع الفرات».
وأعلن الجيش الوطني، إسقاط طائرة استطلاع روسية في ريف حلب الشمالي، على خط الجبهة الممتد بين مدينة «مارع وقرية عبلة» بالرشاشات الثقيلة، حيث نقل الجيش الوطني الطائرة لفحصها ومعرفة الأهداف التي تصورها.
عمليات القصف الروسي وزيادة الهجمات ضمن مناطق النفوذ أنقرة شمال وشمال غربي سوريا، تحمل تبعات إنسانية ثقيلة على منطقة تعتبر الملاذ الأخير لأكثر من 4 مليون مدني أكثر من نصفهم مهجّرون بسبب هجمات قوات النظامين السوري والروسي.
مدير الدفاع المدني السوري رائد الصالح أوضح في تصريح لـ «القدس العربي» أن وتيرة القصف من قبل قوات النظام وروسيا والميليشيات الموالية لهم، ارتفعت منذ بداية شهر حزيران/يونيو الماضي بشكل كبير، كما تزامن مع عودة جزئية لعدد من السكان المهجرين لمنازلهم وقراهم رغم القصف والخطر الكبير على حياتهم، وذلك لجني محاصيلهم الزراعية وتأمين قوت يومهم. وتركز القصف خلال الفترة الماضية على قرى وبلدات جبل الزاوية جنوبي إدلب كما امتد إلى مدينة إدلب أكبر تجمع سكاني في شمال غربي سوريا إضافة للمخيمات في ريفها الشمالي ومناطق في ريف حلب الغربي، فيما امتدت الغارات الروسية لتستهدف ريف حلب الشمالي، ما يعد وفق الصالح «تصعيداً خطيراً يهدد حياة المدنيين وينذر بموجة نزوح جديدة إلى مخيمات الشمال التي تكتظ بالسكان وسط ظروف معيشية قاسية».
وفيما يخص التوقعات بهجمات كيميائية من قبل النظامين السوري والروسي على المدنيين في شمال غربي سوريا، قال رائد الصالح «هذا أمر متوقع، لاسيما أن نظام الأسد شن عشرات الهجمات الكيميائية على السوريين وذهب ضحيتها آلاف الأبرياء دون أي محاسبة من المجتمع الدولي رغم وجود تقارير لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية تثبت مسؤوليته عن تلك الهجمات التي حققت فيها المنظمة». وأضاف «في كل مرة تجدد روسيا هذه الاتهامات نشعر بالريبة مما قد يحدث بعدها فقد يشن التحالف الروسي مع النظام هجوماً كيميائياً ولاسيما أنهم استخدموا هذا السلاح أكثر من 200 مرة موثقة دون أي ردة فعل دولية حقيقية ترقى لمستوى هذه الجرائم، فما الذي منعهم اليوم من استخدامه واتهام غيرهم بأنه هو من استخدمه».
الاتهامات المتكررة، تصب وفق المتحدث ضمن جهود روسيا لإبعاد التهمة عن نظام الأسد والتشويش على نتائج التحقيقات التي تقوم بها الجهات الدولية الأخيرة فيما يخص ملف الهجمات الكيميائية في سوريا، بعد أن أيقنوا أن المحاسبة قادمة لا محالة، وأنهم لا يمكنهم دحض الأدلة المقدمة عن الهجمات الكيماوية (بما فيها أدلة الخوذ البيضاء).
وقال مدير منظمة الخوذ البيضاء، إنه في حال شن النظام وحليفه الروسي أي عمليات عسكرية في إدلب، في فإن أكثر من 4 ملايين مدني بينهم مليونا مهجر في شمال غربي سوريا سيكونون فعلياً أمام محرقة حقيقية بعد أن باتت المنطقة هي الملاذ الأخير لهم.
والواقع وفق وصفه هو «الأكثر سوداوية» فعشر سنوات من القصف والنزوح أنهك المدنيين والبنية التحتية، كما أوجد مدن من القماش لتكون مأوى لأكثر من مليون ونصف مليون مدني، وقد يتحول هؤلاء وباقي السكان لمهجرين ما يضعنا أمام كارثة إنسانية وموجة نزوح هي الأكبر منذ عام 2011 حتى الآن.
واستجابت فرق الدفاع المدني السوري وفق مدير المنظمة، خلال الحملة العسكرية التي بدأت مطلع شهر حزيران، حتى نهاية شهر أيلول، لأكثر من 650 هجوماً من قبل قوات النظامين السوري والروسي على منازل المدنيين في شمال غربي سوريا، وتسببت تلك الهجمات بمقتل أكثر من 128 شخصاً، من بينهم 45 طفلاً و 23 امرأة، بالإضافة إلى متطوعين اثنين في صفوف الدفاع المدني السوري، فيما أنقذت الفرق خلال ذات الفترة أكثر من 345 شخصاً أصيبوا في تلك الهجمات، من بينهم 86 طفلاً وطفلة.
المصدر:«القدس العربي»