يبرر رامي (29 عامًا)، تحفظ عن ذكر اسمه لأسباب أمنية، تركه صفوف الميليشيات الإيرانية بأنه لم يستفد ماديًا خلال فترة العمل معها منذ حوالي أربع سنوات، حتى إن راتبه الشهري الذي كان يتقاضاه لا يكفيه مصروفًا لنصف شهر، كونه متزوجًا ولديه عائلة.
وقال رامي لعنب بلدي، إن عددًا من رفاقه قُتلوا خلال الضربات الجوية التي استهدفت محيط معامل الدفاع خلال تموز الماضي، كما قُتل رفاقه في نفس الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت منطقة جبرين، بالقرب من مطار “حلب الدولي”.
وأضاف أن أغلب العناصر المتبقين لديهم تخوّف من أن يُقتلوا بالغارات الجوية الإسرائيلية، وهناك إحباط بشكل كبير، وهذا ما يدفع قسمًا من المنضمين لمجموعات مدعومة من إيران إلى ترك صفوف تلك المجموعات، سواء كانوا مع “لواء الباقر” أو كتائب “الإمام الرضا” أو “زينبيون”، أو بقية الميليشيات الإيرانية الموجودة في ريف حلب الشرقي.
وانخفضت حركة الانضمام للمجموعات التابعة لإيران بريف حلب الجنوبي، إذ ليس هناك تقبّل من العناصر القدماء لضم عناصر جدد، بالإضافة إلى أن الطيران الإسرائيلي لا يستهدف مواقع للقوات الروسية، وفق رامي.
وأضاف رامي أنه انضم إلى صفوف “الفرقة 30” المدعومة من القوات الروسية، منذ حوالي شهرين ونصف، وأن فرزه ضمن مدينة حلب في منطقة كفر حمرة أتاح له زيارة منزله بسهولة.
ترغيب بالمزايا والراتب
يتابع الروس سياسة استقطاب الشبان المنضمين إلى الميليشيات الإيرانية في حلب، من خلال استخدام أساليب الترغيب، ومن ضمنها الراتب الشهري الذي يصل إلى نحو 250 دولارًا أمريكيًا، بالإضافة إلى مبلغ 100 ألف ليرة سورية، وهو بدل طبابة وأدوية، تُدفع كل شهرين للعناصر الذين ينضمون إلى التشكيلات العسكرية المنضوية تحت مظلة “الفيلق الخامس” التابع للقوات الروسية.
وبدأ الروس مؤخرًا باستقطاب الشبان الذين يعملون مع الميليشيات الإيرانية، لضمهم إلى “الفرقة 25″ الموكل إليها المهام الخاصة و”الفرقة 30” الموكل إليها مهمة الاقتحام، وهما تتبعان لروسيا، ويشرف ضباط روس على إعطاء التدريبات للعناصر في هذه التشكيلات، بحسب ما أفاد به مراسل عنب بلدي في مدينة حلب.
وتمكّن أحمد (30 عامًا)، تحفظ عن ذكر اسمه الكامل لأسباب أمنية، من الانضمام إلى “الفرقة 25” مع ستة عناصر كانوا يعملون مع كتائب “الإمام الرضا” التابعة لإيران بريف حلب الشرقي، وسابقًا كانوا ضمن الأحياء الشرقية لمدينة حلب.
وقال أحمد لعنب بلدي، إنه من خلال ترغيب العناصر بالراتب والمساعدة والطبابة، وكذلك تأمين احتياجاتهم، أصبحوا يميلون للانضمام إلى “الفيلق الخامس” التابع لروسيا، وحاليًا هناك عناصر من المجموعات الإيرانية يرغبون بالانضمام إلى “الفيلق الخامس”، و”يرسلون لنا بأنهم يتحضرون لترك صفوف تلك المجموعات”.
أهداف لضربات إسرائيلية
وعزا أحمد ترك التشكيلات الإيرانية لسوء الأوضاع، وأهمها أن العناصر من الممكن أن يكونوا أهدافًا لضربات جوية إسرائيلية، بسبب تزايد النشاط الإيراني في المنطقة، وأضاف أنه تسلّم مبلغ 100 دولار، وهو مكافأة بعد انضمامه إلى صفوف “الفرقة 25″، ومُنح وسامًا لأنه يعمل على تقوية الفرقة من خلال رفدها بالعناصر الجدد.
كما أكد الطلب الدائم من القوات الروسية باستقطاب وجلب العناصر التابعين للإيرانيين، وترك صفوف المجموعات التي ينتمون لها مقابل الانضمام لمصلحة الروس، وخُصصت مكافآت مالية تبلغ 100 دولار أمريكي، وخاصة بعد ضم خمسة عناصر لمصلحة “الفيلق الخامس” وتشكيلاته، وبالتحديد لمصلحة الفرقتين “25” و”30″.
وقال وائل (عنصر في “الفرقة 25”) لعنب بلدي، إن هناك رغبة كبيرة من المنضمين للإيرانيين بترك صفوف المجموعات التي يقاتلون ضمنها لعدة أسباب، منها الراتب القليل، وعدم حصولهم على مخصصات الطعام، على غرار العناصر من الجنسيات الأخرى.
كما يتعرض العناصر للاشتباكات والهجمات المستمرة، ويخشون من القصف الإسرائيلي المستمر لمواقع حيوية تديرها إيران، كما أن الإجازات تكون قصيرة مع الإيرانيين.
وأضاف وائل أن الحديث حاليًا يدور عن إخراج إيران من سوريا، وتعمل روسيا للضغط على العناصر من أجل استقطاب المنضمين للإيرانيين بوقت سريع، وبشكل أسبوعي ينضم ما بين 12 و25 عنصرًا من المجموعات التابعة لإيران، بعد تركهم صفوفهم في المجموعات التي كانوا يتبعون لها.
شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في حلب صابر الحلبي
المصدر: عنب بلدي