أجرى المبعوث الأممي إلى سورية، غير بيدرسون، السبت، مباحثات مع كبير مستشاري وزير الخارجية للشؤون السياسية الإيراني، علي أصغر خاجي، بشأن تطورات الوضع في سورية، وذلك ضمن مساعيه لإحياء محادثات اللجنة الدستورية التي يتعمد النظام السوري المتحالف مع طهران تعطيلها.
وذكرت وكالة “مهر” الإيرانية أن خاجي أعرب في محادثة هاتفية مع بيدرسون عن أمله أن تقود الجهود المشتركة للأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لرفع العقوبات الأحادية الجانب (التي تستهدف النظام السوري برئاسة بشار الأسد)، وإعادة بناء البنية التحتية اللازمة بشكل عاجل لتحسين الوضع الإنساني وعودة اللاجئين إلى سورية.
بدوره، شدد بيدرسون على أهمية توسيع المساعدات الإنسانية كعنصر موحد لحل الأزمة السورية.
وتأتي محادثات بيدرسون مع الجانب الإيراني بعد ثلاثة أيام فقط من محادثات أجراها المبعوث الأممي مع الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، تطرقا خلالها لعمل اللجنة الدستورية وفق ما ذكر بيان وزارة الخارجية الروسية.
ويسعى بيدرسون من خلال تكثيف اتصالاته مع الجانب الإيراني والروسي أخيرا لاستئناف محادثات اللجنة الدستورية السورية التي لا تزال تراوح مكانها منذ نحو عامين دون نتائج تذكر، رغم عقد ست جولات سابقة.
تأتي محادثات بيدرسون مع الجانب الإيراني بعد ثلاثة أيام فقط من محادثات أجراها المبعوث الأممي مع الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بوغدانوف
وقال بيدرسون في ختام الجولة السادسة التي عقدت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إن محادثات اللجنة الدستورية السورية في جنيف انتهت من دون إحراز أي توافق حول المبادئ الدستورية الأربعة.
وحملَ بيدرسون في ختام تلك الجولة النظام السوري المسؤولية عن عدم إحراز أي تقدم في الجولة الأخيرة من مباحثات اللجنة الدستورية في جنيف بعد أن رفض إدخال أي تعديلات على النصوص المقترحة من قبله.
إيران تؤكد تحالفها الوثيق مع النظام
من جانب آخر، قال السفير الإيراني في دمشق، مهدي سبحاني، إن التعاون بين طهران والنظام السوري وصل إلى “المستوى الأعلى في مختلف المستويات ومنها العسكري”، معتبراً أن “استراتيجية أميركا في سورية لم تتغير وإن كان تكتيكها هو الذي تغير”.
وأشار سبحاني إلى أن “العلاقات الاستراتيجية بين إيران وسورية تشمل كامل المجالات وبينها التعاون العسكري الذي يمثل دعماً لسورية (نظام الأسد)، ويعكس تعزيزاً للعلاقات بين البلدين بشكل عام”.
وأضاف في حديث أمس الجمعة لموقع “العهد” الإخباري أن “التعامل في العلاقات الدولية له عدة مستويات منها التعاون والشراكة والتحالف والوحدة، ونحن حلفاء، بمعنى أننا تجاوزنا المراحل الأولى والمستويات الأولى ونظراً لكون البلدين حليفين لبعضهما بعضاً فنحن نطور العلاقات فيما بيننا بالتناسب مع مستوى هذه العلاقات”.
واعتبر السفير الإيراني أن التعاون بين طهران مع دمشق “وصل إلى المستوى الأعلى، وهناك اتفاقية للتعاون العسكري بين البلدين تغطي الاتفاقية مجالات التعاون كافة وتطبق وتنفذ بالشكل المطلوب”.
وأشار سبحاني إلى أن المعركة في سورية “لم تنته بعد لكن تكتيكاتها تغيرت”، حيث انتقل “الأعداء” بحسب قوله من الميدان العسكري إلى ساحة الاقتصاد والمجتمع بغية “ممارسة الظلم وزيادة معاناة الشعب السوري لإجبار الدولة السورية (النظام السوري) على التخلي عن مواقفها وتمهيد الأرضية المناسبة لتحقيق أهدافهم ضد سورية”.
وأضاف: “سنلحق الهزيمة بالعدو مائة في المائة ونحن جاهزون لتزويد أشقائنا السوريين بكل الخبرات التي يحتاجون إليها لمواجهة هذه العقوبات وأؤكد أن الهدف الذي جئنا من أجله إلى سورية لم يتغير على الإطلاق”، دون ذكر ما هو ذلك الهدف.
وتابع “أعتقد أن الحفاظ على المكاسب أصعب من تحقيقها؛ نحن على تعاون وتنسيق كامل مع الحكومة السورية وسنقوم بكل ما في استطاعتنا من أجل مواجهة هذه الحرب الاقتصادية، لكننا واثقون تمامًا من انتصارنا”.
المصدر: العربي الجديد