وائل عصام
كشف نواف راغب البشير شيخ قبيلة «البكارة» ومتزعم ميليشيا «أسود العشائر» التابعة للنظام السوري، عن اعتزام الأخير إجراء تسويات في محافظة حلب، وذلك بعد الانتهاء من التسويات في دير الزور وأريافها.
وقال في تصريح لصحيفة «الوطن» التابعة للنظام، إن هناك أكثر من محافظة تطالب بإجراء تسويات فيها على غرار دير الزور والنجاح الذي حققته هذه التسويات فيها، مضيفاً «المرحلة التالية ستكون في حلب، وخاصة أن هناك مطالب شعبية ومن الوجهاء وشيوخ العشائر في ريف حلب بإجراء تسوية في حلب وريفها أسوة بدير الزور».
وبعد درعا جنوباً، بدأ النظام السوري بإجراء التسويات في دير الزور وريفها الشرقي، واليوم يعد العدة لإجراء التسوية في حلب، علماً بأن هذه المناطق خاضعة أساساً لسيطرته، ما يثير تساؤلات عن أهداف النظام منها؟
وفي هذا الإطار، قال العقيد المنشق عن النظام أديب عليوي، إن النظام يريد إثبات سيطرته على هذه المناطق التي تعاني من حضور هش للنظام وأجهزته الأمنية. وأضاف لـ«القدس العربي» أنه بالرغم من سيطرة النظام السوري على هذه المناطق إلا أن عدداً كبيراً من السكان يعيش متوارياً عن أجهزة النظام خوفاً من الاعتقال، بتهم المشاركة في تظاهرات أو ما شابه في وقت سابق. وتابع عليوي، بأن النظام يدعي أن إجراء المصالحات يعني انتهاء الأسباب الموجبة للاعتقالات، بعد إسقاط التهم السابقة.
لكن العقيد حذر في الوقت ذاته من تعرض الذين يقبلون على التسويات إلى الاعتقال، بعد الكشف عن عناوينهم من قبل الأجهزة الأمنية، ويشير عليوي في هذا الإطار إلى اعتقال العشرات من أبناء دير الزور بعد إجراء التسوية. وبالفعل، أكدت شبكات محلية قبل أيام قيام مخابرات النظام باعتقال عدد من أبناء دير الزور، بعد خضوعهم للتسوية.
وأوضحت شبكة «فرات بوست» أن دوريات الأمن العسكري التابعة للنظام داهمت منازل ثلاثة مطلوبين من أبناء بلدة محيميدة في ريف دير الزور في مكان إقامتهم في حي الجورة في مركز المدينة بعد 8 أيام من تسوية وضعهم من قبل اللجنة الأمنية في 14 من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
وأكدت أن المطلوبين ممن تم تسوية وضعهم بوساطة الشيخ نواف راغب البشير زعيم مليشيا أسود العشائر التابع للنظام من أصل 11 ألف شخص استهدفتهم اتفاقات المصالحة في دير الزور والميادين. من جانبه، قال الناطق باسم «المصالحة السورية» التابعة للنظام، عمر رحمون، إن القصد من التسويات هو «استيعاب من يريد العودة إلى حضن الوطن، ومن يرغب أيضاً بطي صفحة الماضي تحت سقف القانون». وأضاف في تصريح له، أن «التسوية أمر ضروري، لأن البلاد تعيش آثار حرب وهذه الآثار لا بد من تسويتها ومعالجتها». والأرجح وفق الناشط الإعلامي عبد العزيز الخطيب من حلب، أن تستهدف المصالحات أرياف حلب الشمالية والغربية التي استطاع النظام فرض سيطرته عليها في مطلع العام2020.
وبيّن لـ «القدس العربي» أن قسماً صغيراً من سكان هذه المناطق اضطر إلى الاختفاء بعد تقدم قوات النظام بشكل سريع إليها، وبالتالي يريد النظام إجراء التسويات لهؤلاء، لاعتقال من شارك منهم في الثورة، وابتزاز غير المشاركين مادياً، واقتياد المطلوبين للخدمة العسكرية.
ومن درعا بدأت مسيرة التسويات الأخيرة التي يجريها النظام برعاية روسية، ومن ثم توجهت إلى دير الزور وريفها الشرقي، وصولاً إلى حلب في مراحل لاحقة. ويقول نشطاء سوريون، إن التسويات لا تعني انتهاء الانتهاكات والتضييق الذي تمارسه أجهزة النظام الأمنية على السكان، وخصوصاً في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام، قبل أن يعيد سيطرته عليها.
المصدر: «القدس العربي»