رامز الحمصي
فشلت كافة جولات التفاوض التي قادتها الأمم المتحدة في جنيف خلال السنوات الماضية في تحقيق أي تقدم بخصوص الحل السياسي في سوريا. جديد هذه المفاوضات تندرج تحت سياسية “خطوة بخطوة” أشعلت مناقشة أقرب للخصام بين المعارضة التي يتصدرها الائتلاف السوري من جهة، والحكومة السورية من جهة أخرى.
تمييع القضية السورية
يرى الكاتب والمحلل السياسي، أحمد مظهر سعدو، أنّ ما يجريه موفد الأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا السفير النرويجي، غير بيدرسون، يؤكد حق المعارضة في أنّ يكون لها موقف واضح ورافض. لأن القبول به من قبل الأسد هو مداورة ولعب على الحبال واستمرار بالمماطلة. كما هو حال اللجنة الدستورية سيئة الصيت والسمعة. حسب قوله.
وبرأي سعدو، خلال حديثه لـ”الحل نت”، أنّ «سياسة الخطوة بخطوة التي هي نهج كيسنجري، كان قد اتبعه هنري كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة بعد حرب أكتوبر/تشرين الأول عام 1973 مع كل من أنور السادات وحافظ الأسد. والذي أدى إلى تمييع القضية برمتها وعدم الوصول إلا للحل الذي وقعه حافظ عام 1974، اتفاق فض الاشتباك الذي التزم به الأسد ومازال ملتزما به ابنه من بعده. إذ لم يطلق رصاصة واحدة ضد الجيش الإسرائيلي حتى اللحظة».
وتساءل المحلل السياسي، إن كان بيدرسون وروسيا والحكومة السورية صادقين في المضي نحو الحل السلمي، فلماذا لا يسيرون وفق القرارات الأممية الخاصة بالوضع السوري. ولماذا كل تلك التسويفات.
حديث سعدو، جاء متوافقاً مع رؤية الائتلاف السوري، الذي أصدر بيانا عبر هيئته السياسية، الجمعة الفائت، قال فيه إن خطة المبعوث الدولي إلى سوريا، لا تصب في صالح الحل السياسي وتصب بنتيجتها في سلة الحكومة السورية وإعادة تدويرها.
دمشق المقتنعة بالانتصار
ومن جهته، قال المحامي حسن الحريري، رئيس المجلس السوري للتغيير، لـ”الحل نت”، أنّه من المهم التأكيد على أن سياسة خطوة لبيدرسون، هي في صالح حكومة دمشق. لكسب المزيد من الوقت بهدف الالتفاف على القرارات الدولية وكرهان على قتل ما تبقى من الثورة، حسب تعبيره.
وأضاف، «ومن البديهي أن تقوم مؤسسات الثورة والمعارضة برفض هذه السياسة التي لا تخدم معاناة الشعب السوري في ظل تعنت النظام وعدم قابليته للإصلاح وعدم وجود إرادة لديه بتنفيذ القرارات الدولية».
وفي السياق، توقّع أحمد سعدو، عدم قبول دمشق فكرة بيدرسون، وربط قبولها بوجود مصلحة عليا للحكومة السورية الدول الداعمة لها.
وكان بيدروسون، دعا الحكومة السورية إلى خطته الجديدة، خلال زيارته الأخيرة إلى دمشق في 12 ديسمبر/كانون الأول الجاري. حيث التقى وزير الخارجية فيصل المقداد، على أن تحدد كل دولة التاريخ الذي يناسبها لإيفاد من يمثلها إلى جنيف.
فيما ذكرت صحيفة “اندبندنت عربية”، أن الجانب السوري لم يكن متحمساً للمشاركة في هذه المشاورات. وأبلغ بيدرسون أنه لم يلمس أي خطوات حسن نية من سائر الفرقاء والخصوم لدمشق، من دون أن يكون له موقف جازم بأنه لن يحضر.
ما هي الخطة الجديدة “خطوة بخطوة”؟
جاءت سياسة المبعوث الأممي إلى سوريا، بعد فشل خطته التي انطلقت منذ عام 2019 محادثات حول الدستور برعاية الأمم المتحدة، والتي لم تحقق أيضاً أي تقدم.
وسياسية بيدرسون ليست شيئا جديدا، إذ أنها استراتيجية أميركية للتعامل مع الواقع السوري منذ التدخل الروسي. وذلك بسبب عدم رغبة الأطراف الدولية في إيجاد حل كامل في سوريا. وبناء بيدرسون للخطة الجديدة نظرا لانسداد الأفق السياسي في سوريا.
وتوصف الخطة الجديدة، بأنها اتخاذ مجموعة من الإجراءات من الدول المنفتحة تجاه سوريا. على أن تقوم السلطات السورية بخطوات مقابلة، وهكذا إلى أن تتحلحل المسألة.
وكانت هذه السياسة، اقترحتها الأردن، بعنوان “اللاورقة”، لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية. هذا وقدّمت “اللاورقة” ما قالت إنه نهج جديد للحل في سوريا.
ويستهدف تغيير سلوك النظام تدريجياً. مقابل الحوافز التي سيتم تحديدها بعناية لإفادة الشعب السوري، وتمكين بيئة مواتية للعودة الطوعية للنازحين واللاجئين.
وتضمن المقترح جدول يتضمن المجالات التي سيتم العمل عليها على مبدأ “خطوة مقابل خطوة” في النهج الجديد. وقُسّمت المجالات إلى أربعة جوانب، هي: الجانب الإنساني، تطبيق القرار الأممي 2254، محاربة الإرهاب، انسحاب قوات الدول الأجنبية من سوريا.
المصدر: الحل نت