نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن أوساط عسكرية وأمنية إسرائيلية أن هناك وحدة خاصة بصناعة الأسلحة الكيماوية السرية تابعة للنظام السوري، تشرف عليها الدائرة الضيقة برئيس النظام السوري بشار الأسد، وهي مسؤولة عن أمن المواقع الكيماوية، وهذه الوحدة يمكنها إنتاج غاز الأعصاب.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن الحديث يدور عن وحدة سرية باسم “ذراع 450” تابعة لبشار الأسد، وهي مسؤولة عن برنامج الأسلحة الكيماوية في سوريا.
وبجانب الهجوم الجوي الإسرائيلي في 8 حزيران/ يونيو، الذي قُتل فيه سبعة جنود سوريين، بينهم ضابط كبير ومهندس يعمل في معمل عسكري سري، قالت الصحيفة إن إسرائيل نفذت هجوماً آخر في محاولة لمنع الأسد من إعادة بناء مستودع أسلحة كيماوية.
وأضافت أن “الهجوم استهدف فيلا ومجمعاً في ضاحية قريبة من حمص التي كانت في السابق محور أنشطة النظام السوري في ما يتعلق بتطوير الأسلحة الكيماوية”. ونقلت عن مصدرين استخباراتيين غربيين أن الهجوم ارتبط بعملية شراء كبيرة لمادة كيماوية تسمى تراي كالسيوم فوسفات معروفة باسم “TCP”، ورغم أن المادة تُستخدم كمضافات غذائية، فإنه يمكن بسهولة تحويلها الى مادة كيماوية أخرى، يُستخرج منها غاز الأعصاب القاتل- السارين.
وقالت الأوساط العسكرية الإسرائيلية أن الحديث يدور عن وحدة تتبع “مركز سيريس”، وهو مختبر عسكري مسؤول عن تطوير الأسلحة الكيماوية السورية منذ الثمانينيات. وقبل ثماني سنوات، ظهر الحديث عنها لأول مرة، بعد شهر واحد فقط من هجمات النظام بالأسلحة الكيماوية في العاصمة دمشق، وقتل فيها 322 شخصاً، وفي الوقت ذاته يدور الحديث عن “الذراع 450” المسؤولة عن برنامج الأسلحة الكيماوية السوري، وهو تابع مباشرة للأسد، أو حاشيته المباشرة، من كبار رموز المجتمع العلوي.
وتتداول المحافل الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية أن الجيش الأميركي يستكشف إمكانية التأثير على أعضاء الوحدة السرية السورية من خلال الحوافز أو التهديدات، رغم أن الوحدة مغلقة ومحصورة للغاية، لدرجة أنه من المشكوك فيه أن أحد أعضائها يمكن إقناعه بالتجنيد لصالح العدو، مع العلم أنه في أيلول/سبتمبر 2013 استخدم الأميركيون الأقمار الصناعية لتتبع مركبات هذه الوحدة.
في الوقت ذاته، فإن قادة هذه الوحدة موجودون في بنك الأهداف الأميركية والإسرائيلية، لكن حتى في سوريا لا يُعرف الكثير عن هذه الوحدة، بمن فيهم كبار الضباط المنشقين عن النظام السوري، ممن خدموا في وحدات مدربة على استخدام الأسلحة الكيماوية.
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية كشفت في وقت سابق من كانون الأول/ديسمبر، أن إسرائيل قتلت عدداً من قوات النظام السوري، باستهداف طاول مواقع تطوير أسلحة كيماوية تابعة للنظام في سوريا، في 8 حزيران/يونيو 2021.
ونقلت الصحيفة عن 4 مصادر مخابراتية أميركية وغربية أن مقاتلات إسرائيلية أطلقت حينها صواريخ على ثلاثة أهداف عسكرية قرب مدينتي دمشق وحمص، مشيرة إلى أن “القصف أدى إلى مقتل سبعة من قوات النظام، بينهم ضابط كبير برتبة عقيد ومهندس كان يعمل في مختبر عسكري سري”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه “خلافاً للهجمات الإسرائيلية المتكررة ضد أهداف إيرانية في سوريا، استهدفت غارات 8 حزيران منشآت عسكرية سورية، كانت لها صلة بالبرنامج الكيماوي السوري”.
المصدر: المدن