اعتقال نحو 2000 شخص والحكومة تحدد سقفا لأسعار الوقود وواشنطن تدعو إلى “ضبط النفس. فقد قُتل “عشرات” المتظاهرين، وجرح نحو ألف آخرين، على يد الشرطة ليل الأربعاء/ الخميس 5 و6 يناير (كانون الثاني)، بينما كانوا يحاولون الاستيلاء على مبانٍ إدارية في كازاخستان، كما أعلنت شرطة البلاد التي تواجه أعمال شغب في حالة من الفوضى، بدأت احتجاجاً على زيادة أسعار الغاز وما زالت متواصلة.
وقتل كذلك 12 من عناصر قوات الأمن وجرح 353 آخرون في أعمال الشغب والتظاهرات التي تهز كازاخستان منذ أيام، على ما أعلنت السلطات المحلية الخميس.
ونقلت وكالات الأنباء “إنترفاكس – كازاخستان”، و”تاس”، و”نوفوستي” عن المتحدث باسم قوة الشرطة، سالتانات أزيربك، قوله، إن “القوى المتطرفة حاولت الليلة الماضية اقتحام مبانٍ إدارية وقسم شرطة مدينة ألماتي، بالإضافة إلى الإدارات المحلية ومراكز الشرطة”.
وأضاف، “تم القضاء على عشرات المهاجمين”.
واندلعت الاحتجاجات في بادئ الأمر بسبب غضب من زيادة أسعار الوقود واتسع نطاقها سريعاً لتشمل معارضة للرئيس السابق نور سلطان نزارباييف الذي لا يزال يحتفظ بسلطات واسعة في الجمهورية السوفياتية السابقة على الرغم من استقالته عام 2019 بعد أن حكم البلاد ما يقرب من ثلاثة عقود، ويُنظر إلى نزارباييف، البالغ من العمر 81 عاماً، على نطاق واسع باعتباره القوة السياسية الرئيسة في العاصمة نور سلطان، التي سميت تيمناً به، ويُعتقد أن عائلته تسيطر على جزء كبير من اقتصاد البلاد، الأكبر حجماً في آسيا الوسطى، ولم يظهر نزارباييف علناً أو يُدلِ بتصريحات منذ بدء الاحتجاجات.
أكثر من ألف جريح
وأعلنت وزارة الصحة الكازاخستانية، الخميس، عبر التلفزيون الرسمي، أن أكثر من ألف شخص جرحوا في الاحتجاجات وأعمال الشغب التي تهز البلاد منذ أيام.
وصرح نائب وزير الصحة، آجر غينات، لقناة “خبر 24” أن “أكثر من ألف شخص أصيبوا بجروح نتيجة أعمال الشغب في مناطق مختلفة من كازاخستان، تم إدخال 400 منهم إلى المستشفى و62 شخصاً في العناية المركزة”، حسب القناة التي نقلت عنها وكالتا “إنترفاكس”” و”تاس” هذه المعلومات.
إلى ذلك، نقلت وكالة تاس للأنباء عن وزارة الداخلية في كازاخستان قولها اليوم الخميس إن الشرطة اعتقلت نحو ألفي شخص في ألماتي كبرى مدن البلاد.
قتلى الشرطة
وقُتل 12 من عناصر قوات الأمن، وجرح 353 آخرون في أعمال الشغب والتظاهرات التي تهز كازاخستان منذ أيام، كما أعلنت السلطات المحلية، الخميس، عبر القناة الحكومية “خبر24”.
ونقلت وكالات أنباء “تاس”، و”إنترفاكس – كازاخستان”، و”ريا نوفوستي” عن القناة أنه “عُثر على جثة أحدهم مقطوعة الرأس”.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء عن وزارة الداخلية في كازاخستان قولها، إن الاحتجاجات أودت بحياة ثمانية من أفراد الشرطة والحرس الوطني على مدار يومي الثلاثاء والأربعاء، وفي وقت لاحق، نقلت وكالات أنباء روسية عن وسائل إعلام في كازاخستان قولها، إن جنديين قُتلا أيضاً في ما وصفته بأنه عملية لمكافحة الإرهاب في مطار “ألماتي”.
إرسال كتيبة “حفظ السلام”
وفي السياق ذاته، أعلنت روسيا وحلفاؤها، الخميس، إرسال الكتيبة الأولى من قوات حفظ السلام إلى كازاخستان.
وقال هذا التحالف العسكري، في بيان نشرته على تطبيق “تلغرام” المتحدثة باسم الدبلوماسية الروسية ماريا زاخاروفا “تم إرسال قوة جماعية لحفظ السلام من منظمة معاهدة الأمن الجماعي إلى كازاخستان لفترة محدودة من أجل ضمان استقرار الوضع وتطبيعه”.
تحالف سوفياتي
سبق ذلك إعلان رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، الخميس، أن تحالفاً أمنياً مؤلفاً من دول سوفياتية سابقة، وتقوده روسيا، سيرسل قوات لحفظ السلام إلى كازاخستان بعد مناشدة رئيسها مساعدة تلك الدول في إخماد احتجاجات عنيفة ومميتة في بلاده.
وكتب باشينيان على “فيسبوك” أن عدداً غير محدد من قوات حفظ السلام سيذهب إلى كازاخستان لمدة محدودة لإعادة استقرار الوضع بعد إحراق مبانٍ حكومية والسيطرة على مطار “ألماتي” الدولي.
تحديد أسعار الوقود
كذلك أعلنت الحكومة أنها حددت أسعار الوقود لمدة ستة أشهر، إثر أعمال الشغب التي تشهدها البلاد والتي أججها الغضب من ارتفاع أسعار الغاز.
ويهدف هذا الإجراء المنشور بالتفصيل على الموقع الإلكتروني لرئيس الوزراء، إلى تأمين “استقرار الوضع الاجتماعي والاقتصادي” في هذا البلد الواقع في آسيا الوسطى حيث خلفت الاضطرابات عشرات القتلى وآلاف الجرحى.
مئات المليارات من الدولارات
وساعدت صورة كازاخستان كبلد مستقر سياسياً في عهد نزارباييف في جذب استثمارات أجنبية بمئات المليارات من الدولارات في قطاعي النفط والمعادن.
وفي محاولة على ما يبدو لتهدئة الغضب العام، أقال الرئيس قاسم جومارت توكاييف سلفه نزارباييف من منصب رئيس مجلس الأمن القومي، واضطلع بمسؤولياته، كما عيّن رئيساً جديداً للجنة أمن الدولة وأقال أحد أقارب نزارباييف من ثاني أعلى منصب في اللجنة، كما تقدمت حكومة توكاييف باستقالتها، لكن مصدراً مطلعاً قال لـ”رويترز”، إن الاحتجاجات استمرت، وسيطر المتظاهرون على مطار في “ألماتي،” كبرى مدن كازاخستان، وألغيت الرحلات الجوية من المدينة وإليها.
عصابات “إرهابية”
وفي خطاب تلفزيوني هو الثاني في غضون ساعات قليلة، قال توكاييف في الساعات الأولى من صباح الخميس إنه طلب مساعدة منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وهي تحالف عسكري يضم روسيا وروسيا البيضاء وأرمينيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجكستان. وأضاف أن عصابات “إرهابية” تلقت تدريباً في الخارج استولت على مبانٍ ومرافق بنية تحتية وأسلحة، ووضعت يدها على خمس طائرات، بينها طائرات أجنبية، في مطار “ألماتي”. وقال، “هذا تقويض لسلامة البلد والأهم أنه هجوم على مواطنينا الذين يطلبون مني مساعدتهم بسرعة”.
فوضى عارمة
وشاهد مراسلون لـ”رويترز”، صباح الأربعاء، آلاف المحتجين يشقون طريقهم نحو وسط المدينة، وفي مدينة أكتوبي، تجمّع مئات المتظاهرين في إحدى الساحات وهم يهتفون “ارحل أيها المسن!”، وفي مقطع مصور نُشر على الإنترنت، ظهر رجال الشرطة وهم يستخدمون مدافع المياه والقنابل الصوتية لتفريق المتظاهرين بالقرب من مكتب رئيس البلدية هناك، وأعلنت حالة الطوارئ في نور سلطان و”ألماتي” وإقليم “مانجيستاو”، غرب البلاد، كما انقطعت خدمات الإنترنت.
إلغاء زيادة أسعار الوقود
وبعد قبول استقالة الحكومة، أمر توكاييف الوزراء بالإنابة بإلغاء زيادة أسعار الوقود التي تسببت في مضاعفة تكلفة غاز البترول المسال، وهو وقود سيارات يستخدمه كثير من السكان.
“ضبط النفس”
ودعت الولايات المتحدة السلطات في كازاخستان إلى “ضبط النفس”، معربة عن أملها أن تجري “بطريقة سلمية” التظاهرات في الجمهورية السوفياتية السابقة التي أعلنت حالة الطوارئ على كامل أراضيها. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، إنه يجب أن يتمكن المحتجون من “التعبير عن أنفسهم سلمياً”، مناشدةً السلطات “ضبط النفس”، كما نددت ساكي بـ”الادّعاءات المجنونة من جانب روسيا” بشأن المسؤولية المفترضة للولايات المتحدة في أعمال الشغب التي تهز كازاخستان، مؤكدة أن هذه المزاعم “غير صحيحة على الإطلاق”، وتفضح “استراتيجية التضليل الروسية”.
إلغاء رحلات
ألغت شركتا “فلاي دبي” و”العربية للطيران” خدمات إلى مدينة ألماتي، كبرى مدن كازاخستان، الخميس.
وقال متحدث باسم “فلاي دبي”، إن شركة الطيران ألغت خدمتي العودة من دبي إلى ألماتي اللتين كانتا مقررتين اليوم الخميس بسبب “الوضع على الأرض” هناك.
ومن المقرر تسيير رحلة عودة لـ”فلاي دبي” من دبي إلى العاصمة نور سلطان.
وأظهر الموقع الإلكتروني لـ”العربية للطيران” إلغاء رحلات العودة من الشارقة إلى ألماتي التي كانت مقررة الخميس.
ولم تصدر شركة الطيران الإماراتية تعليقاً بعد.
وعلقت شركة “طيران الجزيرة” الكويتية، التي تسير رحلات منخفضة التكلفة، الأربعاء، الرحلات إلى ألماتي.
المصدر: وكالات/اندبندنت عربية