موسكو: قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زخاروفا، إن روسيا ترى “تقدما” في المفاوضات مع أوكرانيا.
وأوضحت في مؤتمر صحافي “تم إحراز بعض التقدم” في المفاوضات الرامية إلى “إنهاء إراقة الدم البعثية ومقاومة القوات الأوكرانية في أسرع وقت ممكن”، مؤكدة أن روسيا لا تسعى إلى “إطاحة الحكومة” الأوكرانية.
وجددت الخارجية الروسية التأكيد على أن العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا لا تهدف لإسقاط الحكومة الحالية ولا لتدمير الدولة، وحذرت من أن الدول التي ترسل مساعدات عسكرية لأوكرنيا “ستتحمل المسؤولية”.
وقالت زاخاروفا إن العمليات “تهدف إلى حماية جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، ونزع سلاح أوكرانيا، واجتثاث النازية، والقضاء على التهديد العسكري القادم من أراضي أوكرانيا بسبب أنشطة دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) هناك ومحاولات ضخ الأسلحة إلى البلاد”.
وأضافت: “العمليات لا تهدف لاحتلال أوكرانيا ولا تدمير الدولة ولا الإطاحة بالحكومة الحالية. كما أنها لا تستهدف المدنيين”.
وعلى صعيد ذي صلة، قالت زاخاروفا إن موسكو أخطرت، عبر سفاراتها، العديد من الدول بأنها “ستتحمل المسؤولية” عن أية محاولات لتقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا، عن طريق إرسال أسلحة أو مقاتلين متطوعين.
أوكرانيا لا تستبعد مناقشة الوضع المحايد
ولا تستبعد أوكرانيا مناقشة حياد محتمل للبلاد في المفاوضات مع روسيا.
وقال إيهور شوفوكفا، مستشار شؤون السياسة الخارجية للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء الثلاثاء في تصريحات لشبكة “إيه آر دي” الألمانية الإعلامية عندما سُئل عما إذا كانت أوكرانيا يمكن أن تكون مستعدة خلال المفاوضات لقبول الوضع المحايد: “يمكن مناقشة مثل هذه القضايا في المفاوضات، هذا ممكن بلا شك”، ودعا شوفوكفا إلى عقد اجتماع على مستوى الرؤساء.
وأكد أشوفوكفا أن إجراء مفاوضات جادة لن يكون ممكنا إلا إذا التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع زيلينسكي، معلنا استعداد زيلينسكي لذلك، مشيرا في المقابل إلى أن الجانب الروسي للأسف ليس على استعداد للقيام بذلك.
وطالب شوفوكفا الشركاء الدوليين بالمساعدة في عقد مثل هذا الاجتماع، مشيرا في المقابل إلى أنه لا يمكن عقد مثل هذه المفاوضات أو اتفاق محتمل إلا بعد توقف الأعمال الحربية وكان هناك وقف لإطلاق النار.
وذكر شوفوكفا أنه بعد ذلك يمكن مناقشة “كيف يمكن أن يبدو الأمر مع حياد محتمل لأوكرانيا”، وأضاف: “لذلك نحن بحاجة إلى ضمانات صارمة حتى لا يتكرر مثل هذا الوضع مرة أخرى… لسنا المعتدين ولن نكون المهاجمين أبدا”.
ويعتزم وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا ونظيره الروسي سيرغي لافروف الاجتماع الخميس في مدينة أنطاليا التركية.
يُذكر أنه منذ عام 2019 تم تحديد هدف الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) في الدستور الأوكراني. وتطالب روسيا أوكرانيا بالتخلي عن ذلك وإعلان نفسها محايدة.
وطالب شوفوكفا ألمانيا “بصفتها المحرك الاقتصادي للاتحاد الأوروبي” بفرض مزيد من العقوبات على روسيا، موضحا أن بلاده تطالب بفرض حظر على واردات الغاز والنفط الروسي، ومصادرة بضائع مملوكة للروس، وتوسيع عقوبات جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك “سويفت” لتشمل جميع البنوك الروسية.
وأضاف شوفوكفا محذرا: “إذا لم نتمكن من إيقاف المعتدين الروس هنا، فلن تتوقف روسيا عند الحدود الأوكرانية، بل ستنتقل إلى دول أخرى، إلى جمهوريات البلطيق، وربما بولندا. يمكن أن يصل الأمر لأبعد من ذلك”.
المصدر: القدس العربي