عدنان الإمام – سلام حسن
رغم تأكيد مصدر مطلع من الجيش الوطني لـ”لعربي الجديد”، يوم أمس، عن تأجيل العملية العسكرية التركية في الشمال السوري، إلا أن أجواء التسخين لا زالت قائمة على الأرض، وسط تحليق متواصل للطيران الحربي الروسي في سماء تلك المناطق.
وذكرت مصادر من الجيش الوطني، لـ”العربي الجديد”، أن القوات التركية قصفت، صباح اليوم، قرية شمال مدينة منبج بريف حلب الشرقي تسيطر عليها “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، وقرى أخرى بريف حلب الشمالي، في حين قصفت مدفعية “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا مواقع “قسد” في ناحية أبو راسين، شرق رأس العين ومحيط بلدة تل تمر شمال الحسكة، وكذلك قرية زور مغار غرب مدينة عين العرب شرق حلب.
وأشار المصدر إلى تحليق مروحيات روسية، صباح اليوم الأحد، على علوٍ منخفض على طول الشريط الحدودي مع تركيا بريف الحسكة الشمالي، وذلك بعد أن نفذ الطيران الروسي غارة جوية ليلية أمس، بصاروخ (جو- جو) في سماء مدينة جرابلس شرق حلب، حيث انفجر الصاروخ في السماء من دون وقوع أضرار أو إصابات.
وكانت روسيا دفعت بتعزيزات، الأول من أمس، إلى الشرق السوري، حيث هبطت طائرتان حربيتان و6 مروحيات في مطار القامشلي في ريف الحسكة، تزامناً مع تصاعد الحديث عن قرب إطلاق تركيا عملية عسكرية تستهدف مناطق سيطرة “قسد” شمالي سورية.
الإدارة الذاتية تحذر من المخاطر
من جهتها، اتهمت “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية”، في بيان، تركيا بالسعي إلى “خلق المزيد من الفوضى في سورية وفي المنطقة عموماً”، من خلال خططها لـ”توسيع رقعة احتلالها عبر التهديد المباشر بالهجوم والتوغّل مسافة 30 كيلومتراً على الحدود السورية الشمالية في مناطق الإدارة الذاتية”.
ورفضت الإدارة الذاتية (الجناح المدني لقوات قسد) ما سمته بـ”الحجج الواهية” التي تتحدث عنها تركيا “من قبيل المنطقة الآمنة وإعادة اللاجئين”، معتبرا أن هدفها الحقيقي هو “تغيير هوية المناطق التاريخية على الحدود السورية وتفريغها من سُكّانها، على غرار ما حدث في عفرين ورأس العين وتل أبيض، وكذلك رغبة تركيا في تغيير ديموغرافي على مستوى الهوية السكانيّة كلها”.
وحذر بيان الإدارة من أنه ستكون لهذه السياسة “تداعيات خطيرة في مسألة التطهير العرقي وخلق صراع طويل الأمد بين مكونات المنطقة، ما يهدد مستقبلها”. ورأى أن تركيا تخرق الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بالمنطقة مع روسيا ومع الولايات المتحدة، محذرا من أن السماح لتركيا بأي عمل عسكري ستكون له “تداعيات على مصادر العيش وعلى المياه والزراعة”، كما اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باستغلال الوضع في سورية لغايات انتخابية في الداخل التركي.
وكانت “قسد” دفعت أمس بتعزيزات عسكرية نحو جبهات عين عيسى، فيما تواصل عمليات حفر الخنادق والأنفاق وتعزيز الجبهات والمحاور استعداداً لعملية عسكرية تركية، فيما دوت انفجارات في محيط حقل العمر النفطي الذي تتمركز فيه أكبر قاعدة للتحالف الدولي في سورية، ناتجة عن تدريبات عسكرية مشتركة بين التحالف و”قسد”، استخدمت خلالها الذخيرة الحية والأسلحة الثقيلة.
تحجيم مليشيا القاطرجي
من جهة أخرى، انشق المدعو حمود البشير و400 عنصر من مليشيا (القاطرجي) المسؤولة عن تهريب النفط من مناطق شرق الفرات، وانضموا إلى صفوف “الفرقة الرابعة”، وذلك إثر خلاف وقع بين حمود وابن عمه نواف البشير، الذي يتزعم ميليشيا “أسود العشائر” في المنطقة، بحسب شبكة “فرات بوست” المحلية.
وأوضحت الشبكة أنه بعد زيارة اللواء حسام لوقا (مدير إدارة المخابرات العامة في سورية) في الآونة الأخيرة لدير الزور، ومداولاته مع ضباط الفرقة الرابعة حول إدارة معابر التهريب وزيادة نشاط الفرقة وتوزيع مخصصات وأرباح التهريب والإتاوات التي تفرضها الفرقة، حصلت الأخيرة على ضوء أخضر لتحجيم مليشيا القاطرجي المدعومة من روسيا، والتي تتولى عمليات شراء الحبوب والنفط من “قسد” وإدارة بعض المعابر عن طريق شخصيات تابعة لفرع لمخابرات الجوية.
وأضافت الشبكة أن الفرقة الرابعة، التي تحظى بدعم الطرفين الإيراني والروسي، تحاول ابتلاع مليشيا القاطرجي وضمها إلى أمن الفرقة الرابعة، بسبب عدم تنسيق القاطرجي مع مليشيات إيران التي تريد أن تكون لها حصة من تجارة النفط والحبوب عبر ضفتي نهر الفرات.
تسوية جديدة في كناكر
وفي محيط العاصمة دمشق، بدأت أجهزة النظام الأمنية، أمس السبت، عملية “تسوية” جديدة للمطلوبين بتهم مختلفة، تشمل المنشقين والمتخلفين عن جيش النظام، في بلدة كناكر بريف دمشق الغربي.
وذكر الناشط أنس الخطيب المنحدر من كناكر، لـ”العربي الجديد”، أن التسوية الجديدة هي استكمال لسابقاتها، وتستهدف إنهاء ملف المطلوبين للأجهزة الأمنية من منشقين ومتخلفين عن الخدمة في جيش النظام، فضلًا عن وجود عدد من الشبان ممن كانوا مقاتلين سابقين في صفوف الفصائل ولم يخضعوا للتسوية بعد.
وكان البلدة شهدت، في الـ20 من الشهر الجاري، خروج تظاهرة للأهالي تطالب بإطلاق سراح المعتقلين من سجون النظام، كما سبق أن شهدت توترات أمنية عدة بين الأهالي وأجهزة النظام الأمنية. وسيطرت قوات النظام على بلدة كناكر في ديسمبر/كانون الأول عام 2016، عقب اتفاق تسوية مع فصائل المعارضة في المنطقة، سُلّم بموجبه السلاح الموجود لدى المقاتلين، و”تسوية” أوضاع المطلوبين للأجهزة الأمنية وخروج بعض من المعتقلين من سجون النظام، إلا أن البلدة ومنذ ذلك الحين لا تخضع لسيطرة النظام بشكل كامل.
قتلى في درعا والسويداء
وفي الجنوب السوري، سجّلت محافظة درعا اغتيالات جديدة، حيث قتل ناصر صبري البردان إثر استهدافه برصاص مباشر من مسلحين مجهولين في مدينة طفس غرب درعا، وهو مدني لم يسبق له الانضمام لأي جهة عسكرية، بحسب “تجمع أحرار حوران”.
كما ذكرت شبكة “درعا 24” أن الشابين منير زياد المضحي ويحيى عبد المعطي الديات قُتلا برصاص مسلحين مجهولين على الطريق الواصل بين بلدتي المسيفرة والسهوة، شرق درعا.
وفي محافظة السويداء المجاورة، ارتفعت حصيلة القتلى إلى ثلاثة والجرحى إلى أربعة أشخاص، أحدهم بحالة حرجة، جراء الاشتباكات في حي المقوس بمحافظة السويداء، وسط معلومات عن عمليات خطف متبادلة بين مجموعة تابعة لأمن النظام العسكري وأبناء المنطقة.
وأشارت شبكة “السويداء 24” إلى أن مدينة السويداء تعيش حالة من التوتر بعد اقتحام مجموعة محلية مسلحة يقودها راجي فلحوط، المعروف بتبعيته لشعبة المخابرات العسكرية، مسبحا في حي المقوس شرقي مدينة السويداء، واختطاف عدة أشخاص كانوا داخله.
وبحسب الشبكة، فقد عملت مجموعة فلحوط، ومجموعات مسلحة أخرى مناصرة لها، على استهداف منازل السكان بالرشاشات المتوسطة والقذائف في حي المقوس، فيما حذرت “شبكة أخبار عشائر البدو” من مساعي فلحوط لجر المنطقة إلى اقتتال طائفي.
وذكر مصدر محلي، لـ”العربي الجديد”، أن المحافظة تعيش حالة من التوتر وسط دعوات شعبية بضرورة تحكيم العقل والابتعاد عن ردود الفعل العشوائية.
المصدر: العربي الجديد