أهلنا الأحرار والشرفاء في كل مكان
لم يبخل أهلنا في مخيم اليرموك منذ بداية الثورة السورية، بتقديم التضحيات العظيمة ثمناً لموقفهم المشرف بالانحياز لثورة أهلنا السوريين، وعانوا طيلة السنوات الماضية من الحصار الجائر الذي فرضته عصابات الأسد المجرم وأدواتها الفلسطينية على المخيم، وتحملوا الجوع والقصف والتنكيل والحرمان والظلم، بما يفوق قدرة الجبال على الاحتمال، وتشبثوا بالمخيم والبقاء فيه رغم كل ما تعرضوا له من عدوان النظام وممارسات القوى المتطرفة التي دخلت المخيم تحت أعين النظام، لكن الهجمة الوحشية الأخيرة التي شنها النظام على المخيم بذريعة محاربة (داعش) وبدعم روسي وإيراني، أدت إلى تدمير أغلب بيوت وأحياء المخيم، واستهدفت إبادة من تبقى من المحاصرين بداخله، وهروب من نجا منهم إلى أحياء جنوب دمشق المحاصرة بدورها.
واليوم يستكمل نظام الأسد مخططه المكشوف في شطب مخيم اليرموك أرضاً وبشراً، كما فعل في العديد من المناطق السورية المنكوبة، وقد أنهى الترتيبات الأخيرة الهادفة إلى إجبار أهلنا على التهجير القسري، من خلال الاتفاق الذي أبرمه شريكه الروسي مع الفصائل العاملة بجنوب دمشق، والذي يقضي بإخراج من يرفضون التسوية المُذلة التي يفرضها النظام تحت سلطته الغاشمة، ونقلهم مكرهين إلى مناطق الشمال السوري، كما سبق وشهدته مناطق الزبداني ومضايا وحلب وحمص والغوطة.
إن دَيناً في رقابنا على أهلنا في مخيم اليرموك وأحياء جنوب دمشق، الذين ضحوا وصمدوا وعانوا وأُخرجوا من ديارهم ظلماً، وهذا الواجب يحتم علينا الوقوف إلى جانبهم بكل أمانة ومسؤولية، لذلك نناشد أهلنا في كل مكان لمساعدة من دافعوا عن كرامة المخيم والثورة، ونهيب بالمنظمات الإغاثية والإنسانية التحرك العاجل لتأمين مستلزمات إقامتهم من كافة النواحي، ومن يتنكر أو يتقاعس عن هذا الواجب الوطني والأخلاقي، فهو يخدم النظام في إذلال من احتضنوا الثورة ودافعوا عنها حتى آخر رمق.
ونطالب أهلنا المهجرين قسرياً بتشكيل لجنة طوارئ من بينهم، يكون أفرادها موضع ثقة من الجميع، وتكون المعنية باستلام كافة المساعدات والتبرعات والمعونات، وتنظيمها وتوزيعها وفق قواعد إجرائية عادلة وشفافة، وإدارة كافة شؤون المهجرين بصورة منظمة.
إننا في (تجمع مصير) نحث أصحاب الضمائر الحيّة على القيام بواجبهم تجاه أهلنا، ولن ندخر جهداً في التحرك والتواصل مع المنظمات الناشطة في مجالات الدعم الإنساني على هذا الصعيد، وننوه أخيراً أن دورنا سيكون مركزاً ومحدداً على توجيه كافة جهود الدعم الفردية والمؤسساتية، إلى اللجنة التي سيختارها أهلنا المهجرين، وهي من عليها تَولي مسؤولياتها في تدبير أوضاعهم في هذه الظروف الصعبة، وبما يحافظ على كرامتهم ويخفف من معاناتهم.