فراس كرم
كَلفت فصائل المعارضة المنضوية في «الجيش الوطني السوري»، المدعوم من أنقرة، المجالس العسكرية التي تشكلت أخيراً لمدينتي تل رفعت ومنبج بريف حلب، بقيادة العمليات العسكرية، بالتعاون مع القوات التركية، لـ«تحريرهما» من «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد).
وقال المقدم المهندس عدنان أبو فيصل، وهو قائد المجلس العسكري لمدينة منبج، إنه «تماشياً مع التطورات العسكرية المهمة في شمال حلب، والتحضير للعملية العسكرية الجديدة من قبل فصائل (الجيش الوطني السوري) والقوات التركية بهدف تحرير تل رفعت ومنبج من (قوات سوريا الديمقراطية) (قسد)، أوكلت مهمة قيادة العمليات العسكرية إلى المجالس العسكرية المشكلة مؤخراً في هاتين المدينتين، لمعرفتها بطبيعة المنطقة». وأضاف: «بالنسبة لمهام مجلس منبج العسكري، فإن الهدف الأساسي والرئيسي هو قيادة معركة تحرير تل رفعت ومنبج من قوات (قسد) بالتعاون مع الحليف التركي، والأمر الآخر هو حماية المدينتين والمدنيين من أي عمليات تخريبية أو انتهاكات قد تقوم بها مجموعات أو خلايا تخريبية تتبع لجهات مجهولة، وتوجيه فرق الهندسة لإزالة مخلفات الحرب». وأشار إلى أن عدد سكان منبج يبلغ نحو 120 ألف نسمة «غالبيتهم من العرب».
من جهته، قال قيادي في فصائل المعارضة، إن «جميع فصائل (الجيش الوطني السوري) أعلنت خلال الساعات الماضية جاهزيتها القتالية، وهي بانتظار ساعة الصفر لإطلاق العملية العسكرية بالاشتراك مع القوات التركية، ضد (قسد)»، مشيراً إلى أن المناطق التي ستشملها العملية هي تل رفعت ومنبج والقرى المجاورة لهما.
وأضاف أنه «جرى خلال اليومين الماضيين، تنسيق كبير بين قوات (قسد)، وقوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية، ما أفضى إلى السماح لعدد من قوات النظام بالتمركز في عدد من المواقع العسكرية لـ(قسد) في مناطق تل رفعت ومنطقة منغ بريف حلب، وتقدم عدد من أفراد الميليشيات الإيرانية إلى مواقع قريبة من خطوط التماس في منطقة الشهباء شمال غربي حلب». وتحدث عن «رصد وصول تعزيزات عسكرية جديدة لقوات النظام إلى مطار منغ، وأيضاً مئات العناصر من الميليشيات الإيرانية إلى منطقة دير حافر والسفيرة شمال شرقي حلب».
وقال ناشطون إن «المئات من المدنيين في قرية عون الدادات بريف منبج الشمالي، خرجوا بتظاهرة احتجاجية ضد (قوات سوريا الديمقراطية) (قسد)، حيث توجه المحتجون إلى معبر العون وحاجز معمل الزعتر، تنديداً بممارسات (قسد) ومواصلتها زرع الألغام في المناطق المدنية».
في سياق منفصل، حذرت منظمات محلية بينها منظمة الدفاع المدني السوري «الخوذ البيضاء» من خطر تدهور الأمن الغذائي في شمال غربي سوريا، في ظل استمرار القصف البري والجوي لقوات النظام والمقاتلات الروسية، واستهدافها المنشآت الصناعية والزراعية، ومحاولة روسيا منع إدخال المساعدات الإنسانية للسوريين عبر الحدود، ومطالبتها بإغلاق منفذ باب الهوى (شريان الحياة)، أمام المساعدات الإنسانية المقدمة من برنامج الغذاء العالمي للسوريين. وقال نشطاء في حماة وإدلب، شمال غربي سوريا، إن «مساحات كبيرة من مزارع القمح والشعير في القسم الشمالي من سهل الغاب (70 كيلومتراً شمال غربي حماة) تعرضت للحرائق بفعل القصف المتعمد من قبل قوات النظام والميليشيات الإيرانية المتمركزة في معسكرات البحصة وجورين، ما ألحق الضرر بأكثر من ألفي دونم من القمح والشعير، فضلاً عن قصف مزارع الزيتون والتين في مناطق جبل الزاوية جنوب إدلب».
المصدر: الشرق الأوسط