محمد علي الحايك
على لسان شاب غادر بلاده إلى ديار الغربة وبعد سنوات طويلة أمَضَّهُ الشوق والحنينُ إلى مسقط رأسه فراح يقول :
شُدَّ الرحالَ إلى دمشقَ ملبياً
جئناكِ ياحلم الزمانِ الباقي
وانحر على عتباتها متقرّباً
لله يوم محبّةٍ و تلاقِ
صلِّ لربكَ ركعتينِ فدونَها
فرحُ الحياةِ بثوبها البراقِ
واسجدْ سجودَ الخاشعينَ بأرضها
و تلمّسِ الإيمانَ في أعماقي
واحملْ قصائدَ حبِّها متذوقاً
بوحَ الحروفِ الخُضرِ في أوراقي
طوّق بها جيدَ الزمانِ ونحرَهُ
رداً لبعضِ الدينِ في أعناقي
فردوسُ أحلامي ونبتُ مشاعري
و قلوبُ عشّاقٍ على عشّاقِ
إني أتيتُ وفي عيوني عبرةٌ
ولهى إليكِ لرشفةِ الترياقِ
وطِئَ الهوى قلبي ليلثَم خدّها
فتنهدتْ في لوعةٍ و عناقِ
مسحتْ بساعدها الرفيقِ مدامعي
و تناولتْ مني صدى أبواقي
وتقدّمتْ نحوي يحوطُ بها الهوى
املأ يديكَ فهذه أطباقي
ألوانُ فاكهةٍ يفوحُ أريجُها
بشذا العبيرِ يطيبُ للذواقِ
و تدلدلتْ حباتُ لؤلؤِ عِقدها
و اغرورقتْ عيني على إغراقي
عندَ الهجيرِ غرفتُ من ينبوعها
حتى ارتويتُ بمائها الرقراقِ
فشعرتُ أني قد ولدتُ لساعتي
و انداحَ موجُ الهمِّ عن آفاقي
لن أتركَ الأرضَ الطهورَ لوحدها
تبكي ليومِ تباعدٍ و فراقِ
دمشق ٢٠١٨/٨/٢م