اعتقلت الشرطة المدنية في مدينة جرابلس السورية شمالي حلب السبت، عدداً من الشباب المشاركين في تظاهرات المدينة الرافضة لتصريحات وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الداعية للمصالحة مع النظام السوري، بعد تعليمات تلقتها من الشرطة التركية على الجانب الآخر لمعبر جرابلس.
وقال مصدر من جرابلس ل “المدن”، إن شرطة جرابلس اعتقلت كلاً من الشرطيين أحمد العباس وعبد الرحمن الغنطاوي، والعنصر في الجيش الوطني مسلم الجادر، والمدني تامر حمكي، بتهمة المشاركة في التظاهر والتحريض على اقتحام بوابة المعبر والوصول إلى الجانب الآخر منه، والذي تسيطر عليه الشرطة التركية، موضحاً أن العدد الكلي للمطلوبين هو 10، لكن 6 منهم لم يستجيبوا لدعوة الإحضار بحقهم.
من جانبه، قال مكتب الحراك الثوري الموحد في مدينة جرابلس في بيان، إن الاعتقال “لم يكن بسبب مشاركتهم بالتظاهرات، وإنما بسبب عقوبات مسلكية كونهم يتبعون للشرطة المدنية”، مضيفاً ان “الإفراج عنهم سيكون بعد عصر السبت”، بحسب الوعود التي قُدمت لهم من قائد الشرطة، الذي كان متظاهراً أيضاً، بحسب قولهم.
لكن المصدر الذي كان حاضراً لهذا الاجتماع الذي ضمَ أيضا قاضي المركز، أكد أن الشرطة كشفت عن قضايا مسلكية يعود تاريخ إحداها إلى 6 أشهر، بهدف تمييع القضية الأساسية، وتجنب التصعيد، عقب الدعوات التي أطلقها ناشطون للتظاهر، مؤكداً أن اعتقالهم جاء بأوامر من الشرطة التركية.
وكان المتظاهرون قد اقتحموا بوابة معبر جرابلس الحدودية، ودخلوا إلى بوابة الجانب التركي وتظاهروا أمامها، مرددين شعارات رافضة للتطبيع والصلح مع النظام بأي شكلٍ من الأشكال.
وبيّن المصدر أن المتظاهرين كسروا البوابة خلال هذه التظاهرة، ووصلوا للجانب التركي، كما قام عناصر من الجيش الوطني المرافقين لهم بإطلاق النار على كاميرات المراقبة في المعبر، فضلاً عن العبارات المناهضة للتصريحات التي أطلقها شخصان من المعتقلين بواسطة الشرطة، مؤكداً أن القائمة جاءت من الجانب التركي لهذا السبب فقط.
وتظاهر آلاف السوريين الجمعة، تحت شعار “لن نصالح”، في أكثر من 35 مدينة وبلدة ضمن مناطق سيطرة المعارضة السورية، شمال غربي سوريا، احتجاجاً على تصريحات تشاووش أوغلو. وخرجت المظاهرات بعيد صلاة الجمعة في العديد من مدن وبلدات أرياف محافظات حلب وإدلب والحسكة، وأظهرت الصور حشوداً من المحتجين يتجمعون في ميادين عامة.
المصدر: المدن