عقيل حسين
نفى الائتلاف الوطني السوري مجدداً أن تكون الحكومة التركية قد طلبت منه مغادرة أراضيها، بينما استبعد محللون أن يحدث ذلك في الوقت الحالي، رغم وجود تغير في التعاطي مع المعارضة السياسية السورية مؤخراً، الأمر الذي يثير قلق الائتلاف.
وقالت وكالة”سبوتنيك” الروسية الرسمية إن “جهاز الاستخبارات التركي أبلغ أعضاء الائتلاف السوري المعارض بضرورة مغادرة الأراضي التركية قبل نهاية 2022”. ونقلت عن مصادر أن “هذا البلاغ جاء بعد قرار سياسي تم اتخاذه في تركيا مؤخراً على خلفية التقارب مع النظام السوري برعاية روسية-إيرانية”.
لكن رئيس الائتلاف سالم المسلط نفى بشكل حاسم هذه المعلومات، مؤكداً أن هذا الكلام لم يصدر عن أي مسؤول تركي.
وأضاف في رسالة قصيرة وزعها على مراسلي وسائل الإعلام، بعد نشر الوكالة الروسية تقربرها مساء الثلاثاء، أنه “لا صحة لكثير من الأخبار التي راجت خلال الأيام الأخيرة عن الائتلاف”، مشيراً إلى استمرار موقف تركيا “الثابت من الثورة ومن مؤسسات المعارضة دون وجود أي تغيير”.
وسبق للائتلاف أن نفى تقريراً مشابهاً نشرته وكالة “تسنيم” الإيرانية للأنباء، وتحدث عن طلب تركي مماثل، الأمر الذي يستبعده أيضاً السياسي السوري المعارض سمير نشار.
وقال نشار ل”المدن”: “ليس من مصلحة تركيا أن تتخلى عن ورقة سياسية تمتلكها هي مؤسسة (الائتلاف) بل تريد الاستفادة منها في أي صفقة مع الروس والنظام، وهنا يجب ألا ننسى مسار أستانة وكيف حققت تركيا من خلاله صفقات مهمة خارج سوريا، ولولا وجود أوراق بيدها تتعلق بالمعارضة لما تمكنت من ذلك”.
نشار المقيم في اسطنبول، ذكّر بأن تركيا وعندما أرادت التخلص من المجلس الوطني السوري توقفت عن دفع إيجار مقره أولاً، ومن ثم سحبت السيارة الممنوحة لرئيس المجلس وقتها، واليوم فإنها لو أرادت التخلص من الائتلاف فلا ضرورة لمطالبته بمغادرة تركيا، وستكتفي بالتوقف عن تمويله وإخلاء مقره فقط.
لكن تمويل الائتلاف بدا مسألة ملحّة مؤخراً، حيث تعاني المؤسسة على هذا الصعيد، إلى حد تحذير البعض من أن وفد المعارضة لن يكون بإمكانه السفر إلى نيويورك لحضور اجتماعات الهيئة العامة للأمم المتحدة.
وكانت رواتب أعضاء الائتلاف قد تأخر توزيعها خلال الشهرين الماضيين، ورغم أن هذه الرواتب ومصاريف المؤسسة تقدم كمنحة من دولة قطر، إلا أن تركيا هي من يقوم بصرفها.
وأكد مسؤول بارز في الائتلاف ل”المدن”، أن سفر وفد المعارضة لن يتعثر لأسباب مالية، وأنهم بانتظار الحصول على التأشيرات. لكنه قال إن “عدم تبرع أي دولة بتحمل مصاريف سفر وفد الائتلاف إلى نيويورك، كما كان يجري خلال الأعوام الماضية، سيشكل عبئاً على خزينة المؤسسة بلا شك، خاصة وأنها تعاني مؤخراً، لكن ليس لدرجة عدم قدرتها على تغطية تكاليف سفر الوفد”.
ورغم استبعاد أن تكون أنقرة قد طلبت من الائتلاف مغادرة الأراضي التركية، إلا أن بروداً واضحاً يخيم على العلاقات بين الطرفين، وبينما يعتقد أن ذلك نتيجة للتفاهمات الروسية-التركية الأخيرة حول الملف السوري، تؤكد مصادر في المعارضة أن أنقرة غير راضية عن أداء الإئتلاف في ما يخص إقناع الرأي العام المعارض بالتوجهات التركية الجديدة.
المصدر: المدن