هبة محمد
القيادي لدى تنظيم «الدولة»، رامي الصلخدي، عن تنسيقه المباشر مع رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية في درعا لؤي العلي، لتنفيذ عمليات اغتيال ضد شخصيات معارضة في مدينة جاسم في ريف درعا جنوبي سوريا.
ونشرت شبكة تجمع أحرار حوران، المحلية الإخبارية، مقطعاً مصوراً، يظهر فيه اعترافات القيادي لدى تنظيم داعش رامي الصلخدي، بعد يوم واحد من العثور على جثة الصلخدي مرمية في الساحة العامة في مدينة جاسم، وذلك بعد اعتقاله من قبل الفصائل المحلية العاملة في المنطقة. وكشف الصلخدي في المقطع المرئي، عن لقاء جمعه مع رئيس جهاز المخابرات العسكرية لؤي العلي، التابع للنظام السوري، عن طريق ابن عمه نضال الذي اصطحبه إلى مقر المخابرات في مدينة درعا، حيث طلب منه لؤي العلي اغتيال شخصيات معارضة للنظام في مدينة جاسم.
«مسدس وبندقية»
وقال القيادي إن العلي زوده بمسدس وبندقية لتنفيذ عمليات الاغتيال، وذلك بناء على طلبه، بينما طلب العلي من الصلخدي التواصل المستمر لتلقي التعليمات، كما كشف القيادي عن قائمة من أسماء الضحايا الذين قتلوا على يد عناصر التنظيم في مدينة جاسم خلال الفترة الأخيرة، كما أظهر المقطع المرئي صوراً من المحادثات المباشرة بين القيادي لدى تنظيم «الدولة» ورئيس جهاز المخابرات العسكرية في درعا لؤي العلي. ويتهم الأهالي في محافظة درعا، النظام بتسهيل دخول قادة وعناصر تنظيم «الدولة» إلى مدينة جاسم، خاصة أن أعدادهم تضاعفت بعدما فرغت قوات النظام من عملياتها العسكرية في مدينة طفس.
وحسب عضو شبكة «تجمع أحرار حوران»، يوسف المصلح، فإن عدد عناصر التنظيم لم يكن يتجاوز الـ 15 عنصراً، في حين ارتفع تعداد عناصر التنظيم إلى 100 عنصر خلال الشهر الفائت، معتبرًا أن دخولهم المدينة كان بتسهيل من النظام السوري، بهدف خلق المبررات والحجج لاقتحام المدينة.
حملة أمنية
وقال المصلح لـ «القدس العربي» إن «قادة التنظيم الذين دخلوا من مناطق الشمال السوري وبتسهيل قوات النظام بدأوا مؤخراً في تكثيف عمليات الخطف والقتل وطلب الأموال من المدنيين، ووصل بهم التضييق على الأهالي إلى تأسيس محكمة شرعية في إحدى المزارع القريبة من المدينة، والطلب من الأهالي مراجعة الأمراء للمحاكمة، في خطوة تشبه إلى حد بعيد نشأة التنظيم في منطقة حوض اليرموك في ريف درعا الغربي أواخر العام 2014». وأضاف «لم يستهدف التنظيم طوال فترة تواجده في المدينة وريف درعا الغربي قوات النظام، بل اقتصرت عملياته على استهداف قادة سابقين في الجيش الحر ومدنيين، مما كان يزيد الشكوك حول وجود تنسيق بين قادة الصف الأول والنظام».
وكانت المجموعات المحلية، في محافظة درعا، قد أطلقت الأسبوع الفائت، حملة أمنية ضد خلايا تنظيم «الدولة» في مدينة جاسم، وذلك بالتنسيق مع اللواء الثامن، حيث دخلت أرتال عسكرية من أبناء مدن وبلدات درعا، إلى المدينة لمساندة أبناء جاسم، وسط اشتباكات بينهم وبين قادة وعناصر التنظيم البالغ عددهم نحو 100 مقاتل.
وقال تجمع أحرار حوران، إن مجموعات من اللواء الثامن من أبناء درعا، دخلوا برفقة كتائب محلية كانت تتبع للجان المركزية، إلى مدينة جاسم للقضاء على عناصر تنظيم «الدولة»، الذين يتحصنون في عدد من المنازل في حي العالية، وأسفرت المواجهات عن مقتل 5 من قادة وعناصر تنظيم داعش، عُرف منهم القيادي في التنظيم أيوب فضل جباوي من قرية برقا، قائد إحدى المجموعات التابعة للتنظيم، والمدعو فيصل أيهم الحلقي أحد عناصر التنظيم من أبناء المدينة، والعنصر في التنظيم حمد ياسر حمد من قرية عين ذكر، والعنصر أبو عمر الحمصي من محافظة حمص.
طرد خلايا التنظيم
وادّعت وسائل إعلام موالية أن «قوات النظام شنت بمساعدة السكان المحليين هجوماً على مقرات تنظيم داعش في مدينة جاسم» الأمر الذي نفته الشبكة المحلية، موضحة أن «قوات النظام والميليشيات الإيرانية هي من تدعم مجموعات داعش في المحافظة بهدف اغتيال قادة وعناصر المعارضة فيها».
وقال المصدر إن «وجهاء جاسم قرروا طرد خلايا التنظيم من المنطقة بهدف قطع الطريق على النظام السوري من اقتحام المدينة بحجة وجود عناصر التنظيم في المنطقة، لاسيما أن قوات النظام كانت قد قصفت الأطراف الشمالية لمدينة جاسم بقذائف الدبابات والمدفعية الثقيلة، من مواقعها المتمركزة في محيط المدينة، بحجة وجود خلايا لتنظيم «الدولة»، كما أرسلت تعزيزات عسكرية إلى محيط المدينة استقرت في اللواء 15 القريب من إنخل، كما انتشرت على الطريق الحربي في محيط جاسم».
ومطلع أيلول الفائت، أرسلت قوات النظام تعزيزات عسكرية من تل الجابية غربي مدينة نوى، إلى محيط مدينة جاسم، ضمت سيارات عسكرية من نوع «زيل» محملة بأكثر من 100 عنصر من قوات النظام، إضافة إلى آليات ثقيلة.
عمليات خطف
وتزايدت في الآونة الأخيرة عمليات الخطف بحق مدنيين في جاسم ليتكّشف أن عدد من أمراء التنظيم خلف عمليات الخطف وسلب الفديات المالية من ذوي المخطوفين بعد افتتاحهم محكمة في أحد المزارع المحيطة بجاسم.
يذكر أن ثلاثة من عناصر التنظيم فجروا أنفسهم بأحزمة ناسفة بعد حصارهم في أحد المنازل، في حين سلّم عدد منهم أنفسهم، وحسب المصدر فقد «أسس قادة التنظيم بعد دخولهم إلى جاسم العديد من المقرّات في المزارع القريبة من المدينة وداخل الأحياء السكنية، وبعض المقرات كانت لا تبعد عن النقاط العسكرية لقوات النظام أكثر من 3 كيلومترات». وسبق حسب أخبار راجت وقتها أن أطلق النظام السوري، سراح العشرات من قادة وعناصر تنظيم داعش من أبناء محافظة درعا مطلع العام 2020 من سجونه بعد اعتقالهم في شهر أغسطس /آب 2018 إبان سيطرة النظام على محافظة درعا بدعم روسي.
المصدر: «القدس العربي»