محمد كركص
قضت امرأة وأصيب أفراد من عائلتها بعد منتصف ليل الجمعة، إثر قصف صاروخي مصدره قوات النظام السوري و”قوات سورية الديمقراطية” (قسد) استهدف مخيم “كويت الرحمة” في جبل الترندة القريب من مدينة عفرين، الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة “غصن الزيتون” شمالي محافظة حلب، شمالي سورية.
وقال عبد الهادي أبو محمد، مدير مخيم “كويت الرحمة”، في حديث لـ”العربي الجديد”، إنه “عند الساعة الثانية بعد منتصف ليل الجمعة، سقط صاروخان داخل المخيم؛ الصاروخ الأول سقط في الساحة، والثاني سقط على منزل مبني من الطوب يقطنه نازح من الغوطة الشرقية، ما أدى إلى مقتل زوجته وإصابته مع أولاده بجروح وصدمة نفسية”، مشيراً إلى أن طفليه في المستشفى الآن، فيما نُقل طفلهم الثالث الرضيع إلى تركيا بسبب إصابته الحرجة.
وأكد أبو محمد أن “مخيم كويت الرحمة تكرر استهدافه أكثر من مرة، لا سيما في الآونة الأخيرة، حيث إنه يجرى استهداف المخيم في الأسبوع مرتين، وقبل مدة، قُصف بالصواريخ ما أدى إلى مقتل شاب وإصابة زوجته بكسر في الحوض، لا تزال، على أثره، في الفراش حتى الآن، وإصابة شقيقه بجروح طفيفة وتدمير ثلاثة منازل ضمن المخيم بشكلٍ كامل”.
وأشار أبو محمد إلى أن “المخيم لا يجرى تخديمه بأي شيء منذ فترات طويلة، وطلبنا من الوالي تبديله وإيجاد مكان آخر للنازحين عدة مرات، كون المخيم تعرض أكثر من مرة للاستهداف”، مشدداً على أن “وضع النازحين مزرٍ جداً وليس لديهم أي مكان يلجؤون إليه”، مضيفاً: “وأنا أتحدث إليك الآن، تعرض محيط المخيم للاستهداف بثلاثة صواريخ”.
ولفت مدير المخيم إلى أن “مطلب الأهالي هو إيجاد مكان بديل بعيداً عن مكان هذا المخيم، ولو كان هناك مكان بديل لهذه العائلات القاطنة فيه لما بقيت حتى اللحظة”، مؤكداً أن “هناك حركة نزوح من المخيم بشكلٍ مستمر بعد الاستهدافات الأخيرة المتكررة، لكن النزوح يكون مؤقتا إلى تحت الأشجار أو إلى الجبال البعيدة، أو إلى أقاربهم لفترات مؤقتة”.
محمود المعراوي، نازح من مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، يقول في حديث لـ”العربي الجديد”: “أقيم في المخيم منذ أواخر عام 2021، الحياة فيه أفضل من الحياة في الخيمة بكثير من ناحية السكن، لكن بعد تكرر القصف، بات لدينا هاجس دائم من الصواريخ التي تسقط علينا”.
وأضاف المعراوي: “هذه المرة السابعة التي يُقصف فيها المخيم، والمختلف أن القصف حدث في الليل، لم أعرف أين أذهب بأطفالي، في الليل، ذهبت إلى صديق لي في مدينة عفرين، سأعود مع الظهيرة، أرجو أن تكون الأوضاع هادئة”.
ومضى قائلا: “أفكر جدياً بمغادرة المخيم بسبب تكرر القصف، لم يعد هناك أمان فيه، أيضا خلال الاشتباكات بين الفصائل بات الوضع صعباً جداً وبقيت خارج المخيم لأيام مع أطفالي الثلاثة، نحن مهجرون نبحث عن الأمان، نرجو أن يبعدوا المخيم عن القصف”.
فشل في تحييد المدنيين
بدوره، أكد فريق “منسقو استجابة سورية”، في بيانٍ له اليوم السبت، أن مخيم كويت الرحمة تعرض منذ مطلع العام الحالي إلى تسعة استهدافات من قبل العديد من الأطراف، ما يرفع عدد المخيمات المستهدفة منذ مطلع العام الحالي إلى 35 استهدافا، وسقط العديد من الضحايا والإصابات نتيجة تلك الاستهدافات، بالإضافة إلى نزوح المئات من العائلات.
وأشار الفريق في بيانه إلى أن استهداف مخيمات النازحين من قبل الأطراف العسكرية يظهر الفشل الكامل في تحييد المدنيين أو تأمين الحماية لهم بعيداً عن الأعمال العسكرية، وإدانة واضحة لكافة الأطراف التي تستخدم الوسائل الفتاكة بحق النازحين.
وطالب الفريق كافة الأطراف باحترام القانون الدولي الإنساني والتوقف عن استهداف المدنيين والنازحين بشكل فوري، والابتعاد عن استهداف المناطق السكنية المأهولة، مناشداً الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ممارسة الضغط على كافة الأطراف لوقف هجماتها على المدنيين واستهداف النازحين وتجنيبهم مراحل جديدة من النزوح، بالإضافة إلى مناشدة المنظمات الدولية والإغاثية العاملة في الشمال السوري التحرك بشكل عاجل لتقديم الإغاثة للنازحين والتخفيف من معاناتهم المستمرة.
المصدر: العربي الجديد