في سياق الحديث عن أحوال اللاجئين السوريين في بلاد الله الواسعة، والتي يطلق عليها بلدان الشتات سألنا الناشط السوري الأستاذ علي بكر الحسيني عن ذلك وهو المقيم في ألمانيا فقلنا: كيف ترى معاناة اللاجئين السورين في الشتات؟ وهل من حلول تراها ممكنة في قادم الأيام؟
وماذا عن أوضاع اللاجيء السوري في ألمانيا حيث أنت؟ هل التعامل معهم أفضل من سواه؟ وماذا عن المقارنة بينهم وبين وضع اللاجيء الأوكراني؟ حيث أجاب علي الحسيني بقوله:” السؤال له شقين الأول فيما يتعلق بمعاناة اللاجئين في دول الجوار السوري، والثاني معاناة اللاجئين في الدول الأوربية، فلكل منهما أولويات تختلف عن الآخر .في دول الجوار يبحث اللاجئ ليلاً نهاراً عن لقمة عيشه ومسكنه، والطبابة لنفسه ولعائلته، وقد يكون التعليم والإنخراط بقضايا الشأن السوري خارج أولوياته، فمثلاً في لبنان عند قيام اللاجئ السوري بأي مخالفة أو تجاوز حتى لو كانت بسيطة قد يدفع ثمنها ترحيل من قبل السلطات اللبنانية لتستقبله مخابرات النظام السوري دون أي رادع أخلاقي أو إنساني، وكذلك هو الأمر في الأردن حيث تفتقر مخيمات اللجوء لأبسط مقومات الحياة والتعامل الإنساني .أما في أوروبا فالوضع مختلف، حيث لا خيام للاجئين، فالسكن متوفر مع التدفئة والطبابة بشكل مجاني بالكامل، وهناك مرتب شهري يضمن للشخص نظام غذائي مناسب بالحد الأدنى، مع تأمين التعليم المجاني من الحضانة حتى الجامعة مساواةً مع مواطني البلد .” ثم اضاف:” في ألمانيا التي أعيش فيها منذ 9 سنوات وضع اللاجئ السوري بالمطلق أفضل من معظم دول العالم التي استقبلت اللاجئين، حيث الفرص متاحة على كافة الأصعدة، ففي مجال التعليم مثلاً (هناك إمكانية دراسة اللغة الأم في المرحلة الإبتدائية، أولادي مثلاً لديهم درس أسبوعي للغة العربية في مدرستهم)، وفي مجال العمل الفرص متاحة للجميع وصولاً للحصول على الجنسية دون معوقات، فالمطلوب هنا من اللاجئ السوري أن يستغل جميع الظروف لخدمة قضية بلده وشعبه وأن يكون مرآة لهم في هذه البلاد لشرح سبب لجوءه، والتركيز على أن له أهل في سورية مازالوا يتعرضون للإعتقال والقصف والقتل دون رادع، كما أنه مطالب بتشكيل مؤسسات وجمعيات خدمية توعوية تعليمية أسوةً بباقي الجاليات الأجنبية المقيمة في أوروبا، فتعلّم أولادنا لغتهم الأم ضرورة حتى إن تسنى لنا يوماً العودة إلى بلدنا ليكون الأبناء على مقدرة في إدارة شؤونهم بشكلٍ سلس .
وفيما يخص وضع اللاجئ الأوكراني فإنني لا أرى فوارق كبيرة ما بين ظروف استقبال اللاجئين السوريين واللاجئين الأوكرانيين، باستثناء نوع الإقامة، وبند الكشف المالي عند دخول اللاجئ لألمانيا التي تم تفضيل الأوكراني بها، وبعض التفاصيل الصغيرة مثل دخول الأوكرانيين لأوروبا بسياراتهم وتسهيل عمل الأطباء الأوكرانيين عكس الطبيب السوري الذي يحتاج لتعديل شهادة ومستوى عالي من اللغة .أنا بالمجمل لم ألمس تعامل بمعايير مزدوجة في التعامل ما بين اللاجئين السوريين والأوكرانيين على أساس عنصري أو عرقي أو ديني كما يحلو للبعض وصفه مع ضرورة مراعاة أن الأوكرانيين بالنهاية ينتمون لأوروبا . ” ثم قال :” أرى أن حل قضية اللاجئين تكون عبر إيجاد حلول للأسباب التي دفعتهم للهرب من أوطانهم، وفي الحالة السورية فإن سبب هجرة نصف الشعب السوري هو قيام نظام دمشق بالقتل والترويع والإستبداد والإنفراد بالحكم، وعليه لن يتم حل القضية السورية بغير تغيير هذا النظام وإذعانه للقرارات الدولية وخاصةً القرار 2254 بضرورة الإنتقال السلمي للسلطة في سورية، كما يجب التطرق في كل مقام لما تقوم به سلطات الأمر الواقع تجاه اللاجئين في داخل سورية، خاصةً ضمن سيطرة (التنظيمات الإرهابية) في بعض مناطق الشمال والشمال الشرقي لسورية من اعتقالات واغتيالات ومنع التعليم بل والإصرار على إدخال عادات وأفكار غريبة عن المجتمع السوري “.
المصدر: إشراق