علي ديمير
أكد مصدر دبلوماسي، الأربعاء، أنه “لا نية لدى تركيا لسحب قواتها من الشمال السوري في الوقت الراهن”، مشيراً في الوقت ذاته إلى مساعي تركيا لتحقيق الحل السياسي في الملف السوري.
يأتي ذلك بالتزامن مع الاجتماع الرباعي الذي جمع، الأربعاء، وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري في العاصمة الروسية موسكو.
وأفاد المصدر لـ”وكالة أنباء تركيا”، أنه “لا نية عند تركيا لسحب قواتها العسكرية من الشمال السوري، طالما أن حلا شاملا وكاملا لم يتحقق في سوريا“.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو في تغريدة نشرها على حسابه في “تويتر” عقب انتهاء الاجتماع، إنه “في الاجتماع الرباعي لوزراء الخارجية بشأن سوريا أكدنا على الحاجة إلى التعاون في مكافحة الإرهاب، والعمل معاً على إرساء أسس عودة السوريين والمضي قدماً بالعملية السياسية في سوريا وحماية وحدة أراضيها”.
وحول ذلك قال الكاتب والمحلل السياسي أحمد مظهر سعدو لـ”وكالة أنباء تركيا”، إنه “لا يبدو أن هناك أية نية تركية للانسحاب من الشمال السوري على الأقل في المنظور القريب، حيث يأتي ذلك التأكيد من قبل الأتراك بعد تعثر المفاوضات التركية مع النظام السوري وإصرار النظام بدعم إيراني على التمسك بقضية الانسحاب كشرط أولي،في وقت كان يستشعر فيه النظام السوري أن تركيا بحاجة لأي تقدم بالمفاوضات معه وإنجاز ما هو إيجابي قد يستفاد منه في صندوق الانتخابات في 14 أيار/مايو الجاري”.
وأضاف “من هنا فإن التعثر أصبح ملمحا أكيدا لكل هذه الحوارات والمفاوضات، وليس هناك أية آفاق مستقبلية قريبة لتحقيق ما كان متوقعا من تقدم بالمفاوضات“.
وأشار إلى أن “الإصرار التركي كان ومازال على الحل الشامل إذ لا يمكن ترك الحلفاء من المعارضة السورية تتقاذفهم الرياح والشروط الأسدية دون الولوج بالحل السياسي، في حين يدرك الأتراك كما يدرك كل متابع للسياسات الرسمية السورية أنه لانية لنظام دمشق بتحقيق أية خطوة جدية على مسارات الحل السياسي، وهو كان وما يزال يتمسك بالحل العسكري والأمني ولن يكون بمقدوره دخول الحل السياسي لأنه يسقط كنظام كليا فيما لو ولج به بشكل جدي، كما أن سيدته إيران لا تسمح بذلك خاصة بعد نشوتها التي جاءت جراء التفاهم مع السعودية وإعادة العلاقات بين العرب ونظام دمشق، ودعو ة المجرم بشار الأسد إلى القمة العربية القادمة المزمعة بعد أيام في السعودية“.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان عقب الاجتماع، أن “الأطراف المشاركة اتفقت على تكليف نواب وزراء الخارجية بإعداد خارطة طريق لتطوير العلاقات بين تركيا وسوريا (النظام السوري) بالتنسيق مع وزارات الدفاع والاستخبارات للدول الأربع“.
من جهته، قال المحلل العسكري العقيد أحمد حمادة لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “تركيا تربط انسحاب قواتها بتأمين حل سياسي شامل وفق قرارات الشرعية الدولية على الأقل القرار 2254 القاضي على الأقل بإعادة اللاجئين السوريين عودة آمنة وطوعية، وهذا لن يتحقق طالما أن نظام الأسد لم يطبق أي قرار دولي أو يسير بالعملية السياسية الصحيحة”.
ولفت إلى أن “تركيا في اجتماع موسكو وبين الدول الفاعلة في الشأن السوري أكدت أنها لن تناقش انسحاب قواتها من الشمال السوري طالما أن نظام الأسد لم يستطع حتى الآن تنفيذ الاستحقاقات الدولية المطلوبة منه”.
وأكد أن القوات التركية “موجودة أولاً لحماية الحدود ولمنع تدفق اللاجئين، وكذلك لمحاربة الإرهابيين حيث أن تركيا تقوم في كل مرة بضرب الإرهابيين إن كان من داعش أو PKK/PYD في منطقة الشمال السوري”.
وأواخر نيسان/أبريل الماضي، أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو في مقابلة متلفزة، أن “القوات التركية لن تنسحب في الوقت الراهن من شمالي سوريا وشمالي العراق”، لافتاً إلى أنه “ليس لتركيا أي أطماع في الأراضي السورية”.
وتتواجد القوات التركية في مناطق عدة شمالي سوريا ضمن عمليات محاربة التنظيمات الإرهابية، التي تشن هجمات واعتداءات على الجانب التركي انطلاقا من تلك المناطق.
المصدر: وكالة انباء تركيا