نائلة الإمام
في لوحِ الذاكرةِ المُدْمَجْ
سأدوّنُ هولَ مجازرِكمْ
شِلواً شِلواً
هاماً هاماً
دمَّاً دمَّاً
سأصنفُ قرعَ قذائِفكمْ
صعقاً نزفاً
حطماً هشماً
آهاً آهاً
ألماً ألماً
********************
أتقرَّى في لحمِ الأطفالِ مخالبَكمْ
حُفراً من نهشِ خناجرِكمْ
أنفاقَ رصاصاتِ الغدرِ
وألمُّ رحيقَ الأدمغةِ
يتناثرُ تحتَ بساطيركمْ
***
سأعدُّ حُثالاتِ البشرِ
فرداً فرداً
من أوثَقنا
من أركَعنا
من أضجَعنا
من داسَ متونَ شهامتِنا
يرقصُ مزهواً مختالًا
يتميَّزُ حقداً يتوعدْ
من هلَّلَ فوقَ الأشلاءِ
للطُغمةِ للصنمِ الأوحدْ
***
من أثْكَلنا من أيَّمنا
من يتَّمنا من شرَّدنا
من أوسعَ وجهَ كرامتِنا
آدميتَنا
لطماً لكماً
ركلاً دوساً
ظِفْراً ظِفْراً
وتَراً وتَراً
من آهِ حناجرَ
قد قُدَّتْ
وتراً وتراً
***
وسأعْمِلُ رِفْشيَ والمعولْ
كي أطرقَ أبوابَ القتلى
بمهاجعِهمْ
أُغمضُ عيناً قد شخصتْ
في عينٍ
وأهدهدُ كفَّاً تتشهَّدْ
داميةً تهوي على كتفٍ
أقدامٌ تسعى بلا ساقٍ
أيدٍ تهفو لمعاصمِها
وأوسِّدها
أجساداً تفترشُ الأجسادَ
وتلتحفُ
أرعاها حقولًا من دمٍّ
تهفو في التربِ أجنَّتُها
تتحفَّزُ في رحمِ الأرضِ
لربيعٍ آتٍ تتورَّدْ
*******************
ويسائلُ مسحوقٌ ربَّهْ
بغياباتِ الجُبِّ
أيةُ ذئبهْ
قد عالتكمْ من جيفتِها ؟!
ورضعتمْ ثديَ زُباناها
أيةُ ذئبهْ ؟!
أيةُ أفعى نفثتْ في صِبغِ خلاياكمْ
جينَ الغلِّ ؟!
وسُعاراً من حقدٍ أسودْ ؟!
أيةُ أنثى ؟!
من هدهدكمْ ؟!
من أرضعكمْ ؟!
وسَّدكمْ في ليلٍ صدرَهْ
من لم يلمحْ بجبينِ طفولتِكمْ
هولاكو يتوعَّدُ عصرَهْ ؟!
من هذَّبكمْ ؟! من أدَّبكمْ ؟!
تبَّاً للرحمِ الملعونِ
ألكمْ قد خلق الطاعونُ ؟!
وطغى في الأرضِ الطوفانُ ؟!
قد كان اللهُ بنا أدرى
نسعى في الأرض على كَبَدٍ
يعلكُنا زمنٌ يلفظنا
في ليلِ الوحشةِ والصمتِ
وحدنا في لُجِّ المأساةِ
نتجرَّعُ سكْراتِ الموتِ
قد كان اللهُ بنا أدرى
***
شارونٌ يرفعُ قبّعتهْ
تتوارى صبرا وشاتيلا
وتغيبُ بدُغْلِ النسيانِ
وعلى شطآنِ الكاريبي
يتقبَّلُ مصلوبٌ قدرَهْ
يتقزَّزُ منكم جلادٌ يلعنكم
بأبي غريبٍ سجَّانُ
من قمةِ أهرامِ عُراتِهْ
قد قُتِلَ الإنسانُ ما أكفرهُ
قُتل الانسانْ