أحمد مظهر سعدو
يقول الخبر: “اعتقلت سلطات الأمر الواقع بدمشق عبر أدواتها التشبيحية من (فرع فلسطين) التابع لشعبة الأمن العسكري في ميليشيا بشار الأسد، ثلاثة نشطاء فلسطينيين في بلدة يلدا بريف دمشق، القريبة من مخيم اليرموك بتهمة تنظيم وقفة تضامنية مع غزة، (دون الحصول على موافقة أمنية مسبقة) كما قيل، وقد قام بتفريق المنضمين للمظاهرة وهم في حدود100 شاب فلسطيني”.
لعل ماجرى في بلدة يلدا يشير وبوضوح إلى انكشاف وتعرية (لمن لم يدرك ذلك بعد) وهم فكرة المقاومة والممانعة التي طالما أطنبت آذاننا بها، دول (الممانعة والمقاومة)مثل نظام بشار الأسد ومعه إيران/الملالي ومليشيا حزب الله .ويؤشر أيضًا إلى أن اسطوانة الدفاع عن فلسطين باتت مشروخةوغير ممكنة الاستعمال بل وخسشبية، وغير ذات معنى، خاصة بعد أن وقفت هذه الأطراف من محور الممانعة المعروف فاغرة فاها، متفرجة عما يجري لأهلنا الفلسطينيين في غزة، وهم يعيشون ولأكثر من شهر حرب إبادة جماعية، بكل ماتعني الكلمة من معنى، ورغم ذلك مازال نظام العسف الأسدي يجلس متلقيًا أخبار غزة، ودماء غزة المراقة والمسفوحة في وضح ورابعة النهار، وهو مغرق في التفكير (كما يبدو) كيف سيكون الرد، دون أن يتاثر بذلك سلبًا نظامه القمعي الاستبدادي، هذا الرد الأسدي الذي لم يأت ولايبدو أنه ىسوف يأتي، لا عاجلًا ولا آجلًا، بل إنه وحلف الممانعة يتركون الشعب الفلسطيني لوحده، يلاقي الأمرين، وتمارس بحقه كل أنواع القتل والتدمير، بينما ماتزال دول الممانعة تعتقل من يخرج في سورية ليناصر أهله في غزة، كمافعلت قبل ذلك في مخيم اليرموك قتلًا واعتقالًا وتدميرًا وتهجيرًا قسريًا وتكتفي بالبيانات الإعلامية، بل وتصمت حتى عن مجرد الرد اللفظي على استمرار القصف الإسرائيلي المستمر على الكثير من المواقع العسكرية في سورية، ومنذ مايزيد عن خمس سنوات مضت، فلا هو بصدد الرد ولا كذلك دولة الملالي الإيرانية من خلال استراتيجيتها في المنطقة، ليس لديها أي رد، وليس في منظورها فكرة أو مشروع خوض أي حرب خطرة ضد إسرائيل، التي كشف مؤخرًا أن إيران تقوم بتصدير النفط الإيراني المحظورتهريبًا إلى الكيان الصهيوني عبر موانيء تركية خاصة، وكذاك كانت إيران ومازالت وحسب تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تقوم بإعلام الولايات المتحدة الأميركية والإستئذان من الإدارة الأميركية عندما كانت تريد إلقاء بعض القذائف الخلبية على أطراف القواعد الأميركية في سورية، بالطبع حتى تحفظ ماء وجهها المسفوح بعد مقتل المجرم قاسم سليماني وسواه من أدوات إيران في المنطقة.
ويعرف عن النظام الأسدي وكل أطراف الممانعة، أنهم لم يصدقوا القول يومًا، وهم في الواقع من نفس الصنف، حيث لم تصدق يومًا في شعاراتهم بمايخص نصرة القدس أو فلسطين، ولعل أكثر الجبهات العربية مع اسرائيل أمانًا وهدوءًا كانت جبهة الجولان السوري المحتل منذ تخلى عنه حافظ الأسد عام 1967، حيث حافظ نظام الأسد الأب والابن على أمن إسرائيل وحماها هو وتوابعه من أي عملية عسكرية يمكن أن يقوم بها مواطن سوري أو فلسطيني ضد أمن إسرائيل وكيانها، وهذا ماهو متفق عليه ويلتزم به نظام الأسد، منذ اتفاق (فض الاشتباك) الموقع من قبل نظام نظام حافظ الأسد عام ١٩٧٤ أي بعد حرب تشرين (التحريكية) بأقل من عام على بدايتها..وحافظت جبهة النظام مع إسرائيل على هدوئها من خلال الحفاظ الإسرائيلي بالضرورة على بقاء نظام الأسد وأسرة الأسد كل هذه المدة عبر الدور الوظيفي المنوط بنظام الأسد، والذي لم يكن خافيًا على أحد منذ انكشافه للعلن يوم جاءت (مادلين أولبرايت) إلى دمشق، إبان وفاة حافظ الأسد في 10 حزيران/ يونيو عام 2000لتؤمن عيانيًا وأميركيًا على خلافة بشار الأسد لأبيه وتسليمه الراية الأميركية للاستمرار بالدور الوظيفي ذاته، وهو الحفاظ على ماتسميه أميركا أولًا وأخيرًا (الأمن القومي الإسرائيلي) فقام بالدور على أكمل وجه، ثم قام بتوجيه سلاحه وعتاده الروسي الصنع والحديث إلى شعبه السوري، وليس للكيان الصهيوني المدلل لدى أميركا والغرب، فقتل مايزيد عن مليون إنسان سوري، ودمر أكثر من ٦٥ بالمئة من البنية التحتية السورية، واعتقل اكثر من 900 ألف سوري منذ بداية الثورة السورية، ثورة الحرية والكرامة، وهجَّر أكثر من نصف الشعب السوري، بين نازح إلى الشمال، أو مهجَّر قسري إلى بلاد الله الواسعة، وألقى بالأسلحة المحرمة دوليًا على السوريين ومنها الكيماوي واكتفت أميركا بعدها فقط باستلام مالديه من أسلحة كيماوية حفاظًا على أمن إسرائيل منها، وليس عقوبة له على مااقترفت يداه من إجرام بإلقاء سلاح الكيماوي وغاز السارين على شعب سوري أعزل، وكان اتفاق (كيري لافروف) الشهير دون إعادة النظر بما كانت إدارة الرئيس الأميركي الأسبق أوباما قد قالته كثيرصا وهو الخط الأحمر الذي لايجب تجاوزه، لكن تغيرت الألوان وتم تجاوزه وجرى بعدها الإبقاء على الدور الوظيفي للأسد ونظامه الاستبدادي.
واليوم فإن كل مايجري في (غزة هاشم) من قصف وهمجية إسرائيلية لم تحرك ساكنًا في نظام الممانعة وأمثاله، وبقي في حالة فرجة فاجرة على الإبادة الجماعية الواقعة فوق رؤوس الفلسطينين في قطاع غزة، وراح نظام الأسد يكتفي مع حزب الله ببعض القذائف التي تحاول الحفاظ على ماء الوجه، إن بقي فيه من ماء، و(لا خير في وجه إذا قل ماؤه). وبقيت إيران/ الملالي وفية لامبراطوريتها الفارسية، ومتخلية كليًا عن أهل فلسطين، وكل القضية الفلسطينية التي لم تعد قضية مركزية عند بشار الأسد، كما كان يدعي، ولا لدى كل دول وميليشيات محور الممانعة والمقاومة المفترض، بل كانت قضية فلسطين ومازالت بالنسبة لهم ورقة نفعية براغماتية يقومون باللعب بها وعليها متى يشاؤون، ومتى يكون ذلك في خدمة المصالح الإيرانية والمشروع الفارسي الإيراني في المنطقة، أو في مصلحة ملك الكبتاغون الأسدي الذي يمنع أي مظاهرة لنصرة غزة، أو من أجل بقاء ميليشيا حسن نصر الله/ الأداة المخلصة لدولة الملالي ولسلطات نظام الفقيه الإيراني في قم.
المصدر: موقع المجلس العسكري السوري
Muchas gracias. ?Como puedo iniciar sesion?