د. مخلص الصيادي
محزن، ألا توجد دولة عربية أو مسلمة تطرد السفير الاسرائيلي لديها في حين فعلتها دول أخرى. ليست عربية، وليست مسلمة، وليس لنا عليها حق الجوار.
محزن ومخز ألا توجد دولة عربية أو إسلامية تعلن تأييدها لحماس وللمقاومة الفلسطينية، ولعملية طوفان الأقصى، في حين فعلتها دول أخرى، لا تربطها بدولنا أي رابط ديني أو قومي أو جغرافي.
محزن ومؤلم أن تشهد دول العالم بما فيها دول شديدة التأييد والارتباط مع الصهيونية وكيانها تظاهرات شعبية مليونية غير مسبوقة ضد الكيان الصهيوني، وجرائمه في غزة، ولا تشهد أي بلدة عربية شيئا من هذا، وما شهدته بعض اليلدان الاسلامية من تحركات شعبية كانت في حدود “التحركات الخجولة”.
محزن ومذل ألا يستطيع اجتماع القمة العربية الاسلامية أن يفرض وقفا لاطلاق النار، أو فتحا للمعابر، أووقفا لقصف المدنيين ومؤسسات المجتمع الصحية وللتعليمية، ثم تتطلع هذه الدول ليكون لها دور في خارطة النظام العالمي الراهن أو المستقبلي.
محزن ومخجل أن نسمع ونرى من “علماء دين “من يستخدم آيات القرآن الكريم، وأحاديث الرسول للترويج للخنوع للعدو، ولدعوة الكف عن الجهاد، وضرورة الانصياع لما يريده “القادة”،العرب والمسلمين، من ترك فريضة الجهاد، وتثبيط عزيمة المجاهدين، واتهامهم بأبشع الصفات.
لا نريد أن نصدق أن أطرافا عربية، تتطلع الى أن ينجز الكيان أهداف عدوانه بالقضاء على حماس والقوى المجاهدة وتشكيلاتها قضاء تاما، وأنها ترى في ذلك مصلحة لها، لا نريد أن نصدق ذلك، إلا أن هناك من الشواهد، وزلات اللسان ما ينبئ بصحة تلك الأقوال، بل إن إفساح المزيد من الوقت أمام قوات العدو لانجاز تلك المهمة المخزية، والتي يحاولها على أجساد الأطفال والمدنيين وبوحشية لا سابقة لها. إنما يعزز ويرجح الاعتقاد بصحة تلك المزاعم والأقوال.
لكن حتى الآن فإن هذه العدوانية العنصرية الدموية تتكسر أمام صمود وصبر المجاهدين، واحتفاظهم بعنصر المفاجأة والمبادرة، وقدرتهم على ايقاع الخسائر البشرية في صفوف قوات العدو، ومنعهم من تحقيق أهدافهم الميدانية، يزيد من الايمان بقدرتهم على هزيمة هذا العدو. وحين يحدث ذلك، ونأمل وندعو الله أن يحدث، فإن الهزيمة ستكون شامله للعدو وحلفائه ومناصرية. اللهم نصرك الذي وعدت.