معقل زهور عدي
وجد حزب الله نفسه أمام خيارين صعبين , فمن جهة هناك تهديدات أمريكية تعززت بإرسال حاملتين أمريكيتين للطائرات إلى شرق البحر المتوسط . وهناك حملة واسعة داخل لبنان للنأي به بعيدا عن الحرب خوفا من عواقبها المدمرة على لبنان , ومن جهة أخرى هناك عقيدته السياسية المبنية على فكرة المقاومة مبرر وجوده كميليشيا مسلحة والتي ستتأثر كثيرا بالتخلي عن غزة وتركها تباد , بل ستضع إشارة استفهام كبيرة على مشروعية وجوده المسلح في لبنان وسورية .
وبين هذا وذاك حاول حزب الله اللعب في منطقة وسطى , فلا هو دخل المعركة لنجدة غزة ولا هو صمت تماما , وهكذا ظن أن بمقدوره تفادي دخول معركة غزة ورسم صورة مهما كانت باهتة عن مشاغلة الجيش الا سرائ يلي وإجباره على توزيع قواته على جبهتين .
لكن ماذا عن عواقب مثل ذلك الموقف ؟
في حال انتصار اسرائ يل وسحق المقاومة في غزة , فهناك احتمال كبير في استدارة الجيش الاسرا ئيلي نحو الشمال لانهاء التهديدات المتمثلة بوجود ترسانة صواريخ حزب الله , وتدمير البنى التحتية للبنان . بغض النظر عن موقفه من معركة غزة , فمقاومة غزة كانت خط الدفاع الأول عن لبنان والانتهاء منها بوجود الدعم الأمريكي المطلق قد يكون الفرصة الذهبية لتصفية ترسانة حزب الله وتجريده من السلاح .
وفي حال فشل اسرا ئ يل وتراجعها فستتعرض فكرة المقاومة اللبنانية لنكسة كبرى لايمكن أن تغطيها المناوشات الجارية على حدود لبنان الجنوبية .
ومنذ الآن فقد شعرت الغالبية الساحقة من الشعب الفلسطيني أن محور المقاومة قد خذلهم في لحظة الحقيقة ولن يكون من السهل القفز فوق تلك المشاعر .
قد يظهر موقف حزب الله المزدوج كمناورة ذكية , لكنه قد ينتهي كما يقول المثل ” لا نال بلح اليمن ولا عنب الشام “
المصدر: صفحة معقل زهور عدي
I like this website very much, Its a very nice billet to read and get information.Blog money