أصدر أبناء مخيم اليرموك بيانا اليوم وصل الى موقع مصير وهذا نصه:
“يا أبناء شعبنا الفلسطيني. أيها العالم المتمدن سبعون عاما ومخيم اليرموك الشاهد الحي على جريمة إسرائيل، والتي على أثرها هجر أبناء شعبنا الفلسطيني من وطنه فلسطين عام 1948. قدم فيها أهالي مخيم اليرموك الغالي، والنفيس على طريق العودة قوافل من الشهداء والقادة مثلت كل القيم النضالية والثورية في مسيرته نحو فلسطين فكان حقا خزان الثورة ونبراس المقاومين وحاضنة لكل فصائل العمل الوطني الفلسطيني ومقصدا لكل أحرار العالم فاستحق قولا وفعلا أن يكون عاصمة للشتات الفلسطيني . وكان للمخيم أن يدفع الثمن باهظا نتيجة مجريات الأحداث في سوريا، حصارا ،وقصفا ،وتجويعا ،وقهرا، وخذلانا وصلت إلى تدمير مخيم اليرموك بشكل كامل، وتشريد أهله مع الحملة العسكرية التي بدأتها طائرات ودبابات ومدافع وصواريخ النظام السوري وحلفائه من روس وأيرانيين بتاريخ 19/5/2018 والتي قامت بتدميره بشكل ممنهج وكامل ،وارتكبت خلالها عدة مجازر بحق العائلات المدنية والتي لا زالت جثثها راقدة تحت أنقاض أبنيته ومنشآته المدمرة ،وأدت بالنتيجة إلى تهجير جزء كبير ممن تبقى من أهالي المخيم في البلدات المجاورة إلى الشمال السوري خوفا من بطش النظام والفصائل الموالية له . لقد كان الأنسان الفلسطيني النازح والمهجر، وعلى مدى ثماني سنوات يعيش بعيدا عن المخيم ،سواء في المدن السورية أو اللبنانية أو المنافي البعيدة على أمل العودة إليه ليعود المخيم لممارسة دوره كرمز لحق العودة الذي شرعته مواثيق الأمم المتحدة من خلال القرار 194، وكونه عاصمة للشتات الفلسطيني، ومنطلقا للثورة الفلسطينية المعاصرة، وخزانا بشريا داعما لحقه في الحياة والوجود والتعبير عن رؤيته في العودة الى وطنه السليب فلسطين . من هنا نقول نحن أبناء مخيم اليرموك الذين هجروا من المخيم قسرا إلى الشمال السوري وشاهدوا بأم أعينهم جريمة تحول المخيم الى أطلال ودمارا شاملا يذكر العالم بمدينة برلين الألمانية بعد الحرب العالمية الثانية … بأن على أبناء شعبنا الفلسطيني في كل انحاء العالم ،والعالم المتمدن ،ولجان حقوق الانسان ،والمنظمات الدولية والانسانية ومنظمة العفو الدولية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ومنظمة التحرير الفلسطينية بأنه أصبح واجب عليهم أن يقفوا إلى جانبنا في محنتا هذه ويقدموا يد العون اللازمة من أجل إحقاق الحق والتي تتمثل بالمسائل التالية : اولا .. إرسال لجنة تحقيق دولية في المجازر التي ارتكبها النظام السوري وحلفائه من روس وايرانيين بحق أبناء شعبنا في المخيم ..والتي جاءت تحت عنوان وحجة مكافحة أرهابيي داعش في المخيم . ثانيا ..الوقوف على حجم الدمار الذي لحق بالمخيم والذي أدى الى تدميره بالكامل وجعله غير قابل للعيش أو السكن أو الحياة والذي على أثره تم تبديد وأنهاء أحلام أبنائه في العودة اليه . ثالثا…تقدير قيمة الأضرار المادية التي لحقت بمساكن أبنائه التي كانت تأويهم و ببنيته التحتية من ماء وكهرباءوهاتف ومشافي ومدارس ومؤسسات اجتماعية ودور العبادة وأسواق تجارية ،وإلزام النظام وحلفائه المذكورين بدفع التعويضات اللازمة لأبنائه ممن قتلوا أو تضرروا من جراء ذلك . رابعا ..تقديم المساعدات والمعونات اللازمة والعاجلة لأبناء المخيم الذين هجروا إلى الشمال السوري من أماكن سكن لائقة وخدمات مدرسية وتربوية لاحقة ومرافق صحية واجتماعية لازمة والعمل الجاد على حل مشاكلهم كمهجرين قسرا إلى الشمال السوري بفعل الدمار والأضرار التي لحقت بمنازلهم ومصالحهم وممتلكاتهم في المخيم من جراء هذه الجريمة النكراء والتي اختتمت مؤخرا بعمليات النهب والسلب(التعفيش) التي استتبعت ذلك من قبل قوى النظام ومناصريه . خامسا..تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة القاضية بعودة اللاجئيين الفلسطينين إلى مدنهم وقراهم في فلسطين و التي هجروا منها عام 1948 وخصوصا بعد تدمير مخيم اليرموك . أننا كمهجرين فلسطينيين في الشمال السوري أذ نطالب بتنفيذ هذه المطالب على وجه السرعة نعتبر أن هذه أحدى القضايا السياسية والأنسانية والأجتماعية التي تخص المجتمع الدولي وعليه أصبح من واجب هذا المجتمع الألتفات إليها على أمل إيجاد الحل المناسب والمشرف الذي يحفظ كرامة أهالي مخيم اليرموك في كل أماكن تواجده . أبناء مخيم اليرموك المهجرين قسرا.“
23 أيار 2018