في حوار خاص لموقع مصير تحدث الباحث الفلسطيني السيد محمد مشارقة عن مآلات الوضع الفلسطيني بعد نقل السفارة الأميركية الى القدس، ضمن حالة العجز العربي الفاضح، والواقع الفلسطيني المتشظي، والذي لا يخفى على أحد، كما تحدث عن مستقبل القضية السورية، في سياق ما جرى من تغيرات كبيرة، في مجراها مؤخرًا. ثم بدأ حديثه مؤكدًا أنه ” جاء نقل السفارة والاعلان عن القدس عاصمة لدولة اسرائيل، ليشكل بدء التطبيق العملي لما يسمى” صفقة القرن” فالقدس ليست خطوة دبلوماسية عبثية بل مخالفة للقرارات الدولية التي شكلت البنية القانونية لوضعيتها منذ قرار التقسيم عام 1947، ووضع تصور للحل النهائي للقضية الفلسطينية، لأن الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل بالحدود الحالية، يشطب عمليًا ثلث الضفة الغربية ويلحقها بالكيان، كما أن الثلث الآخر المسمى ج على خرائط اتفاقات اوسلو متروك للتوسع الاستيطاني. وتشير الديباجة الخاصة بقرار تخفيض مساهمات الولايات المتحدة في ميزانية الاونروا، الى بداية تصفية قضية اللاجئين وتحويلها الى ملحق في مؤسسة الامم المتحدة للاجئين. كل ذلك يأتي في ظل انقسام فلسطيني لا أمل من تجاوزه في المدى المنظور، انقسام لم يتوقف عند المستوى القيادي التمثيلي وانما ينسحب اليوم على انقسام سياسي واجتماعي وثقافي مع قطاع غزة وتخلي السلطة عن مسؤولياتها تجاه مليوني فلسطيني بذريعة حكم حركة حماس، والأمر ينطبق على التعاطي الرسمي في السلطة والمنظمة مع باقي مناطق الشتات والمنافي.” وأضاف مشارقة ” الإصرار على عقد المجلس الوطني في دورته الأخيرة في رام الله ، حول منظمة التحرير كممثل شرعي للفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم الى ملحق بسلطة تحت الاحتلال .والترجمة المباشرة للاستثمار في حالة الانقسام ، يبدو واضحًا في تزايد الاهتمام الدولي والاسرائيلي لإيجاد حلول انسانية وليست سياسية لقطاع غزة ، وهناك رأي عام دولي يتشكل تدريجيا باتجاه تحويل جزء هام من المعونات المقدمة للسلطة الفلسطينية لإدارة دولية للخدمات في غزة ، وبالتالي تكريس الانقسام ، والابقاء على الضفة الغربية في معازل مدنية دون السيطرة على الامن والارض ، في اطار أقرب الى الادارة البلدية ، تحت الاحتلال مهما كانت التسمية دولة او امبراطورية “. كما تحدث لمصير عن مآلات الأوضاع السورية وفق التطورات الأخيرة بقوله ” القضية السورية باتت اليوم وبصورة حاسمة في يد القوى الاقليمية والدولية وتقاطعات مصالحها وأهدافها الاستراتيجية والقريبة، في عالم متحول في مبنى العلاقات الدولية الذي قام بعيد الحرب العالمية الثانية ، فالإدارة الامريكية الجديدة والناظم الرئيس في علاقاتها الخارجية والامنية مستشارها الجديد للأمن القومي جون بولتون ، تحمل بصمات تيار المحافظين الجدد، في نسخة حديثة ، لكنها لا تبتعد كثيرًا فكرة الفوضى الخلاقة كمدخل لتأمين مصالح الولايات المتحدة الاستراتيجية ، دون تحمل أعباء وكلف حروب خارجية .” وتابع قائلًا ” أميل الى وجهة نظر تقول ان واشنطن تخفض استثمارها في الشأن السوري بما في ذلك الانسحاب العسكري ، وفق تكتيك يلائم سياستها الجديدة تجاه ايران يقضي بإغراقها في الوحل السوري واللبناني وكلفه العسكرية والمالية الهائلة ، ورفض دفع فواتير دولية لروسيا خارج الحلبة السورية ، وتدرك واشنطن ان انهاء المسألة السورية بصورة سلمية واعادة بنائها حالة تفوق القدرة الروسية والايرانية ، ولهذا انسحبت من طاولة استانا حتى بصفة مراقب ، وهي تعطي للحليف الاسرائيلي الضوء الاخضر لمواجهة تحول ايران الى قوة عسكرية هائلة على حدودها . في ذات الوقت لا اراهن كثيرًا على قيام اوروبا بدور بديل في المدى المنظور للدور الامريكي، رغم المساعي الالمانية والفرنسية في هذا الاتجاه، وأرجح المراوحة في عبور المرحلة الانتقالية نحو الاستقرار السياسي، لصالح تقسيم مناطق النفوذ على إدارات محلية أقل من حكومات ولكن بصلاحيات واسعة تنفيذية وتشريعية، وإذا ما طالت المدة الزمنية الانتقالية، فان الباب سيكون مفتوحًا لحالة تقسيمية واقعية “. ثم انتهى إلى القول ” في هذا السياق أرى أنها المرحلة الذهبية الآن للقوى المعارضة لممارسة عمل سياسي دؤوب يعيد تشكيل الخطاب على أسس الوطنية السورية الجامعة وتجاوز المصيبة التي وقعت فيها الثورة السورية بسيطرة الخطاب المذهبي والديني، والذي حول قضية عادلة وأخلاقية في مواجهة نظام فاشي إلى قضية إرهاب”.
أسامة آغي تسعى نينار برس في جهدها الإعلامي أن تسلّط الضوء على الواقع السوري بشتى مناحيه، وهي بذلك تريد أن...
Read more