د. مخلص الصيادي
إنشاء مؤسسة “تكوين”، لإعادة تكوين “الوعي العربي” يمثل أول خطوة لتحويل التيار الذي نشط في العقدين الماضيين مستهدفا الركائز العقدية، والحضارية والتاريخية واللغوية للأمة، إلى مؤسسة منظمة يأوي إليها جميع أولئك الذين ظهروا فيما مضى كأفراد، وظهرت دعواتهم كجهود متفرقة تحت عناوين “الاجتهاد والمراجعة”.
الآن بهذا الاعلان باتوا مؤسسة لها تمويلها، وحضورها، ولا غرابة أن نكتشف أنها أصبحت جزءا من آليات التطبيع، والابراهيمية، والتحلل من القيم والاندماج بالنظام العالمي الجديد بمختلف مستوياته الاقتصادية والاخلاقية والقيمية. تشير الضجة المرافقة والمضادة لهذا المولود الجديد إلى أنه مؤسسة إلحادية. ولو أننا دققنا في الشخصيات المؤسسة والراعية لهذا الوليد لاكتشفنا أن الأمر أبعد من ذلك بكثير، وأن الهدف الحقيقي يكمن في إعادة تكوين “الفكر” في مجتمعاتنا العربية بما يخرجها عن ثوبها العربي الاسلامي، ويفكك وحدتها التاريخية، والجغرافية، ويعيد استنبات هويات أخرى وظيفتها الغاء وتجاوز آثار كل ما فعله في هذه المنطقة والعالم خمسة عشر قرنا من وجود الاسلام واللغة العربية، والوحدة الحضارية. وهذا هدف أصيل للحركة الصهيونية العالمية.