د. مخلص الصيادي
تقرير في صحيفة معاريف الاسرائيلية يرسم من وجهة نظر إسرائيلية صورة الوضع في الحرب الراهنة على غزة، وعلى قوى الجهاد فيها، والتقرير موجهة للقارئ الاسرائيلي، وللجهات الاعلامية والدولية التي تتابع هذا الوضع وتهتم به.
وإذا كان عنوان التقرير الذي نقلته عن الصحيفة قناة سكاي نيوز العربية، يعكس بشكل صادق ومباشر فحوى هذا التقرير، المختصر في أمرين اثنين:
الأول: أن “اسرائيل” على شفا هزيمة تاريخية بعد أن عجزت عن تحقيق أي من أهدافها المعلنة لهذه الحرب.
والثاني: أن هذه الحرب /العدوان رافقها إعلام مضلل وكاذب، لكنه عجز عن ستر هذه الهزيمة.
وإذا كان لنا أن نضيف شيئا ليس باستطاعة معدو التقرير أن يأتوا عليه فإننا نضيف ثلاثة أمور أيضا:
الأول : أن الهزيمة التي ترتسم أبعادها مع كل يوم جديد، ليست هزيمة للكيان الصهيوني، وإنما هزيمة للمشروع الصهيوني بكل حلفائه الدوليين والإقليميين، الذين هرعوا من اليوم الأول للعدوان إلى دعمه بالسلاح وبالمال، وبالموقف السياسي في مختلف المحافل الدولية.
الثاني: أن التضليل الاعلامي لم يقتصر على الإعلام داخل الكيان، وإنما على الإعلام الذي تسيره وتوجهه وتسيطر عليه الحركة الصهيونية، وجزء من هذا الإعلام ومنصات عديدة منه تصدر في دول عربية واسلامية. وفي هذا يكون هذا الاعلام انعكاس حقيقي لذلك التحالف الصهيوني الذي يتجاوز كيان العدو ليغطي مساحة واسعة في العالم تتعدى التقسيمات الدينية والعرقية والقارية.
الثالت: أن الحديث عن هزيمة “اسرائيل”، هو في حقيقته حديث عن انتصار المجاهدين، وتحقيق عملية “طوفان الأقصى” كامل أهدافها، وهنا تبرز حركة حماس كمعبر عن قوى الجهاد كلها، التي نفذت العملية، والمتشاركة في التصدي للعدوان المستمر، والتي تقود عملية التفاوض.
إن انتصار حماس والمنظمات الجهادية المتآلفة معها يمثل الحرج الأكبر لطيف واسع من النظام العربي، ومن القوى السياسية والإعلامية المنتظمة في إطار هذا النظام.