عَصَفَتْ بِشَمسِ بَهَائِها العَنَاءْ وكَوَتْ لِحُورِ عُيونِها الشَقاءْ
وَهَوَتْ على صَهَواتِها البَلاءْ وَأَتَتْ على نُدَمائِها العَراءْ
فَنَعَتْ زمانَ الوَصْلِ والإِخاءْ وَبَكَتْ فَأشْجانا لَظى العَزاءْ
وَبِما نَما مِنْ سُوسةِ الجَفاءْ وبِما بَدا في مَرْصَدِ العَماءْ
وَبِما ضَرَى مِنْ مِخْلَبِ البَغاءْ وَبِما سَرى في سَاحَةِ المِراءْ
وبِما لِشامِ العِزِّ مِن عَطاءْ وبِما لِأهلِ العِزِّ مِن وَفاءْ
ولِأنَّنا في بُؤرَةِ الضِياءْ ولِأنَّنا مَعْ رِفعَةِ الفِداءْ
ولأنَّنا من اُمةِ الإباء ولأنَّنا مع شِرْعَةِ السَماءْ
فَلنا التّرَوّي مَدْخِلُ العَلاءْ وَلَنا التَّسامي أجمَلُ الكِساءْ
ولنا التّنادي ثَورةُ ارتِقَاءْ ولنا التّحدي أَوَّلُ الشِفاءْ
ولنا التَصَدِّي سَيُّدُ الأداءْ ولنا الشَهادةُ أَكْرَمُ الرَجاءْ
وَلنا التُّقى شَرْطٌ لَدى النَّماءْ ولنا الهُدى مِن وَاهِبِ البَقاءْ
ولنا العُلا هِبَةٌ أو ابتِلاءْ ولنا الفِدا قَدَرٌ لِمن يَشاءْ
فَمتى سَيُصْغي الناسُ للنِداء ومتى سَيُقْصى الخَوفُ بإزْدِراءْ
ومتى سَيَنْسى طِفْلُنا الْتِجاءْ ومتى سَتُطْوى صَفْحَةُ البُكاءْ
وعسى نُعِدُّ لِدَولةِ السَّواءْ وعسى أميناً يَرفَعُ اللِواءْ
وعسى نُواري سَوْءَةَ انْحِناءْ وعسى يَهُبُ الكُلُّ للبِناءْ
فغداً سَيَطْفُو النَّذلُ مَعْ غُثاءْ وغداً سَيُرمى الخِبُّ بالحِذاءْ
وغداً سَنُردي طُغمَةَ الكِراءْ وغداً سَنُطْفي جَذْوةَ العَداءْ
وغداً سَيَحظَى العَدْلُ بالولاءْ وغداً سَيُدعى الظُلمُ للقَضاءْ
وغداً سَيُسْعِدُ أهلَنا اللِقاءْ وغداً سَنتْلوا آيَةَ الثَنَاءْ
وغداً سَنُعْلي رَايةَ الجَلاءْ وغداً يَعُمُّ شَامَنا الرَخاءْ