كل قوى المعارضة الوطنية الحرة المرتبطة فقط بالتراب السوري وبالإنسان المغلوب على أمره أثبتت أنها غير قادرة على أن تجد لها مكاناً لائقاً ولافتاً بنظر مديري الحرب السورية من القوى الدولية على مدار السنين السبع الماضية. وهنا أخص بالذكر مجموعة العروبيين السوريين والتي أنا شخصياً جزءً منها، هذه المجموعة العروبية الصادقة بنواياها اتجاه سورية والسوريين لم تتمكن من أن تجد لها مكاناً على الساحة السياسية الفاعلة على الأرض رغم أن كل أعضائها يحملون من العلم والمعرفة والتاريخ النضالي المشهود له بمقارعة العصابة الطائفية المحتلة المتحكمة بمقدرات الوطن والشعب، إلا أنها تسير بخطى سلحفاة عجوز.
غداً سيبدأ بازار جنيف والمُقادون إليه من أبناء الوطن، وجنيف الذي دخل غرفة العناية المشددة منذ سبع سنين، وتخيلوا (يا رعاكم الله) أن تكون هكذا مجموعة مكلفة بالإشراف على ما سيخطه قلم الايراني المحتل والروسي قاتل أطفالنا ومدمر أرزاقنا. رب من قائل إن هذه الفئة البائسة مدعومة من قوى فاعلة في الحرب الطاحنة في سورية، وهذا القول صحيح وهنا نقف نحن العروبيين السوريين بلا حول ولا قوة، سوى التحدث فيما بيننا كأننا في أحد مقاهي الرصيف.
في المؤتمر الأول للعروبيين الذي عقد في كولن نهاية العام الماضي، وقد كنت أحد المشاركين فيه، توجهت لأحد الإخوة الفاعلين فيه بالقول: يا أخي وأستاذي نحن نسير ببطء والأحداث تتلاحق بسرعة الضوء وواجبنا جميعاً أن نسعى لنجد لنا مكاناً وصوتاً مسموعاً على الساحة السياسية، وإلا فالقطار لن ينتظر أحداً منا، وها قد تحقق ما قلته وطالبت به فقد تحرك القطار من محطة الانطلاق باتجاه جنيف شاحناً بداخله عصارة من متاجري الشعب السوري ليكونوا وبكامل رضاهم شاهد زور على دستور مفصل على مقاس السفّاح وزبانيته. ونحن ما زلنا لم نتأكد من الاتفاق على موعد لقائنا على مقهى الرصيف القادم، لذلك اعذروني عندما بدأت كلامي بدستور من خاطركم.