لا كلامَ عندي أقولُهُ لَـكِ
لقـد قلتُـهُ كلَّــهُ
وكرَّرتُـهُ عليـكِ آلافَ المراتِ
كلماتي صارت تتحرّجُ منكِ
أحرُفي انتابَهـا يَـأسٌ شديدٌ
والمعاني ذَبُلَـتْ معانيهـا
شابت لغتي في القصيدةِ
وأنـتِ لم تقرئي خفقانَ قلبي
ولم يهزُزْكِ حبّي يوماً
كأنَّ قلبَـكِ مختومٌ بالشّمعِ الأحمرِ !!
وعينَيكِ لا تبصرانِ وردي !!
كم بكت أقلامي في الليالي ؟!
وكم أحسَّت دفاتري بالمرارةِ ؟!
حتّى مصباحُ غرفتي انهارت أعصابُـهُ
وأنتِ غـافلةً عن آلامي المبرحةِ
يا ويحَ عمري يومَ تعلّقتُ بِـكِ
ظننتُكِ وردةً بلا شَـوكٍ
نسمةً مغسولةً بشهدِ النّدى
كأنّكِ وُجِدتِ لتقتليني
بلا ذنـبٍ لي
تنثرينَ التَّعاسةَ في طريقي
وتشعلينَ النّـارَ في حقولي
وتسحلينَ كلماتي
على أشـواكِ الشّوقِ
أحبـُّكِ وأعرفُ أنَّـكِ سرابٌ
بيني وبينَكِ صحارى المستحيلِ
أنتِ النّدى وأنا اليباسُ
أنتِ المَـدى وأنا كهوفُ الاختناقِ
أعطيني فرصةً لأهربَ من قلبي
وأتخلَّصَ من سُكنةِ روحي
وأغادرَ دمي بعيداً
وأتنصَّلَ من آثامِ قصائدي
وأفرَّ من هذهِ الأرضِ
وأنفذَ من أصابعِ السّمـاءِ
وأركضَ في براري العدمِ
هنـــاكَ..
يمكنُ لي أن أستريــحَ
حيثُ أحتمي
من سطوةِ حـبِّـكِ الآسرِ