يبدو أنه لابد من وجود مبرر للهجوم على ادلب من قبل نظام ظالم غاشم بحجة وجود عناصر وتنظيمات ارهابية فيها. لذلك فهو يسعى للتمهيد لهكذا اعتداء بتغطية شرعيه من المجتمع الدولي والمنظمات المريضة انسانيا ووجدانيا هذا التمهيد نتيجة خوفه من الصمود المتوقع من القوى الثورية المهجرة من مدنها قسرا ومن السكان الاصليين المقيمين في المحافظة الذين ضربوا أروع الأمثلة في المقاومة والمعارضة الراقية الصامدة دون تراجع واجمعو على ان شعار (الموت ولا المذلة) لهم.
ولكون المحافظة بكل جغرافيتها هي الخندق الاخير على ارض المعركة ولا يمكن للنظام ان يتخطاه الا على ارواح الشهداء من ابنائها وزوارها (المهجرين قسرا) وبهمة عالية تؤمن بأن الله سيقضي امرا كان مفعولًا ولا راد لقضائه.
إضافة الى التوازن الدولي والمتمثل بموقف تركيا وحوارها اولا مع الفصائل المتواجدة في ادلب ووجهائها ومحاولة اقناعهم بأهمية حل جبهة النصرة لرفع اي مبرر لضرب ادلب تحت مسمى القضاء على الارهابيين وعلى الجهة الاخرى حوارها مع روسيا والتي تعمل جاهدة للضغط عليها محاولة التخلي ولو حتى بصورة جزئية عن مشاركة النظام وحلفائه للهجوم الغاشم او محاولة تخفيف الضرر قدر الامكان والسماح للنظام بصورة جزئية لتأمين طرق اتصال بين محافظات القطر وفقا لما تقتضيه خارطة الطريق التي رسمت سابقا بحسب ما تم الاتفاق عليه بين الكبار تحت الطاولة ومن المرجح أن روسيا يهمها حاليا موقف تركيا الى جانبها في مواجهة الأميركان سياسيا واقتصاديا اكثر مما يهمها هذا النظام المتهالك والذي يشرف على بداية نهايته لذلك تراه يتعجل القضاء على القوة الثورية في ادلب .
ويعود موقف تركيا كونها طرف ووضعت يدها في الحل كضامن ولضمان مصالحها الاستراتيجية وهيبتها بين الدول والتي بدأت بالتراجع نتيجة الهيمنة الأميركية وضغطها على الدول المحيطة لعمل حلف مواجهة ضدها ولان تركيا ذات نظام يحترمه الآخرين ويحترم وعوده وقيادته على قدر المسؤولية، والتي أخذت على عاتقها مساعدة الشعب السوري المظلوم وكانت ولا تزال أكثر وقوفا الى جانبه من أشقائه من دول الجوار وهو موقف يحسب لها ولأن خسران ادلب سيعود عليها بالضرر في ما اذا انتصر النظام واضطر المهجرين والمقاتلين والاهالي للجوء او التسلل الاجباري الى تركيا. ولذلك تزداد الامور تعقيدا لذا تراها تفاوض على مختلف الأصعدة دوليا مع روسيا وحلفائها او داخليا مع مختلف الفصائل المتواجدة في ادلب محاولة تهدئة الوضع للحفاظ على اقل الخسائر وروسيا لا شك يهمها امر وموقف تركيا اكثر مما يهمها هذا النظام المتهالك وحلفائه لأنها وضعت قواعدها مسبقا حيث ارادت وفرضت نفوذها على الجميع ولا بد لها من الالتفات حاليا لمصلحتها مع تركيا وما ستحفظه لها مستقبلا من تعاون اقتصادي واستراتيجي.
اما اهلنا وفصائل الثورة بمختلف تنوعها المطلوب منها ان تنسى ما بينها من خلاف وتوحد الصف والكلمة لمواجهة اي هجوم قادم من نظام خائف يضرب بقسوة ليسهل عليه السيطرة على البلد وهجومه ان تم سيكون قاسيًا لا سمح الله.
ان التوافقات الدولية ما بين الكبار وخصوصا روسيا وتركيا وامريكا هي التي ستحدد جدية الهجوم ومحدوديته من عدمهما. ونرجو الله ان يتم التوافق على حل سلمي يرضي الجميع لصالح الأكثرية من شعبنا في الشمال السوري.