مع اقتراب موعد القمة الثلاثية التركية الروسية الإيرانية يوم الجمعة المقبل، تتحول الأنظار إليها لمعرفة مصير إدلب وملايين السوريين من المدنيين المقيمين في المحافظة، وسط معلومات عن تواصل الخلاف الروسي التركي، على الرغم من الاجتماع التقني بين العسكريين الروس والأتراك في أنقرة لأيام عدة، إذ بقيت المعضلة قائمة، في ظل حديث عن “ثمن تركي حول إدلب”.
وقال مصدر مطلع، لـ”العربي الجديد”، إن مجموعة العمل الخاصة بين العسكريين الروس والأتراك أنهت أمس اجتماعاتها وجرى التوافق في بعض الأمور، إلا أن “المعضلة لا تزال قائمة”، وترك حلها للقمة بين الزعماء التركي رجب طيب أردوغان ونظيريه الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني.
وبحسب تقديرات مراقبين فإن المعركة يبدو أنها قادمة، بعد نجاح روسيا في إقناع تركيا بصفقة محدودة، تتلخّص تفاصيلها بتسليم منطقة جسر الشغور حتى شمال غرب حماة إلى النظام. ولكن من غير المعروف تفاصيل الصفقة التي لم تتأكد بعد حول باقي مناطق محافظة إدلب، إذ تشير تكهنات إلى أنها ستكون على نهج التسوية التي حصلت في درعا أو ستكتسي شكلاً خاصاً بوضع إدلب.
التصريح الرسمي الروسي اليوم من موسكو كان يشير إلى أن قرار أي عمل عسكري يستهدف إدلب “سيتخذ بناء على نتائج القمة التي ستجري في طهران”، في حين تكثفت الجهود الدبلوماسية بلقاء جرى أمس بين وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو والممثل الأميركي الخاص إلى سورية جيمس جيفري، فضلاً عن اتصال هاتفي جرى بين جاووش أوغلو ونظيره الأميركي مايك بومبيو أمس أيضاً.
وأفادت السفارة الأميركية، في بيان صدر عنها ، تعليقاً على المكالمة الهاتفية بين جاووش أوغلو وبومبيو ، بأن الأجندة الأساسية التي كانت بين الطرفين هي موضوع إدلب، إذ كان هناك توافق بين الوزيرين في المواقف حيال أي عملية تستهدف المنطقة.
وحول لقاء جاووش أوغلو مع جيفري أمس، كانت السفارة الأميركية قد أفادت، في بيان سابق أمس، بأن الممثل الأميركي أكد للمسؤولين الأتراك أن الهجوم العسكري للنظام السوري على إدلب سيفاقم الأزمة السورية.
وقالت السفارة إن جيفري جدّد موقفه بأن الهجوم على إدلب سيفاقم الأزمة، ويعرض حياة المدنيين وإمكانية الوصول إلى حل سياسي للخطر، ويزيد الدعم للإرهاب، ويضرّ بالاستقرار الإقليمي، وأنه التقى مسؤولين أتراكاً للتأكيد على أهمية التعاون بين واشنطن وأنقرة بخصوص التوصّل إلى تسوية سياسية، بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254 الصادر عام 2015 حول سورية.
وواصلت الطائرات الحربية التابعة للنظام السوري، الأربعاء، عمليات القصف على مدن وبلدات محافظة إدلب شمال غربي سورية، موقعة عدداً من الجرحى، في حين ارتفعت حصيلة الضحايا المدنيين جراء الغارات الروسية أمس الثلاثاء إلى 18 قتيلاً.
وقصفت قوات النظام السوري بلدة حيش بريف إدلب الجنوبي، صباح اليوم الأربعاء، بصواريخ تحمل قنابل عنقودية، ما أدى إلى إصابة طفلين بجروح خطيرة، وتم نقلهما للعلاج.
المصدر: العربي الجديد