بدأت قوات سوريا الديمقراطية «قسد» المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، أمس- الجمعة، أكبر عملية أمنية لها في الرقة السورية، شمال شرقي البلاد، منذ طرد تنظيم الدولة من المنطقة، إذ بدأت القوات التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية بنيتها التأسيسية، بفرض حظر تام للتجوال في مدينة الطبقة، غربي الرقة، وسط إجراءات أمنية مشددة.
العملية الأمنية، وفق ما أكدته مصادر محلية لـ «القدس العربي»: شملت كافة مرافق الحياة العامة والخاصة في مدينة الطبقة، وتشارك فيها كل من قوات «الأسايش»، وعدد غير معروف من الجنود الأمريكيين، إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية. من جانبها، نقلت وكالات سورية معارضة، أن حظر التجوال بدأ تطبيقه بشكل غير معلن، من الساعة السادسة صباحاً وحتى العاشرة، ومن ثم تعليق الحظر العام لمدة ساعة، قبل أن تقوم بفرضه مجدداً إلى أجل غير مسمى، دون أي تصريحات رسمية حول الدوافع لذلك، أو تاريخ انتهاء مدة سريانه.
وترافق ذلك مع إغلاق مداخل مدينة الرقة وإجراءات أمنية مشددة لـ «قسد» و«الأسايش» مع ترجيح مصادر مطلعة أن يشملها قرار حظر التجوال التام بعد ساعات. وكالة «سمارت» المحلية، نقلت بدورها، عن مصدر في قوات «قسد» فضل عدم الكشف عن اسمه، قوله: بأن سبب الحملة هو اعتقال خلايا تنظيم «الدولة» وإلقاء القبض على شبكات ترتبط بالتفجيرات التي تستهدف المحافظة مؤخراً. وتحدث مدني يقيم في الطبقة عن الأوضاع بها، قائلاً: «لا يوجد أي إنسان في الشوارع، ولا آليات، والمحال مغلقة. منذ الصباح نبحث عن الخبز ولا نجده».
واتهم ناشطون سوريون، كلاً من «قسد» و «وحدات حماية الشعب» الكردية بتنفيذ ما وصفوه أكبر عملية أمنية لها في الرقة، بهدف سحب السلاح واعتقال الشبان لتعزيز صفوفها بـ» التجنيد الإجباري» مشيرين إلى اعتقالها العشرات في بلدات غربي المحافظة.
وتعتقل «قسد» مئات الشبان في الرقة ضمن حملات «التجنيد» إضافة لاعتقالها مدنيين بتهمة ارتباطهم بتنظيم «الدولة» الذي يعلن مسؤوليته عن بعض التفجيرات التي تطال عناصرها. وتتكرر حوادث استهداف لعناصر «قسد» في الرقة إضافة لما يصفه ناشطون بـ «الانتهاكات» من عناصر «الوحدات» الكردية و»قسد» وإطلاقها النار على محتجين ضد قراراتها، بينها تفريق مظاهرة عند حديقة الرشيد قبل نحو أسبوعين.
أما المرصد السوري لحقوق الإنسان، فتحدث عن معلومات من «مصادر موثوقة»، أكدت بأن، العشرات من المتطوعين في شرق الفرات عمدوا لترك صفوف القوات العاملة في التجنيد الإجباري ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية. وفي التفاصيل، فإن العشرات من المتطوعين في صفوف قوات الدفاع الذاتي، المؤلفة من قوات مجندة إجبارياً ومن إداريين متطوعين في صفوفها، عمدوا لفسخ عقودهم، مع هذه القوات، خشية الانتقام منهم من قبل الخلايا التابعة لتنظيم الدولة.
من جهتها حذرت روسيا الولايات المتحدة عدة مرات، هذا الاسبوع، من أن قواتها مستعدة للهجوم على منطقة سورية يتواجد فيها العشرات من الجنود الأمريكيين. وزعمت روسيا خلال تحذيراتها المتتالية ان المنطقة المستهدفة، التي تضم قاعدة لتحالف مناهض لتنظيم «الدولة» بدعم من الولايات المتحدة، تحتوي على متشددين من تنظيمات القاعدة و»داعش».
واشارت منصات إعلامية أمريكية إلى ان القوات الأمريكية المتواجدة في المنطقة تدافع عن منطقة حظر يبلغ طولها 34 ميلاً حول قاعدة النتف. وبعثت واشنطن بدورها برسائل إلى موسكو تتضمن ضرورة عدم تحدي الوجود العسكري الأمريكي.
وقال مسؤول كبير من وزارة الدفاع الأمريكية «لقد نصحناهم بالابتعاد عن التنف، نحن مستعدون للرد». وأضاف «لا تسعى الولايات المتحدة إلى محاربة النظام السوري أو أي جماعات تقدم لها الدعم، ومع ذلك، إذا تعرضت للهجوم، فان الولايات المتحدة لن تتردد في استخدام القوة اللازمة والمتناسبة للدفاع عن الولايات المتحدة وقوات التحالف والشركاء».
وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات جديدة على حلفاء رئيس النظام السوري، بشار الاسد، وسط مخاوف من هجوم وشيك على إدلب. وقالت وزارة الخزانة الأمريكية انها كانت تستهدف اربعة افراد وخمسة كيانات بسبب دورهم في تسهيل نقل الأسلحة والوقود إلى حكومة الاسد، التي تتهمها بعض الجهات الأمريكية بالارتباط مع تنظيم «الدولة».
واكد ستيفن منوشين، وزير الخزانة، ان ملايين الابرياء يتعرضون لخطر هجوم وشيك في محافظة إدلب من قبل نظام الاسد المدعوم من إيران وروسيا، تحت ذريعة استهداف تنظيم «الدولة» مشيراً إلى ان نظام الاسد لديه تاريخ في التجارة مع المجموعة الإرهابية. واوضحت وزارة الخزانة ان شخصاً واحداً هو محمد القاطرجي، وشركته مرتبطان مع «داعش».
وقال منوشين في بيان «ستواصل الولايات المتحدة استهداف من يسهلون المعاملات مع نظام الاسد القاتل ومن يدعموا داعش» واوضح البيان ان القاطرجي أقام علاقات قوية مع النظام السوري، وسهل تجارة الوقود بين النظام وتنظيم (الدولة). واشار بيان الخزانة إلى ان العقوبات شملت عدنان العلي (سونكس انفستمنتس)، (ناسكو بوليمرز اند كيمكالز) وفادي ناصر.
المصدر: القدس العربي