على وقع استمرار القصف العنيف الذي تنفذه مقاتلات روسية وسورية، ويستهدف جنوب محافظة إدلب، وشمال حماة (شمال غربي سورية)، توعدت المعارضة السورية قوات النظام السوري بـ «مفاجآت وأسلحة لم تستخدم من قبل»، فيما كررت الأمم المتحدة تحذيراتها من «كارثة إنسانية». وقال منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في الأمم المتحدة مارك لوكوك في تصريحات إلى الصحافيين في جنيف: «يجب أن تكون هناك سبل للتعامل مع هذه المشكلة بحيث لا تتحول الأشهر القليلة المقبلة في إدلب إلى أسوأ كارثة إنسانية مع أكبر خسائر للأرواح في القرن الحادي والعشرين».
واستمر أمس تحليق مروحيات النظام في سماء إدلب وحماة، بالتزامن مع استهدافها ببراميل متفجرة مناطق في الريفين الجنوبي لإدلب والشمالي لحماة. ورصد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ألقاء المروحيات نحو 20 برميلاً متفجراً مستهدفة مناطق في قرى عابدين والهبيط ولحايا في ريف إدلب الجنوبي، وكفرزيتا واللطامنة والبويضة بريف حماة الشمالي، إذ تتناوب 6 مروحيات على إلقاء البراميل، بالتزامن مع تنفيذ المقاتلات الروسية 3 غارات على مناطق في قرية الزكاة في الريف الشمالي لحماة، واستمرار النظام بالقصف الصاروخي على ريف إدلب. وأضاف «المرصد» إن قذائف سقطت على منطقة مدرسة في جرجناز ما أسفر عن إصابات بين صفوف الطلاب.
واستمر أمس نزوح المئات من مناطق قلعة المضيق والتوينة والشريعة والجماسة، إلى مناطق في جبل الزاوية وريف جسر الشغور الشمالي، خشية تصاعد القصف وتوسعة نطاقه.
وأكد القائد في فصيل» جيش العزة» أبو خطاب أن «الاستعدادات جارية على الجبهات كافة في المناطق المحررة لعملية عسكرية مرتقبة»، مهدداً بـ «استخدام أسلحة جديدة لم تستخدم من قبل، المعركة المقبلة معركة مفاجآت، واللا ممنوعات». وأشار إلى أن فتح النظام والروس المعركة «أمر بات محسوماً، وسنكون على قدر أي تحرك عسكري سيقدم عليه النظام».
وأكد الناطق باسم «الجيش الوطني» العامل في ريف حلب الشمالي، محمد حمادين الاستعداد «للمشاركة ضد أي عملية عسكرية من جانب قوات النظام المدعومة روسياً». وأضاف: «من واجبنا الدفاع عن إدلب في حال تعرضت لهجوم من قبل النظام ومن معه من الميليشيات. وأشار حمادين إلى استعدادات عسكرية لفصائل «الجيش الوطني» في الوقت الحالي للدخول إلى المحافظة في حال بدء أي هجوم.
وأعلنت «الجبهة الوطنية للتحرير» استهدافها مواقع قوات النظام في ريف حماة الشمالي، ردًا على القصف الجوي المتواصل على ريفي حماة وإدلب. وأوضحت «الجبهة» في بيان، أنها استهدفت معسكرًا لقوات الأسد داخل مدرسة المجنزرات في ريف حماة الشمالي، بعدد من صواريخ الغراد، تزامنًا مع القصف المتواصل على ريفي حماة وإدلب. وقالت: «ردًا على العدوان الهمجي للطيران الحربي والمدفعي على المناطق المحررة، استهدف فوج المدفعية في الجبهة الوطنية للتحرير معسكرًا لعصابات الأسد داخل مدرسة المجنزرات بعدد من الصواريخ».
في المقابل واصل النظام السوري استقدام تعزيزات إلى طول جبهاته الفاصلة مع إدلب. وذكرت صحيفة «الوطن» المقربة من النظام، أن قوات الأسد عززت مواقعها في ريف حلب الشمالي، لمواجهة أي عملية عسكرية في المنطقة ولمنع عمليات تسلل إلى محافظة إدلب. ونقلت عن مصدر عسكري إن التعزيزات تركزت في شكل أساسي على جميع خطوط التماس الفاصلة مع الجيب الممتد من جمعية الزهراء وصالات الليرمون الصناعية وبلدة كفر حمرة شمال غربي حلب إلى مزارع الملاح وبلدات حريتان وحيان وعندان وبيانون شمالًا.
وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) التابعة للنظام، إن «وحدات من الجيش السوري دكت بسلاحي المدفعية والصواريخ أوكار وتجمعات إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات المنضوية تحت زعامته وكبدتهم خسائر بالأفراد والعتاد في عدد من البلدات المنتشرة على الحدود الإدارية لمحافظتي حماة وإدلب». وأفادت بـ «أن وحدة نفذت رمايات مدفعية على محور تحرك مجموعة إرهابية تم رصدها تتحرك على الطريق الواصل بين قلعة المضيق وجبل شحشبو أقصى الريف الشمالي الغربي لحماة ما أسفر عن إيقاع أفراد المجموعة قتلى ومصابين وعرف من القتلى خالد الحسين الملقب بأبو وليد». وأضافت:» دمرت آلية مصفحة ومستودع ذخيرة ومنصات لإطلاق القذائف لإرهابيي ما تسمى كتائب العزة في تل الصياد شمال بلدة كفرزيتا وأوقعت 5 قتلى بين صفوفهم عند أطراف البلدة التي تعد من أبرز معاقل تنظيم جبهة النصرة الإرهابي شمال مدينة حماة».
المصدر: الحياة