أرسلت روسيا في الأيام القليلة الماضية 500 مقاتل من “الفيلق الخامس/فصائل التسوية” في درعا إلى ريف السويداء الشمالي الشرقي، للمشاركة في معارك بادية الصفا ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، بحسب مراسل “المدن” زين الحلبي.
ومع التعزيزات الأخيرة صار العدد الإجمالي لمقاتلي “التسوية/الفيلق الخامس” في بادية الصفا بحدود 600 مقاتل، غالبيتهم من أبناء مدينة بصرى الشام، والمناطق المجاورة لها جنوبي درعا، وحوالي 150 مقاتلاً من عشائر السويداء. وتتحضر تلك المجموعات للهجوم على “الدواعش” المتحصنين في الصفا، بعدما كبدوا قوات النظام خسائر فادحة.
مصادر “المدن” كشفت عن استياء ضباط قوات النظام من تواجد “فصائل التسوية” إلى جانبهم في المنطقة، تخوفاً من الـ”خيانة”، ويطالب ضباط النظام عناصرهم بعدم الاحتكاك بعناصر “التسوية”، بل ومراقبتهم على مدار الساعة. وستتولى روسيا الإشراف على “الفيلق”، بالتغطية الجوية والإمدادات، على أن تكون محاور عملياتهم منفصلة عن محاور النظام.
وكان “الفيلق الخامس/التسوية” في درعا قد اشترط سابقاً، إفراج “حركة رجال الكرامة” عن عشرات المختطفين من أبناء العشائر، وهذا ما حققته روسيا.
مدير “شبكة السويداء 24” نور رضوان، قال لـ”المدن”، إن روسيا تسعى لحسم معركة الصفا مع “داعش” بعد الهزائم المتكررة التي منيت بها قوات النظام، ومقتل المئات من عناصرها، من دون إحراز أي تقدم ملموس. وتزامن ذلك مع تصاعد الغضب الشعبي في السويداء من النظام نتيجة فشله في الإفراج عن المختطفين لدى “داعش”، وعدم اهتمام مسؤوليه بالقضية. وشكل ذلك بيئة مناسبة للروس للعمل في السويداء بشكل منفصل عن النظام، وكسب الثقة الشعبية. وأوضح رضوان أن مقاتلي درعا والعشائر، لديهم فرصة ثمينة للسيطرة على المنطقة، نتيجة خبرتهم بجغرافية المنطقة، العامل المساند للدواعش في إلحاق الهزائم المتكررة بالنظام، فضلاً عن إشراف روسيا بشكل مباشر على عمليات “الفيلق”
وأضاف رضوان، أن المحاولات الروسية لكسب ثقة أهالي السويداء، تتزامن مع سعيها لضم الفصائل المحلية المناوئة للأسد في المحافظة إلى “الفيلق الخامس” وعقد مصالحات تحاكي اتفاق درعا الأخير مع المعارضة المسلحة.
وفي الوقت الذي تتجه فيه روسيا لحسم معركة الصفا، والسيطرة على مفاصل القوى في السويداء، يرسل النظام تعزيزاته العسكرية، تجاوز عددها 700 مقاتل من “الفرقة الرابعة” ومجموعات “النمر”، مزودة بالأسلحة الثقيلة، لتستقر في نقاط عسكرية على أطراف مدينة السويداء، وبينها نادي الرماية و”الفوج 44″، تزامناً مع سحب الحواجز الصغيرة تخوفاً من سهولة سيطرة الفصائل المحلية عليها إذا قررت مهاجمتها.
مصدر خاص، قال لـ”المدن”، إن النظام لا يسعى لعمل عسكري داخل المحافظة في الوقت الراهن، والتعزيزات الجديدة مهمتها “حماية هيبة مؤسسات النظام المنتهكة من قبل أبناء المحافظة”.
ويتخوف النظام من “قوات الفهد” التي وافقت ضمنياً على طلب روسي بالانضمام لـ”الفيلق الخامس”. مصادر “المدن” أكدت أن قائد “قوات الفهد” سليم حميد، اجتمع مع قائد “قوات شيخ الكرامة” ليث البلعوس، في بلدة المزرعة، الجمعة، وطرح فيه حميد على البلعوس فكرة الانضمام لـ”الفيلق الخامس”، وتسليم سلاحهم المتوسط والثقيل لروسيا، مقابل “تسوية أوضاعهم” والحصول على رواتب شهرية، 300 دولار لكل فرد، وبدلة عسكرية وسلاح فردي. ورفضت غالبية أعضاء “قوات شيخ الكرامة” الطرح، وطلبت مهلة للتباحث في القضية وإبلاغ حميد جوابها النهائي.
المصدر: المدن