في سياق محموم لكسر قرارات الجامعة العربية حول مقاطعة الكيان الصهيوني على كافة الصعد، فتحت بعض الدول الخليجية أبوابها للتطبيع مع الكيان الصهيوني، حيث استقبلت الأمارات العربية المتحدة وقطر، وفوداً رياضية إسرائيلية خلال استضافتهما لبطولات دولية. سبق ذلك أن استضافت البحرين أيضاً وفوداً إسرائيلية خلال الفترة الماضية، بينما جاءت ذروة التطبيع الرسمي، إثر استقبال السلطان قابوس بن سعيد، سلطان عمان، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الخميس، في بيت البركة في مسقط العاصمة.
تأتي هذه الخطوات التطبيعية السافرة، في ظل تصعيد الجيش الإسرائيلي لجرائمه المروعة بحق المتظاهرين المدنيين في قطاع غزة، وانفلات قطعان المستوطنين في الضفة الغربية، وقيامهم بالتعدي على قرى وبلدات فلسطينية، وتدنيس حرمة المسجد الأقصى بصورة مستمرة بدعم ومشاركة من القوات الإسرائيلية. مما يجعل من لهاث الحكومات العربية نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني، تغطية سياسية فاضحة على جرائم وانتهاكات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، ولا يغير من هذه الحقيقة من يقوم بالتطبيع علناً ومن يقوم به سراً من الأنظمة العربية الأخرى.
وحول السؤال عن أسباب تسارع هذه الخطوات التطبيعية وتوقيتها المتزامن بين عدة دول عربية؟ قال الأستاذ أكرم عطوة عضو قيادة ” تجمع مصير” : أن محاولات فرض التطبيع مع العدو التاريخي للفلسطينيين والعرب، تدل على سعي الأنظمة العربية لإرضاء أمريكا من البوابة الإسرائيلية، في ظل ضعف الوضعين الفلسطيني والعربي، وهي نتيجة لمسار التسوية والمفاوضات، منذ انطلاقه قبل قرابة عقدين ونصف، حيث استغلت الحكومات الصهيونية ذلك المسار، لتعزيز وجودها وقوتها، وانتزاع شرعية الاعتراف بها من القيادات الفلسطينية والعربية.
وأضاف عطوة بأن تهافت الأنظمة العربية في هذه المرحلة على التطبيع سراً وعلناً مع الحكومة الإسرائيلية، يعود كذلك إلى تحالف معسكر الثورات المضادة، لإفشال ثورات الربيع العربي، وتدجين الشعوب العربية للقبول بإسرائيل وأنظمة الحكم العربية كقدر لا فكاك منه، وأن هذا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن المعركة ضد الاحتلال الخارجي والاستبداد الداخلي لا تتجزأ، ولا خيار أمام الشعوب سوى استنهاض قواها واستعادة دورها، كي تتمكن من خوض معركة الحرية والخلاص والانتصار فيها.